براتب 5000 جنيه.. وزارة العمل تعلن عن وظائف جديدة بالقاهرة    45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الثلاثاء 21 مايو 2024    محافظ جنوب سيناء يلتقى عددا من رؤساء وأعضاء البعثات الدبلوماسية الأفريقية    بوريل يعلق على قرار «الجنائية الدولية» بشأن إسرائيل وحماس    مستشار الأمن القومي الأمريكي يطالب إسرائيل بالسماح بدخول المساعدات إلى جميع أنحاء غزة    ترتيب الدوري المصري 2023-2024 قبل مباريات اليوم الثلاثاء    عباس أبو الحسن يتكفل بعلاج المصابتين في حادث الدهس بسيارته| خاص    ننشر بالأسماء ضحايا حادث العقار المنهار بالعياط    مصرع طفل وإصابة شقيقه بحلوان.. والسبب «حلة شوربة» ساخنة    الثلاثاء 21 مايو.. توقعات الفلك وحظك اليوم لكافة الأبراج الفلكية    شهداء وجرحى جراء غارة إسرائيلية على منزل لعائلة "أبو طير" شرق خان يونس    اليوم.. طلاب الشهادة الإعدادية بالشرقية يؤدون امتحان مادة الهندسة    خالد عبد الغفار: مركز جوستاف روسي الفرنسي سيقدم خدماته لغير القادرين    قبل طرحه في السينمات.. أبطال وقصة «بنقدر ظروفك» بطولة أحمد الفيشاوي    وزير الصحة: لا توجد دولة في العالم تستطيع مجاراة الزيادة السكانية ببناء المستشفيات    ضياء السيد: مواجهة الأهلي والترجي صعبة.. وتجديد عقد معلول "موقف معتاد"    أمير هشام: الكاف تواصل مع البرتغالي خوان لإخراج إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا    صعود مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    الاحتلال الإسرائيلي يشن غارات كثيفة شرقي مدينة رفح الفلسطينية جنوبي قطاع غزة    تفاصيل طقس الأيام المقبلة.. ظاهرة جوية تسيطر على أغلب أنحاء البلاد.. عاجل    مندوب فلسطين أمام مجلس الأمن: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات إلى غزة لتجويع القطاع    فرصة للشراء.. تراجع كبير في أسعار الأضاحي اليوم الثلاثاء 21-5-2024    أحمد حلمي يتغزل في منى زكي بأغنية «اظهر وبان ياقمر»    مندوب مصر بالأمم المتحدة: العملية العسكرية في رفح الفلسطينية مرفوضة    وزير الصحة: صناعة الدواء مستقرة.. وصدرنا لقاحات وبعض أدوية كورونا للخارج    وزير الصحة: 700 مستشفى قطاع خاص تشارك في منظومة التأمين الصحي الحالي    الطيران المسيّر الإسرائيلي يستهدف دراجة نارية في قضاء صور جنوب لبنان    هل يرحل زيزو عن الزمالك بعد التتويج بالكونفدرالية؟ حسين لبيب يجيب    «في حاجة مش صح».. يوسف الحسيني يعلق على تنبؤات ليلى عبداللطيف (فيديو)    وزير الصحة: العزوف عن مهنة الطب عالميا.. وهجرة الأطباء ليست في مصر فقط    منافسة أوبن أيه آي وجوجل في مجال الذكاء الاصطناعي    محمود محيي الدين: الأوضاع غاية في التعاسة وزيادة تنافسية البلاد النامية هي الحل    مصطفى أبوزيد: احتياطات مصر النقدية وصلت إلى أكثر 45 مليار دولار فى 2018    الأنبا إرميا يرد على «تكوين»: نرفض إنكار السنة المشرفة    «سلومة» يعقد اجتماعًا مع مسئولي الملاعب لسرعة الانتهاء من أعمال الصيانة    