194 طعنًا على نتائج الجولة الأولى لانتخابات النواب أمام «الإدارية العليا»    محافظ أسيوط: دراسة إنشاء أول دار أوبرا في صعيد مصر    سرب من 8 مقاتلات إسرائيلية يخترق الأجواء السورية    العراق يصطدم بالفائز من بوليفيا وسورينام في ملحق التأهل لكأس العالم 2026    وزير الرياضة يكشف ملامح منظومة إعداد البطل الأولمبي ومراحل اكتشاف المواهب    وزير الشباب والرياضة يستعرض مستهدفات المشروع القومي للموهبة والبطل الأولمبي    إصابة 18 شخصًا في تصادم سيارة نقل مع أتوبيس بالشرقية    محمد أنور يبدأ تصوير مسلسل "بيت بابي"    تطورات جديدة في الحالة الصحية للموسيقار عمر خيرت    رصاصة طائشة تنهي حياة شاب في حفل زفاف بنصر النوبة    رئيس الوزراء: محطة الضبعة النووية توفر لمصر بين 2 ل3 مليار دولار سنويا    النائب محمد إبراهيم موسى: تصنيف الإخوان إرهابية وCAIR خطوة حاسمة لمواجهة التطرف    غدًا.. انطلاق عروض الليلة الكبيرة بالمنيا    مجلس الوزراء يُوافق على إصدار لائحة تنظيم التصوير الأجنبي داخل مصر    ضمن مبادرة «صحّح مفاهيمك».. أوقاف المنوفية تنظّم ندوة توعوية حول «خطورة الرشوة» بالمدارس    رئيس مياه القناة: تكثيف أعمال تطهير شنايش الأمطار ببورسعيد    الرئيس الكوري الجنوبي يزور مصر لأول مرة لتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي    صحة الإسكندرية: 14 وحدة و5 مستشفيات حاصلة على الاعتماد من هيئة الرقابة الصحية    هل يخفض البنك المركزي الفائدة لتهدئة تكاليف التمويل؟.. خبير يكشف    المنيا: توفير 1353 فرصة عمل بالقطاع الخاص واعتماد 499 عقد عمل بالخارج خلال أكتوبر الماضي    يديعوت أحرونوت: محمد بن سلمان يضغط لإقامة دولة فلسطينية في 5 سنوات    حقيقة فسخ عقد حسام حسن تلقائيا حال عدم الوصول لنصف نهائي أمم إفريقيا    محافظ الأقصر يوجه بتحسين الخدمة بوحدة الغسيل الكلوى بمركزى طب أسرة الدير واصفون    الغرفة التجارية بالقاهرة تنعى والدة وزير التموين    الهلال الأحمر المصري يطلق «زاد العزة» ال77 محمّلة بأكثر من 11 ألف طن مساعدات    الداخلية تضبط أموالاً بقيمة 460 مليون جنيه من نشاط إجرامى    بعد فرض رسوم 5 آلاف جنيه على فحص منازعات التأمين.. هل تصبح عبئا على صغار العملاء؟    أسهم الإسكندرية لتداول الحاويات تواصل الصعود وتقفز 7% بعد صفقة موانئ أبوظبي    التضامن: نخطط لتحويل العاصمة الجديدة إلى مدينة صديقة للأطفال    بيتكوين تستقر قرب 92 ألف دولار وسط ضبابية البنك الفيدرالى    حكم صلاة الجنازة والقيام بالدفن فى أوقات الكراهة.. دار الإفتاء توضح    رئيس أزهر سوهاج يتفقد فعاليات التصفيات الأولية لمسابقة القرآن الكريم    أمين الفتوى يوضح حكم غرامات التأخير على الأقساط بين الجواز والتحريم    إيقاف إبراهيم صلاح 8 مباريات    يضيف 3 آلاف برميل يوميًا ويقلل الاستيراد.. كشف بترولي جديد بخليج السويس    تقارير: تعديل مفاجئ في حكم مباراة الأهلي والجيش الملكي    انطلاق مباريات الجولة