دفعت تقلبات الجو وحالة الطقس شديد البرودة العديد من النشطاء السياسيين والحقوقيين بالإسكندرية إلى تدشين حملات بهدف توفير بطاطين للفقراء المشردين والذين لم يجدوا إلا الشارع ملجأ لهم، كما طالبوا الحكومة الحالية والأجهزة التنفيذية فى إيجاد حل عملي لتوفير دور رعاية أو إيواء للمشردين قبل أن يهلكهم البرد ويفضي عليهم كما حدث ل"عم محمد" الذي تداول عدد من نشطاء القاهرة صورته عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهو يفترش العراء، ليعلنوا بعدها ب24 ساعة خبر وفاته. حيث دشنت حركة (المجد للشعب) بالإسكندرية حملة بعنوان (حل وقتي)، والتي تستهدف جمع وتوزيع بطاطين على أطفال الشوارع والمشردين والذين اسمتهم الحركة "اللاجئين المصريين في مصر"، مطالبة اللواء طارق المهدي، محافظ الإسكندرية، بإيجاد حلول ولو مؤقتة لإيوائهم خاصة فى ظل حالة الصقيع التي تشهدها الإسكندرية. وقالت الحركة في بيانها الصادر عنها أمس، الجمعة: "نطالب بإيجاد حل اللاجئين المصريين في مصر، فمنهم من ينامون على أرصفة الشوارع في الشتاء القارص ومنهم من يسكن المقابر ومنهم من يسكن العشش والأكشاك ومنهم من يتخذ الكباري سقف له"، وأعلن منسقو الحركة أنهم سيقوموا بتجميع ملف عن المشكلة وابرز الأماكن التي يتواجد بها مشردين من الباغين والأطفال، على أن يتم تقديمه للمحافظ لوضع حل وقتي لضحايا الفقر والقهر والظلم. كما قامت حملة (مفقودين بالإسكندرية) والتي تضم عدد من النشطاء الحقوقيين بالمحافظة بعمل جولة أمس، الجمعة، في عدد من مناطق وسط الإسكندرية، امتدت من ميدان محطة مصر إلى المنشية، وتم رصد خلالها 8حالات لمشردين يفترشون العراء، منهم 6مسنين، يعانون من العديد من الأمراض وبعضهم يعاني من الشلل ولا يقوى على الحراك وليس له أي مأوى إلا الشارع. وقال (ديانا المناوي) أحد عضوات الحملة، أن من بين الحالات التي صادفوها رجل مسن بمنطقة المنشية، قال أن أولاده هم من تركوه بالشارع وأنه غير قادر على الحركة، وتم طلب الإسعاف له، والتي رفضت استلامه في البداية ولم توافق على نقله إلى مستشفى الأوقاف إلا بعد ضغط شديد من قبل النشطاء، وبرر رجال الإسعاف رفضهم لنقله نظرا لعدم معرفة أحد به وهي ما اعتبروها مسئولية كبيرة، هم غير مجبورون على تحمله. وأوضح الناشط الحقوقي منصور حمدي، أن الحملة تلقت عدد كبير من الاتصالات من متطوعين يبدون استعداد للتبرع وتوفير بطاطين للمشردين، إلا انه أوضح أن هذا ليس حل المشكلة، قائلا: "هناك العديد ممن ينتظرون قدوم الشتاء ليقوموا بتوزيع البطاطين على ساكنى الأرصفة والأنفاق ولكن لن يوما هذا هو الحل الجذري للمشكلة التي أصبحت تتفاقم كل عام، بل إننا نطالب الحكومة والأجهزة التنفيذية بالمحافظة بعلم مشروع وطني لإنشاء دار رعاية موحد لجميع الحالات الغير قادرة صحيا وماديا على دفع مصاريف دور رعاية المسنين وخاصة الذين لا أهل ولا أقارب لهم". وحول نفس الأمر، قامت حملة (طفل بارع م طفا شارع) أمس، الجمعة، بتوزيع 97 بطانية على عدد من أطفال الشوارع بالمحافظة ، حيث تم توزيع 18 بطانية بمنطقة ميامى، 17بطانية بمنطقة سيدى جابر، 34 بطانية بكامب شيزار والإبراهيمية، و28 بطانية لأطفال محطة مصر. وقالت الحملة عبر صفحتها الرسمية أن ما يعانيه أطفال الشوارع في ظل حالة الطقس الغير مسبوقة التي تشهدها القاهرة المحافظات لا يمكن إغفاله أو تجاهله وإلا تكون قد سقطت آخر ذرات الرحمة والإنسانية من قلوب المواطنين.