مبدعات تحت القصف.. مهرجان إيزيس: إلقاء الضوء حول تأثير الحروب على النساء من خلال الفن    وكيل "صحة مطروح" يزور وحدة فوكة ويحيل المتغيبين للتحقيق    "رياضة النواب" تطالب بحل إشكالية عدم إشهار22 نادي شعبي بالإسكندرية    «الداخلية»: ضبط متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي بقصد النصب على المواطنين في الإسكندرية    موعد عيد الأضحى 2024 في مصر ورسائل قصيرة للتهنئة عند قدومه    رفع لافتة كامل العدد.. الأوبرا تحتفي وتكرم الموسيقار عمار الشريعي (تفاصيل)    دعاء في جوف الليل: اللهم ابسط علينا من بركتك ورحمتك وجميل رزقك    بعد ارتفاعها ل800 جنيها.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي «عادي ومستعجل» الجديدة    ميدو: غيرت مستقبل حسام غالي من آرسنال ل توتنهام    طبيب الزمالك: إصابة أحمد حمدي بالرباط الصليبي؟ أمر وارد    الدوري الإيطالي.. حفل أهداف في تعادل بولونيا ويوفنتوس    إيران تحدد موعد انتخاب خليفة «رئيسي»    إجازة كبيرة رسمية.. عدد أيام عطلة عيد الأضحى 2024 ووقفة عرفات لموظفين القطاع العام والخاص    مصطفى أبوزيد: تدخل الدولة لتنفيذ المشروعات القومية كان حكيما    أطعمة ومشروبات ينصح بتناولها خلال ارتفاع درجات الحرارة    على باب الوزير    كأس أمم إفريقيا للساق الواحدة.. منتخب مصر يكتسح بوروندي «10-2»    سعر الدولار والريال السعودي مقابل الجنيه والعملات العربية والأجنبية اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024    وزير العدل: رحيل فتحي سرور خسارة فادحة لمصر (فيديو وصور)    تأكيداً لانفرادنا.. «الشئون الإسلامية» تقرر إعداد موسوعة مصرية للسنة    الإفتاء توضح حكم سرقة الأفكار والإبداع    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    وكيل وزارة بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذى الحجة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأقارب عقارب‏!‏

‏من نكد الدنيا علينا أن يتحول أقرب الناس إليك إلى وحش مفترس‏ ..‏ ينهش الأعراض والشرف ويهدم الدين وينكث باليمين ويسرق أعز ما نملك فى حياتنا دون أن ندرى ..‏ ودون أن نتوجس خيفة‏. فلذات الأكباد وحنايا الصدور‏! من مأمنا يتسلل الخطر‏ ..‏ وممن يسري في عروقهم دمنا وأصلنا وجذورنا‏..‏ العم والخال والأخ والأخت وصعودا إلي قمة الدم العائلي الأب بجلالة قدره‏!‏
أعرف أننا نخوض في حقل ألغام قد ينفجر فينا كلنا‏..‏ وأدرك تماما أننا نقطع بأيدينا أسلاكا شائكة لا نعرف بعد أن نتخطاها إلي أين تقودنا أقدامنا الدامية‏.‏؟‏.‏ وماذا تخفي لنا الأيام أكثر من هذا الوجه الكئيب الذي تلبسه ويريد بنا شرا مستطيرا‏..‏
وإليكم قائمة الشر العائلي المستطير والذي يقتل في صمت ومن خلف الأبواب المغلقة دائما وأبدا علي الحب والخير والسكن والمودة والرحمة‏..‏ وهو قاموس البيت المصري الذي تربينا عليه قبل الزمان بزمان‏..‏ وحفظنا كتابه وعشنا في ظل شجرته الوارفة الظل التي حمتنا من شمس الهجير وغل السنين وغلواء الطريق وذئاب السكك‏!‏
