أكتب إليك بعد أن أعيتني الحيل وضاقت علي الأرض بما رحبت لعلك ترشدني إلي حل لمشكلتي التي استعصي علي حلها فأنا شاب في أواخر العشرينات من عمري,ومستواي المادي والاجتماعي متوسط وأعيش حياة مستورة والحمد لله. وقد بدأت مشكلتي منذ بضع سنوات عندما أردت أن أتزوج أملا في الاستقرار, خاصة وأن مقومات الزواج متوافرة لدي, حيث صدمت بالواقع المرير إذ ينصب اهتمام البنات علي الماديات وينظرن إلي الزواج كأنه صفقة, ولا مجال لديهن للحديث عن الأخلاق والراحة النفسية, ولذلك سافرت منذ عام تقريبا إلي دولة إسلامية, وتعرفت فيها علي فتاة وتزوجتها لكنها كانت تجربة مريرة لم تستمر طويلا لاختلاف الطباع والعادات والتقاليد. وقد عدت إلي مصر, وسعيت من جديد للزواج من إحدي بنات بلدي.. وكلما صادفت فتاة مناسبة تسألني عن عملي فأقول لها إنني خريج كلية التجارة الانجليزية من جامعة القاهرة وأجيد ثلاث لغات ولدي امكانيات مادية لا بأس بها, لكني لم أجد عملا مناسبا..عندئذ ترفض الإرتباط بي فهل هذا ذنبي؟.. ومادمت قادرا علي رعاية أسرتي, وأخلاقي لاغبار عليها. فلماذا كل هذا التعنت؟.. لقد أصابني إحباط شديد وأنا أطلب العفة والإقتران بزوجة صالحة فهل أخطأت التفكير؟ .. وأقول لكاتب هذه الرسالة: شروط الزواج الناجح يعرفها كل الآباء والأمهات ويحفظونها عن ظهر قلب لكن لا أحد يعمل بها.. الكل يسعي إلي عريس متكامل يطمئنون علي ابنتهم معه.. وينسون أو يتناسون أن الزواج القائم علي الصفقات لا يدوم.. إنه تنفصم عراه عند أول أزمة, ولذلك وصل عدد حالات الطلاق في مصر إلي أكثر من ثمانية آلاف حالة. ولو أن الشاب والفتاة تعاونا معا في تأثيث عش الزوجية, وتحمل كل منهما الآخر في بداية حياتهما المشتركة فإن زيجتهما تنمو علي أرضية صلبة فتصمد أمام العواصف والأنواء, ولا تعرف المستحيل. ومادمت ملتزما في حياتك ولم تعرف العبث ولا الانحراف عن طريق الصواب, فسوف تجد حتما من هي أهل للارتباط بك.. ووقتها سوف تدفعك إلي مواصلة رحلة الكفاح, وتجد العمل المناسب لك ولكل مجتهد نصيب. فالحقيقة أن المستقبل أمامك وبإمكانك أن تطرق العديد من أبواب العمل, وما بحوزتك من شهادات جامعية ودورات تدريبية يؤكد أنك حتما ستصل إلي ماتريد فلا تيأس وأعلم أن الفرج قريب.