رغم الحديث عن مشكلة المغالاة فى الطلبات التى يواجهها الشباب المصرى عند التقدم للزواج وأن حلها ربما يكون فى الهروب إلى العروس الصينية على اعتبار أنها متواضعة فى طلباتها، إلا أن تقريرا نشرته صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا أظهر أن هذه الصورة المأخوذة عن الفتاة الصينية ما هى إلا صورة وهمية وأن الشباب الصينى يواجه كابوسا عند البحث عن شريكة حياته.. ووانج لين (28 عاما) هو واحد من بين ملايين من العزاب الصينيين الذين فقدوا الأمل فى الزواج. فبالرغم من أنه يتمتع بالكثير من المميزات التى تزكيه عند التقدم للزواج فهو على قدر كبير من الوسامة وحاصل على مؤهل جامعى ويعمل بمجال المبيعات بإحدى شركات التأمين ويمتلك سيارة حديثة، إلا أنه وفقا للمعايير الحالية للفتيات الصينيات يفتقر لأهم شىء ألا وهو الشقة التمليك. ويقول وانج إن هذا العيب دفع إحدى وكالات التعارف إلى رفض طلبه فى العام الماضى، وإنه خلال الشهور الأخيرة رفضته ست فتيات من اللقاء الأول بعد علمهن بأنه لا يستطيع شراء منزل حيث إن الشقة الضيقة المكونة من غرفتين والواقعة فى مناطق متطرفة بعيدة عن قلب العاصمة يصل سعرها إلى مليون رينمينبى (نحو 150.000 دولار) فى حين أن الراتب الشهرى لوانج يبلغ 6000 رينمينبى فقط، مما يعنى أنه قد لا يتمكن طوال عمره من شراء شقة. وقد أظهر مسح أجرى مؤخرا أن أكثر من 70% من الصينيات لا يقبلن الزواج من شخص لا يمتلك منزلا. وبالنسبة للصفات التى يبحثن عنها فى شريك الحياة، قالت 50% منهن إن الاعتبارات المادية تأتى فى المرتبة الأولى قبل أى شىء آخر، بل حتى قبل الأخلاق وجمال الشخصية. وعلى هذا النحو تظل مسألة الزواج بالنسبة للشباب الصينيين مشكلة فى غاية الصعوبة حيث إن انتعاش سوق العقارات بالصين قد رفع الأسعار بنسبة 140% على مستوى الدولة منذ عام 2007 ونحو 800% فى بكين خلال السنوات الثمانى الماضية. ويشير يانج زونينج (29 عاما)، محرر رياضى، إلى أن الكثير من الضغط يأتى من جانب الآباء. ويتذكر لقاءه الأول مع والدى الفتاة التى كان يرغب فى الارتباط بها حيث حاول أن يقنع والدتها بأنه ليس أمرا عمليا شراء شقة فى هذه المرحلة من حياته، ولكنها لم تستمع إليه. وأصر كل منهما على موقفه وبعدها بشهور قليلة هجرته حبيبته. ويرى يانج أن «الكثير من الفتيات، وبتشجيع من آبائهن، ينظرن إلى الزواج كسبيل لتغيير وضعهن على الفور دون بذل أى مجهود». ومن جانبهن، تدافع الكثير من الفتيات عن تفكيرهن مشيرات إلى التقاليد القديمة التى تلزم الرجل بتوفير منزل لعروسه. هذا بالإضافة إلى الخوف من عدم الشعور بالاستقرار بعد تكوين أسرة فى منزل بالإيجار، خاصة أن الشاب الذى لا يستطيع شراء شقة فى الوقت الحالى قد لا يتمكن من ذلك أبدا. وفى هذا الصدد، تقول جاو يانان (27 عاما)، محاسبة، إن الأمر غير قابل للنقاش «لأنها مسئولية الرجل أن يخبر الفتاة فور تعارفه عليها إذا كان يمتلك شقة أم لا. فهذا يعطيها فرصة لعدم الوقوع فى حبه». هذا التفكير من قبل الفتيات الصينيات قد دفع الشباب الذين يملكون مسكنا إلى ابتكار حيل لاختبار مدى النزعة المادية عند الفتاة حيث يقول ليو بينبين (30 عاما) ، محرر بدار نشر، إنه دائما ما كان يذهب للقاءات التعارف الأولى بالأتوبيس، بالرغم من أنه يمتلك سيارة. ويذكر ليو أن الأمر استغرق 20 لقاء حتى عثر على الفتاة المناسبة فى العام الماضى حيث إنها «كانت تعتقد طوال الوقت إننى لا امتلك منزلا، ورغم ذلك لم تتخل عنى. إنها إنسانة نادرة الوجود».