قضت محكمة جنايات قنا الدائرة الثانية عشرة المنعقدة بمجمع محاكم أسيوط برئاسة المستشار محروس محمد على وعضوية المستشارين أيمن عفيفى سالم وإبراهيم سعيد الفقى وأمانة سر رمضان عرابى وأحمد عمر وفراج أمين وجبريل محمد بإحالة أوراق 26 متهما إلى فضيلة المفتى فى قضية أحداث الدابودية والهلايل المتهم فيها 163 شخصا فى القضية رقم 2793 لسنة 2014 جنايات قسم ثان أسوان والتى راح ضحيتها 28 شخصا من الجانبين. كانت النيابة قد وجهت للمتهمين تهمة قيامهم باحتجاز المجنى عليهم سيد محمد محمود عطية، جمعة حسن سليم، سيد أمين أبو خرس داخل المسجد الملحق بمقر دار ضيافة الدابودية دون أمر أحد الحكام المختصين بذلك وفى غير الأحوال التى تصرح فيها القوانين واللوائح وهددوهم بالقتل، وكذلك التجمهر لأكثر من خمسة أشخاص وحملهم لأسلحة نارية وبيضاء لاستخدامها فى الاعتداء على الأشخاص وعلمهم بالغرض منه وذلك بتدبير من المتهمين من الثانى عشر حتى الثامن عشر وقاموا بقتل وإزهاق الأرواح بمن فى ذلك السيدات عمدا مع سبق الاصرار بأن بيتوا النية وعقدوا العزم على ذلك وأعدوا لهذا الغرض أسلحة نارية وبيضاء وزجاجات (مولوتوف) وتوجهوا إلى المكان الذى أيقنوا وجودهم فيه وما إن ظفروا بهم حتى أطلقوا نحوهم وابلا من الأعيرة النارية وانهالوا عليهم طعنا ونحرا وحرقا بالأسلحة المذكورة قاصدين إزهاق أرواحهم فأحدثوا إصاباتهم الموصوفة بتقارير الصفة التشريحية التى أودت بحياتهم، وقد اقترنت تلك الجناية بجنايات أخرى تقدمتها وتلتها وهى أنهم فى ذات الزمان والمكان استعملوا القوة والعنف مع موظفين عموميين وهم أفراد قوة الشرطة المكلفة بفض الاشتباك بين عائلتى الهلايل والدابودية لحملهم بغير حق على الامتناع عن أداء مهام وظيفتهم سالفة البيان وإجبارهم على التراجع وإتمام جرائمهم بأن اطلقوا صوبهم أعيرة نارية من الأسلحة التى كانت بحوزتهم فبلغوا بذلك مقصدهم على النحو المبين بالتحقيقات، كما أنهم شرعوا فى قتل المجنى عليهما مصطفى محمد محمود عطية، حسن سليم حسان عطية بأن اتوا قبلهما ذات الأفعال المشار إليها بجريمة القتل سالفة البيان فأحدثوا بهما الاصابات الموصوفة بالتقارير الطبية إلا أن أثر تلك الجريمة أوقف لسبب لا دخل لإرادتهم فيه وهو مداركة المجنى عليهما بالعلاج. وشهدت المحكمة حضور 88 متهما من بينهم 50 من عائلة الهلايل و38 من عائلة الدابودية من اجمالى 163 متهما من العائلتين يواجهون اتهامات بقتل 28 شخصا من افراد العائلتين والشروع فى قتل آخرين. ترجع أحداث الواقعة إلى عصر يوم الأربعاء الموافق 2 إبريل من عام 2014 حينما انطلقت شرارة الفتنة فى أسوان بين عائلتى الهلايل والدابودية بسبب قيام بعض الصبية من عائلة الدابودية بكتابة عبارات مسيئة طعنت فى شرف عائلة الهلايل ليرد شباب الهلايل على الألفاظ الجارحة بتجميع أنفسهم ومهاجمة طلاب الدابودية بالطوب والحجارة فى معركة أدت إلى توقف الدراسة فى ذلك اليوم، لتشتعل عقبها النيران عقب صلاة الجمعة وتفجر بركان الدماء بين رجال ونساء وأطفال منطقة السيل الريفي، حيث وقعت مذبحة حقيقية أسفرت عن مصرع 28 شخصا من الجانبين وسقوط أكثر من 55 مصابا حيث قام شباب الهلايل بإطلاق الرصاص الحى على جميع الخارجين من المساجد من عائلة الدابودية مما تسبب فى مقتل ثلاثة أشخاص منهم سيدة وإصابة نحو 23 شخصا وعقب ذلك بدأ يتجمع أفراد العائلة الأخرى وتخطوا الحواجز الأمنية وجميع الكردونات التى فرضها الأمن وأيضا كل المبادرات التى طرحت من قيادات الأمن تجنبا لتجدد الاشتباكات مرة أخرى وقامت قوات الشرطة بفرض كردون أمنى بمنطقة الأحداث وحاولت استدعاء كبار العائلتين لانهاء الأزمة ولكن النيران التى اشتعلت لم تهدأ لدى عائلة الدابودية حيث استغل شباب العائلة انشغال كبار عائلتهم بدفن جثث الضحايا، وقاموا بتجميع أنفسهم بالعشرات وهجموا قبل فجر السبت بالأسلحة النارية وزجاجات المولوتوف على منازل بنى هلال واستمرت الاشتباكات حتى الساعات الأولى من الصباح وانتهت بمصرع عدد 14 شخصا من الهلايل وشخص واحد من الدابوديين وتنوعت أسباب الوفاة ما بين طلقات نارية وطعنات وذبح بين الرجال والنساء والأطفال وكان الرد من جانب الهلايل فى محاولة للأخذ بالثأر مرة أخرى حيث أشعلوا النيران فى منازل الدابودية لترتفع الحصيلة النهائية إلى 28 قتيلا واصابة 55 آخرين واستمر الوضع إلى أن نجحت قوات الأمن فى وقف الاشتباكات وتقديم 163 متهما فى القضية التى تعد مذبحة حقيقية فى تاريخ أسوان.