في وقت تشجب فيه واشنطن الاعتداءات الوحشية التي يتعرض لها المدنيون الأطفال علي أيدي النظام السوري, لم تتورع القوات الدولية في أفغانستان وعلي رأسها القوات الأمريكية عن تلويث أيديها بدماء النساء والأطفال في أفغانستان. وبينما أعلنت فيه السلطات الأفغانية أمس مقتل20 مسلحا في غارة جوية لحلف شمال الأطلنطي الناتو في إقليم باكتيا شرق أفغانستان, أشار سكان محليون إلي مقتل12 مدنيا في القصف من بينهم أسرة مكونة من ثمانية أفراد. وأكد روح الله سامون, المتحدث باسم حاكم الإقليم لقي رجل وزوجته وأبناؤهما الستة حتفهم إثر قصف منزلهم في مقاطعة جارد سيراي, بينما نفت حركة طالبان الأفغانية نبأ وفاة مقاتلين من طالبان بعد الغارة الجوية. وفي خضم الغضب الشعبي المشتعل إزاء اعتداءات الناتو المتكررة علي أفغانستان, أكدت السلطات المحلية فتح باب التحقيق في الحادث لمعرفة ملابساته. ويعد إقليم باكتيا من معاقل شبكة حقاني المرتبطة بحركة طالبان التي يعتبرها الأمريكيون مجموعة المتمردين الأفغان الأكثر نشاطا في البلاد. وفي الوقت ذاته, أعلن الناتو مقتل أربعة من جنوده في حوادث منفصلة في أفغانستان. وأوضح بيان اصدرته قيادة عمليات الحلف في العاصمة الافغانية كابول أن الجنود الأربعة قتلوا أمس الأول إثر انفجار عبوات ناسفة, لكن البيان لم يتطرق إلي جنسيات الجنود القتلي أو أي تفاصيل أخري حول الظروف التي أدت الي مقتلهم. وفي لندن, أعلنت وزارة الدفاع البريطانية مقتل أحد جنودها في أفغانستان ليرتفع عدد القتلي من القوات البريطانية منذ بدء العمليات في أفغانستان عام2001 إلي415 جنديا.وقالت الوزارة في بيان رسمي إن الجندي ينتمي للفرقة الأولي العاملة في منطقة نهر السراج بمقاطعة هيلماند, ليصبح بذلك عدد الجنود الغربيين الذين قتلوا في أفغانستان هذا الشهر33 جنديا, بينما يرتفع عددهم هذا العام إلي.165 وفي واشنطن, حث جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي في كلمة له أمام دفعة جديدة من خريجي الأكاديمية العسكرية في وست بوينت نيويورك علي الاستعداد لمواجهة تهديدات إرهابية جديدة, وذلك في تأكيد علي التحديات الجديدة التي تواجه السياسة الخارجية الأمريكية بما في ذلك تهديدات الإنترنت وصعود الصين.وشدد نائب الرئيس الأمريكي علي أنه بعد عقد كامل من الحروب العنيفة, آن الأوان للتركيز علي تحديات أخري, وأشار إلي أن إخماد هذه الحروب فتح الباب أمام توازنات جديدة في السياسة الخارجية الأمريكية.