في بيان رسمي أقرب بالفرمان، صدر أول أمس عن حبيبتي التي هي زوجتي، قرار بالعصيان المنزلي، لأنني قررتُ مقاطعة الأرز، واستخدام المكرونة بديلا مؤقتا، نظرا لارتفاع ثمنه، الذي قارب الدولار، وكان قرار العصيان لحين تحقيق مطالبها، المتمثلة في الحصول علي الأرز مقابل المكرونة، وقد كان العصيان، بمشاركة حماتي وبمباركتها، وذلك عقب انتهاء مباحثاتهما المضنية، للنظر فيما قمت به من أعمال ترتفع لمستوي الشبهات والتضليل، وقد تطوع أحد الناشطين المنزليين، والذي له باع طويل في الدراسات الأيديولوجية، بسؤالى: هنعمل محشي بالمكرونة اللي حضرتك اشترتها دي؟ وحاول تقريب وجهات النظر بيننا، وقد تمثلت مطالبهما في تسليم المرتب والحوافز، وسحب كل صلاحياتي، وكذلك سحب اختصاصي في متابعة الأولاد ونقل ملابسي إلي المطبخ، وقطع أجازتي التي قمت بها، والعودة فورا إلي عملي، وعدم مباشرة أي حقوق لي لا زوجية ولا أسرية، والاكتفاء بسماع صوت طفلي الصغيرين كلما أمكن ذلك، ودون شروط مسبقة، انت باين عليك اتجننت عايز تحرم ولادك من الرز..هكذا صرخت في وجهي زوجتي .. الناس تقول علينا إيه؟ احنا ناكل ولادنا مكرونة على آخر الزمن.. ده اللي ناقص!! رغم أن حضر زواجنا، لم يعلمني أن الرز ذا أهمية في العلاقة الزوجية.. وكان هذا العصيان بسبب انفرادي، في اختيار المكرونة بديلا للأرز.. دون الرجوع للسلطات العليا الموجودة بمنزلي، هذا وقد صدر البيان منددا بذلك ومحذرا في الوقت ذاته، من أي محاولة لدخول منزلي من الساعة 12 مساء أمس الأول، ولما فشلت كل الطرق الودية بيننا.. لجأت لاستشارة أحد الأصدقاء: فتفضل بتوصيلي لناشط منزلي رفيع المستوي ودائم الزعيق في الفضائيات، وزعم هذا الرفيعُ قدرته علي تنفيذ تهديدات حماتي وزوجتي، وأنه لحل هذه الإشكالية لابد أن يتم إرجاع المكرونة بالكامل، يعني من الآخر: المكرونة ماتبيتش في البيت، كما أضاف الناشط الأسري الحقوقي مهددا بعدم الخضوع من جانبه لأي تأثيرات عاطفية، أو اتخاذ أولادنا ذريعة لوأد حرية زوجتي في اختيار الأرز، وإلا سيضطر لاستخدام حقها في التعبير عن رأيها كقضية رأي عام للمرأة، خاصة أن الإسلام أعطاها كل هذه الحقوق، وأكد لي أيضا أن المجتمع المدني لن يسمح لأمثالي، بأن يعيدوا المرأة للخلف، لأنها عضو فاعل في المجتمع، ولها مالي وعليها ما علي!! لاشك أن السياسة التدميرية التي وضعت حماتي بذرتها الأولي في إطار ما تقدمه من نصائح كالقنابل العنقودية والخدمات النفسية الموجهة لابنتها، كان لها مفعول السحر عند زوجتي التي لم تلبث أن نفذتها، وأعلنت عصيانا منزليا أسريا غذائيا كاملا، وفي اعتقادي أن الذي يغذي ويعضد من قوة العلاقة الخاصة والفريدة بيني وبين زوجتي ليس ناتجا عن كره حماتي لي لا سمح الله بل تخطيطها في ظل غياب الأجندة السياسية لمنزلي، وسياسة التوزيع العادل بيني وبينها، وكذلك اختفاء الحد الأدنى من متطلبات حياتي التي صارت بائسة جدا، بعد مناقشة الفضائيات وتدخلها غير الآمن، والمريب في آن واحد، بيني وبين زوجتي وحماتي لزيادة محصولها الإعلاني من الارز خاصة البسمتي، إمعانا في العقاب، بغض النظر عن هدفها المعلن عنه مسبقا....ومازال المكرونة في بيتنا......... [email protected] لمزيد من مقالات أيمن عثمان