حواره الممتع الذي نشرته الأهرام علي جزءين الأسبوع الماضي أشار الاستاذ هيكل عميد الأسرة الأهرامية إلي عدة دروس ينبغي ألا تمر أمامنا دون أن نقرأها جيدا لنأخذ منها العظة ونتعلم الدرس. في من أبرز ما قاله في هذا السياق أن هناك عدة نقاط يجب أن يضعها المصريون في حسابهم في هذا التوقيت بالذات: الأولي: أن الرئيس القادم سيحتاج إلي معجزة حتي ينهض بمصر في المرحلة المقبلة في ظل الوضع الراهن الذي شبهه بحالة الباخرة تيتانك لكن باخرة مصر لن تغرق وان كانت قد تجنح الي الطمي. ومن هنا علينا أن نلتف جميعا حول الرئيس المنتخب حتي وأن كنا من معارضيه قبل انتخابه إيمانا بالديمقراطية التي ننشدها ورغبة في الانتقال بمصر إلي مرحلة الاستقرار في ظل رئيس لكل المصريين يحترم خصومه قبل مؤيديه. وتأتي النقطة الثانية علي لسان الاستاذ وهي الأكثر أهمية لتشخيص صورة مصر في المرحلة الحالية, فبالأمس هناك برلمان بغير دستور.. وغدا سيأتي رئيس بغير دستور أيضا, مؤكدا خطأ الجميع خلال المرحلة الانتقالية, ومشيرا إلي أنه كان ينبغي أن يتم وضع الدستور أولا قبل انتخابات الرئيس. ومن هنا ينبغي الآن أن يتم الاتفاق بين القوي السياسية حول تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور وتحديد معايير اختيار أعضائها من مختلف فئات الشعب المصري بكل توجهاته وطوائفه حتي يتم تحديد صلاحيات الرئيس القادم وآليات حكمه في المرحلة المقبلة. وفي هذا الاطار يستشهد الاستاذ بتركيب لجنة وضع مباديء دستور سنة 1923 التي ضمت بين أعضائها مختلف الفئات بما فيها شيوخ القبائل حيث ورد ضمن تشكيلها اسم حمد الباسل باشا ممثلا لقبائل البدو, حيث روعي في تشكيلها ليس فقط ممثلو الأقاليم في الريف والحضر أو ممثلو الأديان والطوائف وانما اتسع تمثيلها ليضم ممثلي القبائل حتي لا تكون هناك أقلية أو أغلبية وكذلك أحزاب أو مذاهب عند وضع الدستور الذي ينبغي أن يشارك في صنعه كل المصريين. تلك بعض من الدروس المهمة التي وردت في حوار الأستاذ هيكل ومحاولة فهمها ضرورة مهمة لأنه حسب قوله من لم يفهم الدرس سيعيد السنة. ولا نرجو لمصر أن تعود خطوة للوراء. [email protected] المزيد من أعمدة عبد العظيم الباسل