‏*‏ في العريش‏..‏ العم يستدرج ابن أخيه الصغير ويدفنه في الرمل الساخن حيا‏..‏ انتقاما من أمه التي عايرته بتعطله عن العمل‏!‏
‏*‏ في قليوب الخالة تستدرج ابن اختها وتخنقه وتضعه في شوال وتلقي به في الترعة انتقاما من اختها التي تزوجت من كانت تحبه يوما‏!‏
‏*‏ في واقعة مؤسفة بمنطقة المرج انتابت حالة من الغيرة سيدة فخنقت نجل شقيقها الرضيع البالغ من العمر شهرا واحدا‏..‏ باستخدام ايشارب ولم تتركه إلا جثة هامدة وذلك بسبب حقدها علي شقيقها وزوجته‏.‏
‏*‏ في جسر السويس تأخر تلميذ صغير في المرحلة الابتدائية عن العودة من المدرسة‏..‏ كان يلعب الكرة مع أقرانه في الشارع‏..‏ عاقبته زوجة والده مرات أبوه بتقييده بالسلاسل الحديدية في صالة الشقة دون طعام أو شراب‏..‏ وذهبت مع أطفالها لزيارة أسرتها في الزاوية الحمراء‏..‏ ولم تنس أن تضربه بقسوة وتقول له‏:‏ حسيبك زي الكلاب لحد ما تموت‏!‏ حتي أنقذه الجيران الذين سمعوا صراخه فتسلقوا الي البلكونة وفكوا وثاقه وأنقذوه‏!‏
‏*‏ في منشية ناصر‏..‏ زوج الأم يضرب ابن زوجته الرضيع في الحائط حتي الموت‏..‏ لأنه قل مزاجه وعكنن عليه وقطع عليه حبل متعته وهو ينام مع أم الطفل المسكين‏!‏
‏*‏ في إمبابة فتاة في العشرين‏..‏ تخنق ابن أخيها الرضيع وتلقي بجثمانه من النافذة الي سطوح الجيران انتقاما من زوجة أخيها التي جعلت خطيبها يطفش منها ولا يتمم زواجه بها لسوء سلوكها‏!‏
‏*‏ في البدرشين يعتدي علي ابن أخيه الصغير جنسيا بعد أن استدرجه الي عمارة تحت الإنشاء ثم يقتله لأنه خاف أن يفضحه بعد أن هدده الصغير بأن يبوح بما حدث لأبيه‏!‏
‏*‏ وفي اسطبل عنتر اعتدي أب علي ابنته حتي حملت منه وأنجبت طفلا‏..‏ والذي أبلغ عنه الجيران بعد أن شاهدوا ابنته‏,‏ التي لم تتزوج بعد‏,‏ ترضع من ثدييها طفلا رضيعا‏!‏
‏..................‏
‏.................‏
مسكينة‏..‏ فتاة المنيا‏!‏
ويبقي السؤال‏:‏ هل حقا الأقارب عقارب‏..‏ كما يقول المثل الشعبي الدارج؟
لقد جاءتني علي غير موعد فتاة سمراء غير محجبة ذات ضفيرتين وقالت‏:‏ أريدك في أمر عاجل جدا‏!‏
قلت لها‏:‏ أهلا وسهلا‏..‏
قالت‏:‏ أنا قادمة إليك من إحدي مدن المنيا‏..‏ أنا طالبة في سنة ثالثة ثانوي‏..‏ وأمي تركتنا بالموت وأنا بنت صغيرة في الابتدائي‏..‏ وأخي سافر الي القاهرة ليعمل عند أخواله في تجارة الفاكهة‏..‏ وبقيت أنا وحدي مع والدي وهو موظف كبير علي المعاش الآن‏..‏
كان يتودد إلي‏..‏ وكنت سعيدة معه نأكل ونشرب ونسهر أمام التليفزيون‏..‏ وأستدعي صديقاتي للمذاكرة معي‏..‏ وكان يواجهن بظرف ومودة‏..‏
وفي إحدي الليالي فوجئت به في حجرتي وأنا في عز النوم‏..‏ وهو يحاول أن يلمس جسدي‏..‏ وصحوت وقلت له‏:‏ فيه حاجة يابابا‏!‏
قال‏:‏ لا مافيش حاجة ثم خرج‏!‏
وفي ليلة أخري فوجئت به إلي جواري في سريري‏..‏ وأنا غارقة في نوم عميق‏..‏ وراح يلتصق بي ويتحسس أماكن حساسة في جسدي‏..‏ فصرخت‏..‏ فتركني لحالي‏!‏
وأنا الآن في رحلة مدرسية لأوائل البنات اللاتي كنت أنت محاضرا لهن قبل أيام في حلوان‏..‏
ماذا أفعل؟
