«إيطاليا لا يمكن أن تبقي في الوقت الراهن دون سفير لها في مصر».. بهذه الكلمات، أعلن رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينز أمس قراره بتعيين السفير جيامباولو كانتيني سفيرا جديدا لإيطاليابالقاهرة، وكان السفير الإيطالي السابق قد غادر القاهرة قبل عدة أسابيع علي خلفية قضية الباحث الإيطالي جوليو ريجيني. وتعكس كلمات رئيس الوزراء الإيطالي، مدي الأهمية التي تتمتع بها مصر لدي إيطاليا، وأيضا مدي العقلانية التي تعالج بها الحكومة الإيطالية هذه القضية، ولا شك أن رئيس الوزراء الإيطالي وحكومته، قد اقتنعا بأن مصر تبذل كل جهودها لكشف خفايا ما حدث للباحث الإيطالي، ومعروف للجميع، سواء في روما أو في القاهرة، أن مصر تتعامل بمنتهي الشفافية في هذا الأمر، حيث إنه لا مصلحة لمصر أبدا في إخفاء أي شيء، وقد أكدت الحكومة المصرية، مرارا وتكرارا، أنها تواصل التحقيق، وأنها سوف تطلع الجانب الإيطالي أولا بأول علي نتائج التحقيق. وبالتأكيد فإن قضية ريجيني تهم الرأي العام الإيطالي، ومصر تعرف ذلك جيدا، وأعلنت تفهمها لمشاعر أسرة الشاب الإيطالي، لكن العلاقات التاريخية الممتدة بين الشعبين أكبر من أن تعكر صفوها تلك القضية، علي أهميتها. ولا تقتصر علاقات البلدين علي الجانب الاقتصادي فقط، بل علي كل المستويات، السياسية والاجتماعية والثقافية أيضا، وتدرك مصر جيدا مدي حب الشعب الإيطالي لمصر منذ القدم، وكيف أن الشعبين تجمعهما وشائج وروابط وقواسم مشتركة تربط بينهما باعتبارهما شعبين من شعوب البحر المتوسط، وحتما ستعود هذه العلاقات إلي ما كانت عليه، بل أقوي من ذي قبل، إذ أن البلدين لا يمكن أن يستغني أحدهما عن الآخر. لمزيد من مقالات رأى الاهرام