رغم ما عانته مصر خلال الفترة الأخيرة من حالة الفوضي وانتشار للسلاح وحوادث غريبة علي المجتمع جاءت الانتخابات الرئاسية خارج التوقعات دون عنف أو دماء لأول مرة. فالكل ذهب ليشارك في مشهد تاريخي ولحظات فارقة ترسم ملامح مستقبل وطن وتضع اولي خطوات الديمقراطية. حافظ أبو سعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان يقول: هذا المشهد من النجاحات التي تحسب للقوات المسلحة سواء في الانتخابات البرلمانية أو الشوري وأخيرا الرئاسية وهي القدرة علي السيطرة الأمنية بدرجة غير مسبوقة, لأننا اعتدنا دائما في كل الانتخابات علي عنف ينتج عنه قتلي وصلت في احدي المرات إلي20 قتيلا غير الجرحي والمصابين, فبالرغم من حالة الفوضي الأمنية وانتشار السلاح يأتي هذا الأداء اللافت والناس تصوت بدون خوف وهذا نجاح يحسب للقوات المسلحة والأمن في مصر, وأثبتت الانتخابات أيضا أن المصريين تواقون لممارسة الديمقراطية الصحيحة, التزموا ووقفوا في الطابور وتكاتفوا مع بعضهم في مهمة وطنية لا تقل عن الخدمة في القوات المسلحة, فالطرفان معا شاركا بقوة في أن نري هذا المشهد الرائع. المستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا تقول: مشهد مبهر ومتوقع لأن الحس الحضاري للشعب المصري يبرز في اللحظات الفارقة. وتستكمل الجبالي عدم حدوث عنف حتي في بعض الدوائر رغم أنه كان يحدث ذلك أيام مبارك يأتي لتحرر الشعب من الخوف وشعوره بالشفافية والثقة في العملية الانتخابية فدائما ما يلقي بالسلبية عن كتفيه ويتقدم للإمام حيث يؤمن بمصداقية شواهد ما يحدث حوله, كذلك فإن اللجنة العليا للانتخابات كانت منظمة واستخدمت وسائل العصر ونظمت الانتخابات بطريقة فيها محاولة لسد الثغرات التي ظهرت واتضحت في الانتخابات البرلمانية السابقة ومارس15 ألف قاض وقاضية هذا الدور التاريخي في تأكيد لشفافية ونزاهة الانتخابات وحماية وحراسة الإرادة الشعبية. والجيش والشرطة قاما بدور كبير في التنظيم والتأمين يستحق الاحترام ففي هذا المشهد شعر الشعب المصري أن الدولة حاضرة ويشعر بوجودهما, فيما صرح مصدر أمني للأهرام بأن العملية الانتخابية تمت في أجواء اتسمت بالديمقراطية التامة وأن الناخبين أدلوا بأصواتهم في حرية تامة دون ضغوط أو تجاوزات تفسد سير العملية الانتخابية مشيرا إلي أن الداخلية لم تتدخل لصالح مرشح دون الآخر لأن مصلحة مصر فوق الجميع, وان جميع مقار اللجان كانت علي قدر عال من التأمين بالاشتراك مع رجال الشرطة العسكرية, فلم يجد البلطجية والمخربين الأرض الخصبة لإفشال العملية الانتخابية, مضيفا أن هناك بعض العناصر التي كانت تسعي لإفساد العملية الانتخابية ولكن يقظة الأجهزة الأمنية تمكنت من التصدي لها بكل حزم في إطار القانون وأحالتهم جميعا الي الجهات المختصة, مؤكدا أن رجال الأمن تمكنوا من ضبط العشرات من المخالفات لقرارات اللجنة العليا للانتخابات وتم التحقيق فيها دون تعكير صفو الانتخابات.