هل أعود الي بلدتي وبيتنا تحت رحمة هذاس الأب الذي أصيب بالجنون في الكبر؟
ومن يحميني منه؟
أنا لم أبح بالسر لأي مخلوق إلا لك‏!‏
أي زمان هذا الذي نعيشه؟
الراعي يفترس الحملان‏..‏ وهو المنوط شرعا ودينا وقانونا بحماية الأفراخ الصغار زغبة الحواصل لا ماء ولا شجر‏..‏ ونحن لا نصدق ما يحدث خلف الأبواب المغلقة‏..‏ حتي تقع الفأس في الرأس‏..‏ وساعتها لا ينفع ندم ولا يشفع بكاء‏!‏
‏..................‏
‏.................‏
أريد حماية‏..‏ لا قصاصا‏!‏
الصورة الآن من داخل إحدي العيادات النفسية أكثر رعبا وأكثر اكتئابا‏..‏ كما تحكي عنها الزميلة الصحفية المتدربة حنان مصطفي‏+‏ رسالة خاصة وصلتني في بريدي هذا الاسبوع‏..‏
الأم وابنتها الشابة أمام الطبيب النفسي‏.‏
الأم تتكلم بعصبية شديدة‏:‏
‏*‏ يادكتور الموضوع إللي احنا جايين فيه موضوع مجرح‏..‏ أنا مش عارفة أتصرف فيه ازاي‏..‏ احنا اسرة متوسطة الحال‏..‏ زوجي يعمل مدرس اعدادي‏..‏ هو راجل ناجح في حياته‏..‏ تصرفاته طبيعية مع الناس والناس تحترمه‏..‏ لكنه عصبي معي ومع الأولاد‏..‏ أحيانا يكون قاسيا وعنيفا ولكن بعد شويه يهدأ ويرجع لهدوئه‏..‏ هو رجل مستقيم في المعاملة ولكنه لا يؤدي الصلوات المفروضة‏..‏
وهنا قاطعتها الابنة بشدة وعنف‏:‏
ادخلي في الموضوع ياأمي‏!‏
قالت الأم وقد بدا علي وجهها علامات التوتر والقلق الشديد‏:‏
يادكتور ابنتي تتهم أباها بأنه يفعل معها أعمالا غير لائقة أخلاقيا‏!‏
ومرة أخري قاطعت الابنة الكلام وأخذت زمام المبادرة‏:‏
يادكتور الموضوع مش اتهام‏..‏ ده حقيقة‏!‏
وانتابتها نوبة من البكاء الهستيري‏..‏ وأخذت الأم تهديء من روعها حتي هدأت واسترسلت في الكلام‏..‏ قالت‏:‏
أبي دائما يعاملني بقسوة شديدة‏..‏ حياته كلها أوامر من بداية اليوم حتي آخره‏..‏ الاستيقاظ من النوم أوامر‏..‏ الإفطار أوامر‏..‏ المذاكرة أوامر‏..‏ حتي اللبس والنوم أوامر‏..‏ يحب أن يتدخل في كل شيء في حياتي حتي في أدق أموري الشخصية‏!‏
وعلي العكس من ذلك تماما‏..‏ أمي شخصية سلبية‏..‏ دائما تستسلم لكل الأوامر‏..‏ حتي لو كانت غلط ولا تحاول حمايتنا من بطش أبي وجبروته‏!‏
نسألها‏:‏ يعني بالعربي ابوك شخصية متسلطة‏.‏؟
قالت‏:‏ ياريت الموضوع كده وبس‏..‏ وهو شخص متقلب المزاج‏..‏ احيانا قاسي وشديد‏..‏ واحيانا أخري يحب الضحك والهرج الشديد ويعبر عن ذلك بتصرفات غريبة‏!‏
أحيانا كان يعبر عن حبه لي بأن يجلسني علي رجله ويظل يقبلني مددا طويلة‏..‏ وكانت تلك القبلات تضايقني في أثناء الطفولة دون أن افهم السبب‏..‏ وكانت أحيانا أمي تنهره عن ذلك‏,‏ ولكن في أغلب الاحيان كانت تتركه‏!‏ ومع مرور الوقت كان أبي يعاقبني بشدة علي أي خطأ حتي ولو كان خطأ بسيطا‏..‏ وكانت العقوبة دائما بالضرب المبرح لمدد طويلة‏..‏ ولم تكن أمي تتدخل لمنع الايذاء عني خوفا من قسوته عليها
وبعد أن يهدأ أبي كان يحاول مصالحتي بالأحضان الشديدة‏..‏ كان يضمني إلي صدره بشدة وكنت لا أتكلم ولا أعترض حتي لا يعود للقسوة والضرب مرة أخري‏..‏ وكان ذلك يضايقني بشدة وذهبت الي أمي لأشتكي لها ولكنها قالت‏:‏ أبوك يحبك ويحاول مصالحتك علي عصبيته الزائدة معك‏!‏
