نراهم كل يوم وفى أماكن مختلفة, مشردين كبار فى السن يفترشون الأرض تحت الكبارى أو فى الحدائق آو حتى بجانب أى حائط. نراهم نتألم أو ننزعج ونستمر فى السير وكأن هذا المشهد اصبح جزءا من حياتنا لا يمكن تغييره. إلى أن ظهر شاب قرر أن يقدم المساعدة لهؤلاء البؤساء ليس فقط باعطائهم طعاما أو غطاء وانما بالاقتراب منهم أكثر ومحاولة انتشالهم من الشارع وتخصيص مكان آدمى ليعيشوا فيه. محمود وحيد أطلق مبادرة «معانا» لرعاية المسنين المشردين بدأت بتعاطفه مع حالة كانت على وشك الموت قدم لها المساعدة بصعوبة شديدة وقرر من بعدها الاستمرار فى مساعدة حالات أخرى. تمكن محمود بالتعاون مع عدد من المتطوعين ومن مالهم الخاص, من تأجير دار لاستضافة المشردين من كبار السن بعد تقديم لهم العناية الشخصية والرعاية الطبية اللازمة. استضاف الزميل خيرى رمضان فى برنامجه ممكن محمود وحيد وزملاءه من المتطوعين وأيضا حالتين من نزلاء الدار اللذين تحدثا عن السبب وراء اقامتهما فى الشارع. أصيب الرجل المسن بمرض اقعده فطردته زوجته وأولاده من البيت وتركوه فى الشارع بلا مأوى ولا رعاية. أما الحالة الثانية فقد طردها اشقاؤها بعد مرضها الذى منعها من الحركة ولم تجد أمامها إلا الشارع تنام فيه فى البرد والمطر أو الحر الشديد ولا تأكل الا ما يتبرع به المارة. و فى هذا الموضوع وجه حلو هو العمل التطوعى المحترم الذى قد لا يكون كافيا امام العدد المتزايد لهذه الحالات ولكن تكفى المبادرة .أما الوجه المر والمؤسف الذى من الصعب تصديقه هو قسوة قلب الابناء الذين يلقون بالأب او الام فى الشارع بهذه البساطة .و بقدر ما رأينا ابناء يرعون والديهم بكل ما اوتوا من قوة واخوة يرعون بعضهم مهما كانت الظروف ,بقدر ما تبدو قسوة هؤلاء الجاحدين غريبة وشاذة لكنها للاسف موجودة وهى ايضا تحتاج الى دراسة من اجل العلاج .