كغريق كلما أطل برأسه فوق الماء امتدت أيدى أثمة لدفعه تحت الماء ،أصبح الفرح شحيحا، حالة من الحزن الجماعى وإذا ما التأم جرح جد بالتذكار جرح ينام الناس على هم ويصبحون على حزن بعضهم يعيش بمشاعره فى الماضى فيبدو مكسورا والبعض يعيش بمشاعر المستقبل فيعيش خائفا مهموما مايحدث لنا ليس نحسا كما يحب بعضهم تبريرا او تسطيحا فكما تقع عندنا حوادث تقع مثلها فى كل لحظة فى كل دول العالم ولكن الفرق أننا أصبحنا نعيش منذ ست سنوات فى أجواء أزمة بسبب وبدون سبب وبمبالغة أحيانا تكاد تكون مقصودة مصيبتنا أننا لم نعد أمة معتدلة نتيجة هذا الجو المشحون بالخوف وجلد الذات والقلق والشعور بالتقصير وأننا دون خلق الله مستهدفون والعالم كله متفرغ للتآمر علينا وليس بعض الجماعات الضالة بمساعدة بضع دول ودويلات ولهذا تراكمت الاحزان منذ سنوات ست ولن تعود مصر أو المصريون لايام ماقبل يناير 2011، فعندما حرث بعضهم الارض أخرجت ديدانها تسعى فى الارض فسادا تحت شعارات الثورة قاموا بالهدم ولم يكن منهم أحد يمتلك البديل ومن يومها والدود يسعى فى طول البلاد وعرضها كان الظن أنه سيندثر بمجرد تعرضه لهواءالثورة النقى غير أن الشمس انكسفت ومازالت ولأن كتر النواح يعلم البكاء تغير المزاج العام للمصريين ويصعب السيطرة عليه أو توجيه ومهما اجتهدت الكتائب الإلكترونية التى تزدحم بها وسائل التواصل الاجتماعى من كل لون ولن تغير فى الامر شيئا فلم يعد لدى المصريين شئ مقدس وأصبح كل شئ مباحا من الرموز الى المعتقدات الى العادات ونحن بذلك نحصد ثمار مازرعناه فى أيام يناير وشعاراتها وقوائمها عندما سكتنا عن إهانة ماكنا نعتبره من الثوابت وهانحن نتجرع حصتنا من الاهانة التى يستشعرها كل مصرى يعرف الحجم الحقيقى لبلده ويعرف مايليق وما لا يليق ونحن نرى العدل يضل طريقه وانتشار الخوف وتعبيرات أرض النفاق وجمهورية الخوف والارتباك الذى أصبح سمة رسمية فى مواجهة أى أزمة مع الصحفيين والأطباء وأمناء الشرطة والشباب الذى يحاكم بجريمة حماسه ومصريته والانحدار الذى نشاهده ولانقوى على وقفه ونتحول من دولة عرفت القانون والنظام منذ فجرالتاريخ إلى شبه دولة ككل أشباه الدول المحيطة بها ويتعكر المزاج والحوادث منذرة بتقلبات لايحتملها البلد علما بان المزاج العام قد توحد مثلا فى يناير ويونيو وتم استثماره بذكاء مع حركة تمرد لمواجهة الاخوان وكان يمكن رصد توحد المزاج العام فى وفاة عبد الناصر وأم كلثوم وفوز نجيب محفوظ بنوبل ومشاركتنا فى كأس العالم 1990وتفويض السيسى لمحاربة الاٍرهاب في26 يوليو 2013وكان مايسمى بحزب الكنبة هو البطل المحرك للأحداث تغير ان المشهد الراهن نعلم بداياته ولانعلم نهايته وبدا أن الجميع فقد قدرته على الصبر حكاما ومحكومين وكاد الحوار يتوقف وقنواته توصد وعمليات التنفيس السياسى المقننة تصبح من الماضى وسط بيئة سياسية متوترة وباتت السجون هى المكان الملائم للمعارضة ولم تعد حالة اليقين لبعض الثوابت أو الرموز كما كانت بعد أن شعر الجميع أن الأوضاع لم تتغير وأن سقف الأحلام والتوقعات كان مبالغا فيها بل أن مؤسسات التصنيف تخفض كل فترة تصنيف مصر من مستقرة لسلبى ويستمر التدهور فى سعر الجنيه وارتفاع الأسعار والفواتير وتقليص الدعم وأزمة سد النهضة والجزيرتين ثم يمارس المصريون هوايتهم فى الاحتجاج الصامت وينحرف المزاج بصورة حادة فيرفضون ماكانوا يراهنون عليه وتبدأالسخرية تنذر بغضب والغريب أن حديث الغضب بنفس الحدة والتعبيرات هو نفسه فى معظم المجالس والمقاهى وبين مختلف الشرائح وللاسف ليست لدينا استطلاعات رأى علمية أو موضوعية وفقدت مصداقيتها وباتت إحدى أدوات تجميل القبح الرسمى وأغلب الظن أن أى انتخابات ستجرى الان ستكون نتائجها مختلفة نتيجة للمزاج العام المتوتر والقلق والمشحون بالشك والترصد والذى أفقدنا اجمل مافينا كنا خلفاء النكتة والضحكة بينما يظن أولى الامر أنهم أوصياء على تلك الأمة والحقيقة أن الشعب الذى هو مصدر لكل السلطات هو قلب الدولة وهو الذى يجعل للأرض معنى وللسلطة هوية ذلك ان العلاقة بين الشعب والسلطة ليست نزاعا على ملكية وليست شيكا على بياض وليست تفويضا ولكنه عقد اجتماعى وفق برامج انتخابية يتم الحساب عليها فى نهاية الحقبة والخطر كل الخطر أن نكرر أخطاء الماضى القريب إذا لم ينتبه أولى الامر إلى تحولات المزاج العام وتغيراته والعمل على الخروج من تلك الأجواء المحبطة وإعلان الأمل العام وانتهاء حالة الحزن الجماعى بخطوات بسيطة يعلمها أولى الامر ووقتها هو الان وليس غدا لان أهم من القرار توقيت صدوره. ببساطة أزمتنا الحقيقية أننا نكذب ونريد من الآخرين أن يصدقونا. صناعة المستقبل بتفرغ الآباء قليلا لتربية أولادهم. ماطار رجل أعمال وارتفع إلا فى طرة وقع. لايوجد أسوأمن الجزيرة الا ال cnn. لكى تصبح مصر دولة عظمى تحتاج 90 مليون سيسي. تتغير مصر كل يوم سواء آرادالنشطاء أو كرهت السلطة. اكبر مهنة رائجة الان تجارة الكلام بيعا وشراء. فعلا الأسماك النافقة هى التى تسبح مع التيار. بلد مديون وأجور الفنانين فيه مابين 14 و40 مليونا. أهم دروس النهضة التونسية :انتهاء زمن الاخوان. الصمت فى مواجهة الغوغاء صحة نفسية وعبادة. لمزيد من مقالات سيد علي