وفي إحدي الليالي استيقظت من النوم فزعة بعد أن أحسست أن هناك من يتلمس جسدي بطريقة شاذة‏..‏ وكانت مفاجأة أن وجدت أبي يقف بجوار السرير‏..‏ وقد بدت عليه علامات الاضطراب والإحراج‏,‏ ولكنه انصرف من الحجرة مسرعا‏!‏
وبعدها بأسبوع تكرر هذا الموقف‏.‏
وعندما اشتكيت الي أمي قالت لي ان ابوك لا يقصد شيئا وانك أسأت فهم الموضوع‏..‏ وانه كان فقط يطمئن عليك وعلي غطاء السرير حتي لا تصابي بالبرد في أثناء الليل‏!‏
وبعدها بدأت لا أستطيع النوم وأحسست بالقلق الشديد من هذه التصرفات المفزعة‏..‏ انني لا احس بالأمان في المنزل‏..‏ لقد أصبت بالأرق والخوف من المجهول الذي سوف يحدث لي‏!‏
ولما تكرر هذا الأمر عدة مرات‏..‏ وبدأت أعاني الاكتئاب والضيق وسرعة الانفعال‏..‏ قررت مواجهة أبي‏..‏
وكان الرد قاسيا‏..‏ لقد ثار ثورة شديدة واتهمني بالجنون واني أتخيل أشياء لا تحدث‏..‏ وقرر طردي من البيت لولا تدخل أمي لتهدئة الموقف وظللت أعاني الاكتئاب عدة أسابيع‏..‏ وتأخر تحصيلي الدراسي وكنت في عذاب مستمر بين تأنيب أمي لي وقسوة أبي علي حتي أدركت أمي حقيقة الموقف حين لاحظت أبعاد المشكلة حيث شاهدت أبي وهو يقوم بأعماله الشاذة في أثناء نومي وحينئذ تحولت من إنسانة متهمة بالجنون والتخيل إلي إنسانة ضحية‏!‏
وذهبت امي الي شيخ الجامع المجاور لنا لتسأله ماذا تفعل في هذا الموضوع؟
هل تنفصل عن أبي حفاظا علي ابنتها؟
أم تستمر معه علي أن يتوب من أفعاله الشاذة؟
وكان رد الشيخ هو رفض فكرة الطلاق والانفصال‏..‏ وطلب منا أن نترك له فرصة لعل الله يهديه‏..‏ وطلب منا أن ندعو له بالهداية لعل الله يجعل لنا مخرجا‏.‏
وأخيرا وبعد تكرار المشكلة عدة مرات لجأتا إلي قسم الشرطة‏..‏ وقدمتا بلاغا عن المشكلة‏..‏ وتم استدعاء والدي الذي رفض التهمة‏..‏ وادعي أني أتخيل أشياء وهمية لا تحدث‏..‏ بل وطلب من القسم عرضي علي الطبيب الشرعي لبيان هل هناك أي أذي جسدي حدث لي أم لا؟
لقد بدأت اشعر بأنني سوف أنهار نفسيا وأفقد عقلي وساعتها سوف يفرح أبي ويبريء نفسه من التهمة وأكون أنا المجرمة والضحية في الوقت نفسه‏..‏ لقد فكرت أن أهرب من الحياة وأقتل نفسي‏..‏ أو أنتقم من الدنيا وأقتل أسرتي لولا خوفي من الله‏.‏
أرجوك يادكتور ساعدني‏..‏ أنا أريد الحماية‏..‏ لا القصاص الذي أتركه للمنتقم الجبار‏!‏
قال لها الطبيب النفسي‏:‏ لا فائدة مع هذا الأب‏..‏ لابد من إبعاد البنت عن أبيها بأي شكل من الأشكال‏!‏
‏.................‏
‏................‏
بماذا يفسر العلم الحديث ظاهرة اعتداء أقرب الناس الي الإنسان‏..‏ ولماذا يأتي الخطأ والجريمة من الأقارب؟
وبماذا نفسر شخصية هذا الذئب الذي من المفروض أنه راعي الحملان؟
في دراسة للدكتور أحمد علي المجدوب عن حوادث اغتصاب الإناث تقول‏:‏
إن هذا النوع من الاغتصاب يسمي علميا هيبيفيليا‏Hebephilia‏ والرجل الذي يصاب به يشبه المغتصبين وهو شخص يتميز باندماجه الجيد في الحياة الاجتماعية‏!‏