ال 13 من دوري المحترفين.. اليوم    تأثير الطقس البارد على الصحة النفسية وكيفية التكيف مع الشتاء    استشاري صحة نفسية توضح سبب ارتفاع معدلات الطلاق    تموين القليوبية: جنح ضد سوبر ماركت ومخالفي الأسعار    السبت المقبل.. «التضامن» تعلن أسعار برامج حج الجمعيات الأهلية    التخطيط تبحث تفعيل مذكرة التفاهم مع وزارة التنمية المستدامة البحرينية    محافظ القاهرة وعضو نقابة الصحفيين يبحثان سبل التعاون المشترك    الأرصاد تحذر من طقس الساعات المقبلة: أمطار على هذه المناطق    جثة طائرة من السماء.. مصرع شاب عثروا عليه ملقى بشوارع الحلمية    مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى: سنفرض عقوبات على عدد من الجهات السودانية    وزارة «التضامن» تقر قيد جمعيتين في محافظة الغربية    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 20نوفمبر 2025 فى المنيا..... اعرف مواعيد صلاتك بدقه    وزير الصحة يوجه بتشكيل لجنة للإعداد المبكر للنسخة الرابعة من المؤتمر العالمي للسكان    نصائح هامة لرفع مناعة الأطفال ومجابهة نزلات البرد    سيد إسماعيل ضيف الله: «شغف» تعيد قراءة العلاقة بين الشرق والغرب    براتب 9000 جنيه.. العمل تعلن عن 300 وظيفة مراقب أمن    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    مستشار ترامب للشئون الأفريقية: أمريكا ملتزمة بإنهاء الصراع في السودان    مصادر تكشف الأسباب الحقيقية لاستقالة محمد سليم من حزب الجبهة الوطنية    خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو    أرسنال يكبد ريال مدريد أول خسارة في دوري أبطال أوروبا للسيدات    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأقارب عقارب‏!‏

‏من نكد الدنيا علينا أن يتحول أقرب الناس إليك إلى وحش مفترس‏ ..‏ ينهش الأعراض والشرف ويهدم الدين وينكث باليمين ويسرق أعز ما نملك فى حياتنا دون أن ندرى ..‏ ودون أن نتوجس خيفة‏. فلذات الأكباد وحنايا الصدور‏! من مأمنا يتسلل الخطر‏ ..‏ وممن يسري في عروقهم دمنا وأصلنا وجذورنا‏..‏ العم والخال والأخ والأخت وصعودا إلي قمة الدم العائلي الأب بجلالة قدره‏!‏
أعرف أننا نخوض في حقل ألغام قد ينفجر فينا كلنا‏..‏ وأدرك تماما أننا نقطع بأيدينا أسلاكا شائكة لا نعرف بعد أن نتخطاها إلي أين تقودنا أقدامنا الدامية‏.‏؟‏.‏ وماذا تخفي لنا الأيام أكثر من هذا الوجه الكئيب الذي تلبسه ويريد بنا شرا مستطيرا‏..‏
وإليكم قائمة الشر العائلي المستطير والذي يقتل في صمت ومن خلف الأبواب المغلقة دائما وأبدا علي الحب والخير والسكن والمودة والرحمة‏..‏ وهو قاموس البيت المصري الذي تربينا عليه قبل الزمان بزمان‏..‏ وحفظنا كتابه وعشنا في ظل شجرته الوارفة الظل التي حمتنا من شمس الهجير وغل السنين وغلواء الطريق وذئاب السكك‏!‏
‏*‏ في العريش‏..‏ العم يستدرج ابن أخيه الصغير ويدفنه في الرمل الساخن حيا‏..‏ انتقاما من أمه التي عايرته بتعطله عن العمل‏!‏
