ليكن إختيارك محددا، لا تجعل الوسواس يلعب بعقلك، إجعل مصر أمامك، لا تنسى أن صوتك لم يعد صفرا إلى جوار أصفار، بل أصبح رقماً فاعلا فى تحديد مستقبل هذا الوطن ، أنت وأنا الأبطال الحقيقيون فى هذه الإنتخابات الرئاسية الأولى فى حياتك وحياتى. عشنا لحظاتها فى سعادة وانسجام ، مرت بسلام دون تكدير أو إزعاج ، كنا أنا وانت وأنتى سعداء باختياراتنا المتباينة ، مارسنا حقنا الديمقراطى فى إنتخاب من نشاء دون ضغط أو خوف ، اليوم تعيش مصر فى عيد ، المصريون سعداء بهذا العيد الديمقراطى الأول فى حياتهم ، لم يسبق لهم أن عاشوه منذ أزمان ، حقا الفرحة لم تكتمل ، ومازال هناك إعادة بين الفريق شفيق والدكتور محمد مرسى ، إنما الرئيس المصرى المنتخب بات قريبا جداً منى ومنك ، قبل نهاية يونيو المقبل سيكون بيننا الرئيس الأول ، لا يقلقنى توجهات هذا الرئيس أو إنتماءاته الدينية أو السياسية ، سواء كان من حزب الحرية والعدالة أو رئيس وزراء مصر السابق فى عهد مبارك ، كلنا محسوبون على هذا العهد ، لكننا أيدنا الثورة وانضمننا إلى ثورة الشعب المصرى ضد الاستبداد والظلم والطغيان وطالبنا بالحرية والعدالة والكرامة ،الأهم من كل ذلك هى أن الرئيس غير معروفه صلاحياته ، وكيف ستكون علاقته بالمجلس العسكرى ، ولا كيف سيدير البلاد والدستور لم يوضع بعد ، اللجنة التأسيسة مازالت فى علم الغيب ، مجلسى الشعب والشورى مشغولون بقضايا أخرى غير الدستور ، الله يسامح من كان السبب فى هذه المتاهه، كما فعلوا بنا فى الانتخابات البرلمانية التى سبقت وضع الدستور، تكرر نفس الأمر فى الانتخابات الرئاسية وأرغمونا من بيدهم الحكم والأمر على التصويت على الرئيس أولا ،قبل الدستور، نفس السيناريو يتكرر، وأنت وأنا والمرشحون الرئاسيون توجهوا للانتخابات صاغرين لا حول لهم ولاسلطان، لم يعترض واحدا منهم على هذا العوار ، كنت أتمنى أن يقاطعوا جميعا الانتخابات مشترطين تحديد صلاحيات الرئيس المنتخب ، بدلا من أن يتسابقوا على منصب بلا سلطات واضحة ، لم يعترضوا للأسف ومازالوا يعقدون الصفقات السرية ، للفوز بالمنصب الرفيع بعد أن لاح فى الأفق واصبح قاب قوسين ، إذاً انا وأنت وأنتى مطالبون بالتوجه مرة أخرى للمشاركة بفاعلية فى إنتخابات الإعادة منتصف يونيو القادم، الإختيار فى هذه المرة بين مرشحين فقط وليس ثلاثة عشرة مرشحاً ، إذا إخترت الدكتور محمد مرسى رئيسا فأنت الفائز ،وإذا إخترت الفريق شفيق رئيسا فأنت أيضاً الفائز، المرشحان مصريان ،وأنت أديت واجبك الوطنى، ودع التاريخ يحكم عليهما، بما لهما وبما عليهما ، ودعنا ندعو الله تعالى بأن يولى على هذا الوطن من يصلح شأن البلاد والعباد. المزيد من مقالات محمود النوبى