الصدمة وحدها لاتكفي للتعبير عن حالة مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر فاحتبست الانفاس في أثناء عمليات فرز الاصوات بلجان الانتخابات وتوقفت المفاتيح الالكترونية ليس إلا لترديد لغة الأرقام وإجراء الحسابات. والكل جلس يتابع في ذهول تقدم المرشح أحمد شفيق والذي لايحظي بشعبية كبيرة علي فيس بوك وتفوق مرشح الاخوان الدكتور محمد مرسي والذي طالما هاجمه النشطاء تحت وصف الاحتياطي, والادهي كان تساقط المرشحين الثوريين علي رأسهم عبد المنعم أبوالفتوح وحمدين صباحي والذي تابعه الجميع حتي اللحظات الأخيرة وسط دعوات النشطاء بان يعود إلي مضمار السباق ويحل ثانيا حتي يتمكن من الدخول في جولة الاعادة. ليصبح واضحا ان الفيس بوك وتويتر وحدهما كانا غير قادرين علي إتمام إنجاح مرشحي ثورته والتي شهدت مهدهاعلي صفحاتهما واعتبرا مقر مجلس قيادتها فمن خلال المتابعة للصفحات الرسمية للمرشحين علي موقع التواصل الاجتماعي وحجم وجود انصارهم عليها يجد ان الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح كان الأكثر نجاحا في تنظيم حملة الكترونية ضخمة فكانت صفحته الاولي بين المرشحين في عدد الأعضاء حيث ضمت945 الف عضو بالاضافة إلي ان العديد من أنصاره كانت صفحاتهم تعد الأكثر إقبالا من النشطاء علي تويتر وفيس بوك مثل الكاتب بلال فضل والنائب عصام سلطان والنائب مصطفي النجار وايضا الناشط وائل غنيم, يليه في ذلك المرشح عمرو موسي والذي ضمت صفحته505 ألف عضو ولكن لم تكن صفحته ذا نشاط واسع مثل أبوالفتوح ولكن نجح موسي في الترويج لها عن طريق الاعلانات علي أشهر المواقع الاخبارية والالكترونية, ثم حمدين صباحي والذي يعد ايضا من أفضل المرشحين تنظيما لحملات الالكترونية وضمت صفحته نحو174 ألف عضو ولكن كان من الواضح ان شعبية صباحي كانت تزداد يوما بعد يوم علي مواقع التواصل في الأيام الأخيرة لتصل إلي ذروتها خلال أيام التصويت, ولكن ماكان مفاجئا حقا هو ان التقدم الكبير للمرشح أحمد شفيق في الانتخابات ليغرد بعيدا عن حالته علي فيس بوك والتي عاني فيها دائما من سخرية النشطاء والدعاية المضادة والتذكير بانه مرشح الفلول علي حد وصفهم سواء بالصور أو الشعارات ويكفينا القول ان الصفحة الرسمية للفريق شفيق ضمت911 الف عضو فقط ولم يكونوا قادرين بالمرة علي مواجهة الحملات المضادة لمرشحهم والتي لم تترك أي كلمة لشفيق أو حركة أو سقطة إلا ورصدتها وكانت أخرها ماتعرض له شفيق خلال التصويت من اعتداء وصل للرشق بالأحذية. ولم يكن تقدم شفيق وحده بمثابة اللغز ولكن ايضا جاء تقدم المرشح محمد مرسي ليستحوذ علي الصدارة بمفرده بعد كل الحملات الالكترونية التي واجهها ووصفه بالمرشح الاحتياطي وتمادي البعض في وصفه بالاستبن وتبادل الصور والتعليقات التي تحاول التقليل من فرصه رغم الدعم الذي وفرته له الصفحات الاخوانية وعلي راسها صفحة حزب الحرية والعدالة والتي بلغ عدد اعضائها824 الف عضو. ولم يغب جمال مبارك عن المشاهد الضاحكة فعادت صورته الشهيرة وهو يقوم بالاحماء حاملة تعليقات راجع لكم وبيسخن, ولتنطلق من قلب الصدمة النكات الضاحكة والتي تعلن عن إصابة مبارك بأزمة قلبية ولكن من شدة الضحك وبعيدا عن الاحباط العام الذي اصاب الجميع فان الناشط وائل غنيم أدمن صفحة كلنا خالد سعيد والتي أشعلت الدعوات للثورة أصر علي تفاؤله مرددا عبارته الشهيرة احنا اللي هنحبط الاحباط يا شباب مطالبا بعدم استعجال الأمور والنظر الي حسابات المكسب والخسارة اللحظية مخاطبا شباب الثورة قائلا: لأول مرة في مصر من أول ما اتولدنا في منافسة غالبا مش هتتحسم إلا بآخر كام صندوق وفي مرشحين رئاسة اتبهدلوا عشان يقنعوا الشعب بيهم.. وفي شعب نزل ينتخب ونسبة غير قليلة منه هتحاسب أي رئيس هييجي.. وكل مرشح رئاسي هيخسر الانتخابات فيه وراه عدد ضخم من الشباب هيشارك كثير منه بفعالية في الحياة السياسية.. وبعد كل ده زي ما قلتلكم..7 من كل10 مصريين شاركوا في الانتخابات عبروا عن عدم رضاهم عن النظام القديم بتجاهل انتخاب رموزه واختيار وجوه جديدة سواء اتفقت أو اختلفت معاها.. وقضية تفتيت الأصوات بين المرشحين غير محسوبين علي النظام القديم ليست مشكلة الشعب الذي يحاول البعض وصفه بالجهل لكنها مشكلة المرشحين أنفسهم