‏*‏ في قليوب الخالة تستدرج ابن اختها وتخنقه وتضعه في شوال وتلقي به في الترعة انتقاما من اختها التي تزوجت من كانت تحبه يوما‏!‏
‏*‏ في واقعة مؤسفة بمنطقة المرج انتابت حالة من الغيرة سيدة فخنقت نجل شقيقها الرضيع البالغ من العمر شهرا واحدا‏..‏ باستخدام ايشارب ولم تتركه إلا جثة هامدة وذلك بسبب حقدها علي شقيقها وزوجته‏.‏
‏*‏ في جسر السويس تأخر تلميذ صغير في المرحلة الابتدائية عن العودة من المدرسة‏..‏ كان يلعب الكرة مع أقرانه في الشارع‏..‏ عاقبته زوجة والده مرات أبوه بتقييده بالسلاسل الحديدية في صالة الشقة دون طعام أو شراب‏..‏ وذهبت مع أطفالها لزيارة أسرتها في الزاوية الحمراء‏..‏ ولم تنس أن تضربه بقسوة وتقول له‏:‏ حسيبك زي الكلاب لحد ما تموت‏!‏ حتي أنقذه الجيران الذين سمعوا صراخه فتسلقوا الي البلكونة وفكوا وثاقه وأنقذوه‏!‏
‏*‏ في منشية ناصر‏..‏ زوج الأم يضرب ابن زوجته الرضيع في الحائط حتي الموت‏..‏ لأنه قل مزاجه وعكنن عليه وقطع عليه حبل متعته وهو ينام مع أم الطفل المسكين‏!‏
‏*‏ في إمبابة فتاة في العشرين‏..‏ تخنق ابن أخيها الرضيع وتلقي بجثمانه من النافذة الي سطوح الجيران انتقاما من زوجة أخيها التي جعلت خطيبها يطفش منها ولا يتمم زواجه بها لسوء سلوكها‏!‏
‏*‏ في البدرشين يعتدي علي ابن أخيه الصغير جنسيا بعد أن استدرجه الي عمارة تحت الإنشاء ثم يقتله لأنه خاف أن يفضحه بعد أن هدده الصغير بأن يبوح بما حدث لأبيه‏!‏
‏*‏ وفي اسطبل عنتر اعتدي أب علي ابنته حتي حملت منه وأنجبت طفلا‏..‏ والذي أبلغ عنه الجيران بعد أن شاهدوا ابنته‏,‏ التي لم تتزوج بعد‏,‏ ترضع من ثدييها طفلا رضيعا‏!‏
‏..................‏
‏.................‏
مسكينة‏..‏ فتاة المنيا‏!‏
ويبقي السؤال‏:‏ هل حقا الأقارب عقارب‏..‏ كما يقول المثل الشعبي الدارج؟
لقد جاءتني علي غير موعد فتاة سمراء غير محجبة ذات ضفيرتين وقالت‏:‏ أريدك في أمر عاجل جدا‏!‏
قلت لها‏:‏ أهلا وسهلا‏..‏
قالت‏:‏ أنا قادمة إليك من إحدي مدن المنيا‏..‏ أنا طالبة في سنة ثالثة ثانوي‏..‏ وأمي تركتنا بالموت وأنا بنت صغيرة في الابتدائي‏..‏ وأخي سافر الي القاهرة ليعمل عند أخواله في تجارة الفاكهة‏..‏ وبقيت أنا وحدي مع والدي وهو موظف كبير علي المعاش الآن‏..‏
كان يتودد إلي‏..‏ وكنت سعيدة معه نأكل ونشرب ونسهر أمام التليفزيون‏..‏ وأستدعي صديقاتي للمذاكرة معي‏..‏ وكان يواجهن بظرف ومودة‏..‏
وفي إحدي الليالي فوجئت به في حجرتي وأنا في عز النوم‏..‏ وهو يحاول أن يلمس جسدي‏..‏ وصحوت وقلت له‏:‏ فيه حاجة يابابا‏!‏
قال‏:‏ لا مافيش حاجة ثم خرج‏!‏
وفي ليلة أخري فوجئت به إلي جواري في سريري‏..‏ وأنا غارقة في نوم عميق‏..‏ وراح يلتصق بي ويتحسس أماكن حساسة في جسدي‏..‏ فصرخت‏..‏ فتركني لحالي‏!‏
وأنا الآن في رحلة مدرسية لأوائل البنات اللاتي كنت أنت محاضرا لهن قبل أيام في حلوان‏..‏
ماذا أفعل؟
هل أعود الي بلدتي وبيتنا تحت رحمة هذاس الأب الذي أصيب بالجنون في الكبر؟
ومن يحميني منه؟
أنا لم أبح بالسر لأي مخلوق إلا لك‏!‏
