إن الهمز واللمز والسخرية من الأفعال القبيحة التى انتشرت فى مجتمعنا وفى مختلف الأوساط مع أنها تتنافى مع ما توجبه الأخلاق، وهى ظلم قبيح من الانسان لأخيه الانسان، وعدوان على كرامته، وايذاء لنفسه ومن آثارها أنها تقطع الروابط الاجتماعية القائمة فى المجتمع وتفسده، وتبذر بذور العداوة والبغضاء، قال ابن عباس فى قوله تعالى: ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها «الكهف49»، «الصغيرة التبسم والكبيرة الضحك بحالة الاستهزاء»، وقد نهى الله عز وجل عن الهمز واللمز فى كتابه وتوعد من يفعل ذلك، قال: ابن تيمية «اللمز هو العيب والطعن فى الانسان ومنه قوله تعالى: «ومنهم من يلمزك فى الصدقات» «التوبة 58» أى يصيبك ويطعن عليك، وقوله: «الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين فى الصدقات» «التوبة 79» وقوله «ولا تلمزوا أنفسكم» «الحجرات 11»، أى يلمز بعضكم بعضا، والهمز: العيب والطعن بشدة وعنف، واللمز: أن يصيب الأنسان أخاه فى وجهه بكلام ولو خفى، واللمز الخفى أشد من الطعن الصريح، وهو قبيح اجتماعيا لأنه يورث الاحقاد والأضغان ويقطع أواصر الأخوة الايمانية. إن تلك الآفة الخطيرة سبب من اسباب انتشار الضغينة فى القلوب بين المسلمين فمن حق المسلم على المسلم الا يسخر من أخيه سواء بيده أو بلسانه، أو حتى بالاشارة الخفية، فالمؤمن اذا لمز أو همز أخاه فإنما لمز وهمز نفسه لأن المؤمنين جميعا نسيج واحد وجسد واحد، فلا يقوى أى مجتمع تفرق أفراده بل يتخلف ويهوى إلى الدرك الأسفل بين الأمم، نعم لا يسلم أى مجتمع من وجود تلك الآفات، التى تكون سببا فى كثير من الفوضى والتفرق فى المجتمع، ولذلك اهتم الاسلام بعلاج هذه الآفات وذلك بذكرها والتحذير منها، وتشديد العقوبة على فاعلها حتى يعيش المجتمع الاسلامى فى أمن وأمان واطمئنان.