بعد غياب خمس سنوات كاملة، عاد أخيرا متحف المنصورة القومي بعد تطويره، حيث افتتحه حلمي النمنم وزير الثقافة، وحسام الدين إمام محافظ الدقهلية والدكتور حمدي أبو المعاطي رئيس قطاع الفنون التشكيلية. وقال حلمي النمنم: “اليوم يعود متحف المنصورة القومى بعد تطويره لممارسة دوره التنويرى فى اثراء المشهد الجمالى والثقافى الذى تتمتع به محافظة الدقهلية بأبنائها وبتاريخها، والمتحف شهادة ناصعة على صفحة مضيئة في تاريخ مصر كلها، حين هب أبناء المنصورة والمصريون جميعاً لمقاومة غزو أجنبي جاء متسربلاً –كذباً– بالدين المسيحي ونجح المصريون في الحفاظ على استقلال وطنهم”. بينما قال حسام الدين إمام محافظ الدقهلية: “مع افتتاح متحف المنصورة القومي تستعيد دار ابن لقمان رونقها كأحد الأماكن التاريخية الهامة التي تشرف بها محافظة الدقهلية، وبهذا الشكل الراقي من التمازج بين العبق التاريخي للمكان وما يُقدمه من رسالة تنويرية تعمل على ترسيخ قيمة الموروث الثقافي والحضاري، تتكامل الأدوار وتتناغم للحفاظ على ما تنطوي عليه المنطقة من معالم ومواقع أثرية وثقافية، وعرض ما تحويه من مقتنيات على الوجه الأكمل، وبما يعود ايجابيا على تنامى مستوى الوعى بالقيمة التاريخية والسياحية للمنطقة”. كما أعرب د.حمدي أبو المعاطي رئيس قطاع الفنون التشكيلية عن سعادته بهذا الإنجاز، إذ يُعد متحف المنصورة القومي أحد الصروح الثقافية والفنية الهامة التابعة لقطاع الفنون التشكيلية، يخلد جزء عزيزا من تاريخ مصر ومسيرة كفاح شعبها وشاهدا على صمود ابنائها وموثقا لبطولاتهم العظيمة. وقال إن هذا الصرح يعود متبنيًا رسالة الفن والإبداع، ومتنفسًا ثقافيًا وفنيًا لأبناء المحافظة، كما يُعزز مساعي وزارة الثقافة وخططها الرامية إلى دعم الحركة الثقافية والفنية في الأقاليم ..وذلك من خلال ما سيتيحه من مساحة تفاعلية لالتقاء الفنون ستعمل على تحقيق العديد من التوصيات التى خلصت اليها ملتقيات ومؤتمرات نظمتها ورعتها وزارة الثقافة بقصد فتح نوافذ جديدة امام مبدعى الاقاليم ومد جسور التواصل معهم. جدير بالذكر أن متحف المنصورة القومي يُطلق على دار ابن لقمان والمتحف الملحق بها، ويقع المتحف بقلب مدينة المنصورة بشارع بورسعيد، ويتكون من جزئين: الدار القديمة “التي أسر فيها لويس التاسع وقت الحملة الصليبية السابعة” ومساحتها الكلية 294.50م2 – المتحف ومساحته 275م2, وبه مقتنيات فنية توثق هذه الأحداث التاريخية يبلغ عددها 45 عملاً فنياً لكبار الفنانين بجانب قاعتين للعروض الفنية المتغيرة. وقد أنشئ متحف المنصورة في 7 مايو 1960 تخليدا لذكرى انتصارات شعب الدقهلية على لويس التاسع ملك فرنسا، ويرصد من خلال مقتنياته مرحلة هامة من تاريخ النضال ضد الحملة الصليبية. ويعتبر متحف المنصورة شاهدا على أسر لويس التاسع ملك فرنسا، وقائد الحرب الصليبية السابعة، حيث تم أسرة لمدة شهر بدار ابن لقمان، التى تنسب الى قاضى المنصورة ابراهيم بن لقمان. والمتحف يجسد وقائع التاريخ ممتزجة بتألق الابداع المصرى الحديث بلمسة من كبار فنانينا من الجيل الثانى للرواد الاوائل «جيل مختار ومحمود سعيد ويوسف كامل وناجى وأحمد صبرى ومحمد حسن و»الجيل الثالث» ممن لهم مع قدراتهم الابداعية خبرة وتمرس فى الاعمال التاريخية والتى تمتد من المعارك الى صور الشخصيات التاريخية مع أعمالهم الاخرى التى جسدت روح الحياة المصرية، وقد جسدوا فى مشاهد صريحة آيات من الابداع تعكس سحر الزمن فى نسيج من النغم؛ نغم الانتصار والهمة المصرية بين المسطح والمجسم، بين اللوحات الملحمية للمعارك وصور الشخصيات «البورترية» وبين التشكيلات النحتية الواقعية للقادة والمنحوتات الرمزية مع «الديوراما» التى تجسد مشاهد التاريخ وكأنها حقيقة واقعة. ومن مقتنيات متحف المنصورة القومى لوحة «معركة البحر الصغير وفرار الفرنسيين» للفنان كامل مصطفى (1917 1982) ولوحة «معركة المنصورة» لعبد العزيز درويش (1918 1981) ولوحة «معركة فارسكور» للفنان الحسين فوزى (1905 1999) ولوحة «دفع الفدية» للفنان كامل مصطفى. وبه أيضا تمثال نصفى جبس بطلاء اسود (73 52 سم) ابدعه الفنان عبد القادر رزق (1912 1978) وتمثال «الملك لويس أسيرا» للمثال عبد الحميد حمدى، وهو تمثال كامل جبس ملون أسود (90 33 سم) وتمثال نصفى للملك توران شاه بن الصالح ايوب ملك مصر والشام، جبس بطلاء أسود، وتمثال لفارس مصرى بزى مملوكى على جواد أبيض جبس ملون وهما للفنان محمد مصطفى (1924 1990)، وتشكيل رمزى بهيئة إمرأة رشيقة يمتد جسدها فى الفراغ تحمل سيفا ومصحفا رمزا للمقاومة للفنان عبد القادر رزق. وديوراما للفنان عبد السلام أحمد يجسد أسر لويس التاسع، بالاضافة الى خارطتين مجسمتين إحداهما لهجوم الصليبيين والثانية لهزيمته والانتصار عليهم للفنان نجيب فانوس، وصورة شخصية للزعيم جمال عبد الناصر الذى أنشأ المتحف فى عهده للفنان كامل مصطفى، وتمثال نصفى له للمثال عبد الحميد حمدى.