أي زمان هذا الذي نعيشه؟
الراعي يفترس الحملان‏..‏ وهو المنوط شرعا ودينا وقانونا بحماية الأفراخ الصغار زغبة الحواصل لا ماء ولا شجر‏..‏ ونحن لا نصدق ما يحدث خلف الأبواب المغلقة‏..‏ حتي تقع الفأس في الرأس‏..‏ وساعتها لا ينفع ندم ولا يشفع بكاء‏!‏
‏..................‏
‏.................‏
أريد حماية‏..‏ لا قصاصا‏!‏
الصورة الآن من داخل إحدي العيادات النفسية أكثر رعبا وأكثر اكتئابا‏..‏ كما تحكي عنها الزميلة الصحفية المتدربة حنان مصطفي‏+‏ رسالة خاصة وصلتني في بريدي هذا الاسبوع‏..‏
الأم وابنتها الشابة أمام الطبيب النفسي‏.‏
الأم تتكلم بعصبية شديدة‏:‏
‏*‏ يادكتور الموضوع إللي احنا جايين فيه موضوع مجرح‏..‏ أنا مش عارفة أتصرف فيه ازاي‏..‏ احنا اسرة متوسطة الحال‏..‏ زوجي يعمل مدرس اعدادي‏..‏ هو راجل ناجح في حياته‏..‏ تصرفاته طبيعية مع الناس والناس تحترمه‏..‏ لكنه عصبي معي ومع الأولاد‏..‏ أحيانا يكون قاسيا وعنيفا ولكن بعد شويه يهدأ ويرجع لهدوئه‏..‏ هو رجل مستقيم في المعاملة ولكنه لا يؤدي الصلوات المفروضة‏..‏
وهنا قاطعتها الابنة بشدة وعنف‏:‏
ادخلي في الموضوع ياأمي‏!‏
قالت الأم وقد بدا علي وجهها علامات التوتر والقلق الشديد‏:‏
يادكتور ابنتي تتهم أباها بأنه يفعل معها أعمالا غير لائقة أخلاقيا‏!‏
ومرة أخري قاطعت الابنة الكلام وأخذت زمام المبادرة‏:‏
يادكتور الموضوع مش اتهام‏..‏ ده حقيقة‏!‏
وانتابتها نوبة من البكاء الهستيري‏..‏ وأخذت الأم تهديء من روعها حتي هدأت واسترسلت في الكلام‏..‏ قالت‏:‏
أبي دائما يعاملني بقسوة شديدة‏..‏ حياته كلها أوامر من بداية اليوم حتي آخره‏..‏ الاستيقاظ من النوم أوامر‏..‏ الإفطار أوامر‏..‏ المذاكرة أوامر‏..‏ حتي اللبس والنوم أوامر‏..‏ يحب أن يتدخل في كل شيء في حياتي حتي في أدق أموري الشخصية‏!‏
وعلي العكس من ذلك تماما‏..‏ أمي شخصية سلبية‏..‏ دائما تستسلم لكل الأوامر‏..‏ حتي لو كانت غلط ولا تحاول حمايتنا من بطش أبي وجبروته‏!‏
نسألها‏:‏ يعني بالعربي ابوك شخصية متسلطة‏.‏؟
قالت‏:‏ ياريت الموضوع كده وبس‏..‏ وهو شخص متقلب المزاج‏..‏ احيانا قاسي وشديد‏..‏ واحيانا أخري يحب الضحك والهرج الشديد ويعبر عن ذلك بتصرفات غريبة‏!‏
أحيانا كان يعبر عن حبه لي بأن يجلسني علي رجله ويظل يقبلني مددا طويلة‏..‏ وكانت تلك القبلات تضايقني في أثناء الطفولة دون أن افهم السبب‏..‏ وكانت أحيانا أمي تنهره عن ذلك‏,‏ ولكن في أغلب الاحيان كانت تتركه‏!‏ ومع مرور الوقت كان أبي يعاقبني بشدة علي أي خطأ حتي ولو كان خطأ بسيطا‏..‏ وكانت العقوبة دائما بالضرب المبرح لمدد طويلة‏..‏ ولم تكن أمي تتدخل لمنع الايذاء عني خوفا من قسوته عليها
وبعد أن يهدأ أبي كان يحاول مصالحتي بالأحضان الشديدة‏..‏ كان يضمني إلي صدره بشدة وكنت لا أتكلم ولا أعترض حتي لا يعود للقسوة والضرب مرة أخري‏..‏ وكان ذلك يضايقني بشدة وذهبت الي أمي لأشتكي لها ولكنها قالت‏:‏ أبوك يحبك ويحاول مصالحتك علي عصبيته الزائدة معك‏!‏