نسأل‏:‏ لماذا يصاب الرجال في أواخر العمر بهذا المرض؟
الجواب للدكتور أحمد علي المجدوب‏:‏ السبب الرئيسي في اتجاه هذا النوع من الرجال الي إقامة علاقة جنسية مع المراهقات هو إصابتهم باضطراب في التحكم في مشاعرهم نشأ عن حالة فصام أو سوء تكيف‏,‏ ولذلك فإن البنات المراهقات يصبحن موضوعا مفضلا للاتجاهات الجنسية لدي هذه المجموعة سواء في حالة عدم وجود أنثي بالغة أو في حين يكون قد جري رفض للرجل من جانب شريكته الجنسية‏(‏ زوجته‏).‏
وقد ظهر أن‏11‏ شخصا من كل‏22‏ شخصا ارتكبوا جريمة الزنا بالمحارم كانوا من هذه المجموعة ونادرا ما يبلغ أحد أفراد الأسرة عن وقوع جريمة من هذا النوع‏,‏ وقد تم الإبلاغ عن طريق طرف ثالث كأن تكون مدرسة الفصل أو الاخصائية الاجتماعية للمدرسة‏!‏
يقول هنا د‏.‏ عبدالمنعم الحفني في موسوعة الطب النفسي‏:‏ إن نسبة جرائم غشيان المحارم تتراوح بين‏2,4%‏ و‏6,3%‏ من كل الجرائم الجنسية‏,‏ وإن كانت في الحقيقة أكبر من ذلك بكثير وعادة ما تكون التجربة قاسية بالنسبة للبنت‏.‏
وقد تنمو لديها بسببها مشاعر قوية وأحاسيس متضاربة تجاه الجنس ونفور جنسي من الرجال ينتهي بفشل في الزواج عندما تبكر‏.‏
وكثيرا ما تكون العلاقة المحرمة خاصة بين الأب وابنته علامة علي تدهور عضوي بالمخ عند الأب بسبب الشيخوخة المبكرة أو تصلب شرايين المخ الذي يعجل بالشيخوخة‏..‏ ولذلك تأثير نفسي من شأنه أن يؤدي بالشخص المصاب الي أن يتخفف من الضوابط والنواهي وتضطرب لديه معاني الحلال والحرام
إن الإنسان الراشد الذي يعتدي علي محارمه إنسان مضطرب الشخصية حتي ولو كان له مظهر المتوافق اجتماعيا‏..‏
وكثيرا ما تكون شخصيته لا اجتماعية أو يكون بناء شخصيته شبيها بالفصامين‏..‏
وقد يكون متخلفا عقليا أو واقعا تحت تأثير الإدمان ساعة وقوع جريمته‏!‏
‏...............‏
‏................‏
نسأل‏:‏ ماذا يقول الدين وماذا يقول الشرع هنا؟
الجواب‏:‏ لقد بين الإسلام محارم المرء في سورة النساء‏..‏ وبين أن المحارم من النسب سبع ومن الصهر سبع كما بين الرسول صلي الله عليه وسلم‏,‏ أهمية منع اختلاط الأولاد والبنات في النوم حتي قبل المراهقة ونهي عن ذلك فقال‏:‏ فرقوا بينهم في المضاجع‏,‏ وذلك كوقاية أساسية ضد هذه الانحرافات الشاذة‏!‏
إن الأب هو الراعي الأساسي للأسرة وهو المسئول عنها وعن صيانة عرضها وشرفها‏..‏
أما المنحرفون من الآباء فهؤلاء مجرد طابور ضال شارد خرج عن الطريق الصحيح‏..‏ وهذا لا يعني أن الأباء كلهم ضالون‏..‏ لكن علينا أن نأخذ حذرنا في أثناء تنشئتنا لأبنائنا وأن نراقبهم ونستمع إليهم ونراعيهم حتي نعطيهم الأمان والطمأنينة النفسية‏..‏ وحتي نعالج الانحراف إذا حدث وذلك في الفترات الأولي من المرض قبل أن تستفحل المشكلة‏.‏
‏..................‏
‏.................‏
ماذا نحن صانعون وسط بحر هائج من الانحرافات والفساد الخلقي يحيط بنا من كل جانب والأخطر منه أن يأتي المقتل من مأمن‏..‏ ومن أقرب الناس إلي الإنسان ؟‏

‏ahram.org.eg@‏Email:asaadany


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.