وفي إحدي الليالي استيقظت من النوم فزعة بعد أن أحسست أن هناك من يتلمس جسدي بطريقة شاذة‏..‏ وكانت مفاجأة أن وجدت أبي يقف بجوار السرير‏..‏ وقد بدت عليه علامات الاضطراب والإحراج‏,‏ ولكنه انصرف من الحجرة مسرعا‏!‏
وبعدها بأسبوع تكرر هذا الموقف‏.‏
وعندما اشتكيت الي أمي قالت لي ان ابوك لا يقصد شيئا وانك أسأت فهم الموضوع‏..‏ وانه كان فقط يطمئن عليك وعلي غطاء السرير حتي لا تصابي بالبرد في أثناء الليل‏!‏
وبعدها بدأت لا أستطيع النوم وأحسست بالقلق الشديد من هذه التصرفات المفزعة‏..‏ انني لا احس بالأمان في المنزل‏..‏ لقد أصبت بالأرق والخوف من المجهول الذي سوف يحدث لي‏!‏
ولما تكرر هذا الأمر عدة مرات‏..‏ وبدأت أعاني الاكتئاب والضيق وسرعة الانفعال‏..‏ قررت مواجهة أبي‏..‏
وكان الرد قاسيا‏..‏ لقد ثار ثورة شديدة واتهمني بالجنون واني أتخيل أشياء لا تحدث‏..‏ وقرر طردي من البيت لولا تدخل أمي لتهدئة الموقف وظللت أعاني الاكتئاب عدة أسابيع‏..‏ وتأخر تحصيلي الدراسي وكنت في عذاب مستمر بين تأنيب أمي لي وقسوة أبي علي حتي أدركت أمي حقيقة الموقف حين لاحظت أبعاد المشكلة حيث شاهدت أبي وهو يقوم بأعماله الشاذة في أثناء نومي وحينئذ تحولت من إنسانة متهمة بالجنون والتخيل إلي إنسانة ضحية‏!‏
وذهبت امي الي شيخ الجامع المجاور لنا لتسأله ماذا تفعل في هذا الموضوع؟
هل تنفصل عن أبي حفاظا علي ابنتها؟
أم تستمر معه علي أن يتوب من أفعاله الشاذة؟
وكان رد الشيخ هو رفض فكرة الطلاق والانفصال‏..‏ وطلب منا أن نترك له فرصة لعل الله يهديه‏..‏ وطلب منا أن ندعو له بالهداية لعل الله يجعل لنا مخرجا‏.‏
وأخيرا وبعد تكرار المشكلة عدة مرات لجأتا إلي قسم الشرطة‏..‏ وقدمتا بلاغا عن المشكلة‏..‏ وتم استدعاء والدي الذي رفض التهمة‏..‏ وادعي أني أتخيل أشياء وهمية لا تحدث‏..‏ بل وطلب من القسم عرضي علي الطبيب الشرعي لبيان هل هناك أي أذي جسدي حدث لي أم لا؟
لقد بدأت اشعر بأنني سوف أنهار نفسيا وأفقد عقلي وساعتها سوف يفرح أبي ويبريء نفسه من التهمة وأكون أنا المجرمة والضحية في الوقت نفسه‏..‏ لقد فكرت أن أهرب من الحياة وأقتل نفسي‏..‏ أو أنتقم من الدنيا وأقتل أسرتي لولا خوفي من الله‏.‏
أرجوك يادكتور ساعدني‏..‏ أنا أريد الحماية‏..‏ لا القصاص الذي أتركه للمنتقم الجبار‏!‏
قال لها الطبيب النفسي‏:‏ لا فائدة مع هذا الأب‏..‏ لابد من إبعاد البنت عن أبيها بأي شكل من الأشكال‏!‏
‏.................‏
‏................‏
بماذا يفسر العلم الحديث ظاهرة اعتداء أقرب الناس الي الإنسان‏..‏ ولماذا يأتي الخطأ والجريمة من الأقارب؟
وبماذا نفسر شخصية هذا الذئب الذي من المفروض أنه راعي الحملان؟
في دراسة للدكتور أحمد علي المجدوب عن حوادث اغتصاب الإناث تقول‏:‏
إن هذا النوع من الاغتصاب يسمي علميا هيبيفيليا‏Hebephilia‏ والرجل الذي يصاب به يشبه المغتصبين وهو شخص يتميز باندماجه الجيد في الحياة الاجتماعية‏!‏
نسأل‏:‏ لماذا يصاب الرجال في أواخر العمر بهذا المرض؟
الجواب للدكتور أحمد علي المجدوب‏:‏ السبب الرئيسي في اتجاه هذا النوع من الرجال الي إقامة علاقة جنسية مع المراهقات هو إصابتهم باضطراب في التحكم في مشاعرهم نشأ عن حالة فصام أو سوء تكيف‏,‏ ولذلك فإن البنات المراهقات يصبحن موضوعا مفضلا للاتجاهات الجنسية لدي هذه المجموعة سواء في حالة عدم وجود أنثي بالغة أو في حين يكون قد جري رفض للرجل من جانب شريكته الجنسية‏(‏ زوجته‏).‏
وقد ظهر أن‏11‏ شخصا من كل‏22‏ شخصا ارتكبوا جريمة الزنا بالمحارم كانوا من هذه المجموعة ونادرا ما يبلغ أحد أفراد الأسرة عن وقوع جريمة من هذا النوع‏,‏ وقد تم الإبلاغ عن طريق طرف ثالث كأن تكون مدرسة الفصل أو الاخصائية الاجتماعية للمدرسة‏!‏
يقول هنا د‏.‏ عبدالمنعم الحفني في موسوعة الطب النفسي‏:‏ إن نسبة جرائم غشيان المحارم تتراوح بين‏2,4%‏ و‏6,3%‏ من كل الجرائم الجنسية‏,‏ وإن كانت في الحقيقة أكبر من ذلك بكثير وعادة ما تكون التجربة قاسية بالنسبة للبنت‏.‏
وقد تنمو لديها بسببها مشاعر قوية وأحاسيس متضاربة تجاه الجنس ونفور جنسي من الرجال ينتهي بفشل في الزواج عندما تبكر‏.‏
وكثيرا ما تكون العلاقة المحرمة خاصة بين الأب وابنته علامة علي تدهور عضوي بالمخ عند الأب بسبب الشيخوخة المبكرة أو تصلب شرايين المخ الذي يعجل بالشيخوخة‏..‏ ولذلك تأثير نفسي من شأنه أن يؤدي بالشخص المصاب الي أن يتخفف من الضوابط والنواهي وتضطرب لديه معاني الحلال والحرام
إن الإنسان الراشد الذي يعتدي علي محارمه إنسان مضطرب الشخصية حتي ولو كان له مظهر المتوافق اجتماعيا‏..‏
وكثيرا ما تكون شخصيته لا اجتماعية أو يكون بناء شخصيته شبيها بالفصامين‏..‏
وقد يكون متخلفا عقليا أو واقعا تحت تأثير الإدمان ساعة وقوع جريمته‏!‏
‏...............‏
‏................‏
نسأل‏:‏ ماذا يقول الدين وماذا يقول الشرع هنا؟
الجواب‏:‏ لقد بين الإسلام محارم المرء في سورة النساء‏..‏ وبين أن المحارم من النسب سبع ومن الصهر سبع كما بين الرسول صلي الله عليه وسلم‏,‏ أهمية منع اختلاط الأولاد والبنات في النوم حتي قبل المراهقة ونهي عن ذلك فقال‏:‏ فرقوا بينهم في المضاجع‏,‏ وذلك كوقاية أساسية ضد هذه الانحرافات الشاذة‏!‏
إن الأب هو الراعي الأساسي للأسرة وهو المسئول عنها وعن صيانة عرضها وشرفها‏..‏
أما المنحرفون من الآباء فهؤلاء مجرد طابور ضال شارد خرج عن الطريق الصحيح‏..‏ وهذا لا يعني أن الأباء كلهم ضالون‏..‏ لكن علينا أن نأخذ حذرنا في أثناء تنشئتنا لأبنائنا وأن نراقبهم ونستمع إليهم ونراعيهم حتي نعطيهم الأمان والطمأنينة النفسية‏..‏ وحتي نعالج الانحراف إذا حدث وذلك في الفترات الأولي من المرض قبل أن تستفحل المشكلة‏.‏
‏..................‏
‏.................‏
ماذا نحن صانعون وسط بحر هائج من الانحرافات والفساد الخلقي يحيط بنا من كل جانب والأخطر منه أن يأتي المقتل من مأمن‏..‏ ومن أقرب الناس إلي الإنسان ؟‏

‏ahram.org.eg@‏Email:asaadany


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.