حظيت الانتخابات المصرية باحتفاء واسع النطاق علي الصعيد العربي, حيث أكد سياسيون وإعلاميون وقيادات عربية أهمية العرس الديمقراطي الذي تشهده مصر في أول انتخابات رئاسية بعد ثورة25 يناير. وقال الرئيس التونسي المنتخب المنصف المرزوقي في تغريدة أطلقها عبر موقع التواصل الاجتماعي: سيقرر المصريون مصير الأمة العربية. يأتي ذلك في وقت عبرت فيه الجامعة العربية عن تفاؤلها بالتجربة المصرية, التي جاءت كإحدي ثمار الربيع العربي, وأكدت أنها ستقف علي مسافة واحدة من جميع المرشحين, وقالت إنها تعول علي حكمة الشعب المصري في اختيار رئيسه في هذه المرحلة الدقيقة. وكلف الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي السفير محمد الخمليشي الأمين العام المساعد لشئون الإعلام برئاسة وفد الجامعة لمراقبة الإنتخابات المصرية الذي يضم50 مراقبا. ومن ناحية أخري شدد إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة علي أهمية إنتخابات الرئاسة في مصر في تحديد مستقبل القضية الفلسطينية والأمة العربية. ومن جانبه أكد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة السوداني ورئيس وزراء السودان السابق في ندوة بالأهرام ان الثورة المصرية الرائعة أصبح لها صدي في المنطقة والعالم كله, وحققت للشعب المصري حرية بصورة منقطعة النظير, وثقة بالنفس بصورة كبيرة جدا, وردت له إحساسه بمكانته وأحدثت تحولا ديمقراطيا واحتراما دوليا كبيرا للشعب المصري.وعن رؤيته للرئيس القادم لمصر قال: من المؤكد أن الرئيس سيواجه عدة تحديات تتصدرها المسألة الأمنية التي صارت هاجسا لدي الناس كلهم منذ سقوط النظام السابق ثم الإقتصاد والمعيشة, وهي قضية لايمكن تأخيرها أو تأجيلها وكذلك قضية الوحدة الوطنية في إطار محدد, كما أن السلطة المدنية الجديدة ستجد أمامها موروثا عسكريا كبيرا جدا, فكيف سيكون التعامل مع هذا الموروث العسكري, والتوفيق بين المدني والعسكري, والإسلامي والعلماني, ثم العلاقات بين السلطات, وهذا أمر يجب أن يحدده الإعلان الدستوري, ثم العلاقات الخارجية, والتي اتسمت في المرحلة الماضية بالتبعية, وبسبب كل هذه التحديات تصبح المرحلة الحالية في مصر اشبه بتأسيس جديد, وإعادة البلد إلي منصة التكوين, والخروج من نظام علماني ديكتاتوري إلي نظام ديمقراطي بالتوازنات المطلوبة. وأضاف أنه إذا نجح الرئيس المقبل في مواجهة هذه التحديات, سيجعل ذلك مصر قدوة في المنطقة, ويمكن جدا أن تكون التجربة كلها خريطة طريق آمن من الإستبداد إلي الديمقراطية. وتصدرت انتخابات الرئيس المصري اهتمام الصحف العربية الصادرة أمس, حيث أكدت في مجمل افتتاحياتها أن مصر تشهد عرسا ديمقراطيا في أول انتخابات رئاسية بعد ثورة25 يناير, ودقة المرحلة وصعوبة التحديات التي تواجه رئيس مصر المقبل. ففي الإمارات, وتحت عنوان يوم مصر, قالت صحيفة( الخليج)الاماراتية إن المصري يمارس اختياره الديمقراطي الحر, يذهب إلي صندوق الاقتراع ليضع ورقة تحدد مصيره المقبل من الأيام والسنوات وتؤسس لمرحلة مختلفة كليا عما كان قبل25 يناير.2011 وفي قطر, أكدت صحيفة( الراية) أن الجديد في هذه الانتخابات الرئاسية التي تجري علي هذه الشاكلة للمرة الأولي في تاريخ مصر أن لا أحد يمكنه أن يتكهن بهوية الفائز في هذه الانتخابات. وفي لبنان, دعت صحيفة( السفير) الناخب المصري إلي التدقيق في اختيار الرئيس القادم لمصر, مشيرة إلي أن نتائج التصويت في المحروسة سترفع إلي سدة الحكم فيها من سيكون له دور مؤثر, وربما حاسم, في قرارات تتجاوز بانعكاساتها وتداعياتها الداخل المصري, بالحاضر والمستقبل, إلي المحيط العربي بقضاياه عظيمة الأهمية والتأثير علي صورة العرب في مختلف أقطارهم. وفي فلسطين, أكدت صحيفة( الأيام) أن المصريين يختاورن ليس رئيسا لهم فقط, بل رئيسا لكل العرب, فالرئيس القادم, أيا كان, ومن أي تيار قادم ومن أي اتجاه آت, فقدره, كقدر مصر, هو رئيس لكل العرب, حتي لو رفض بعض العرب ذلك, فالأمر لا يتعلق بالرغبات والتطلعات.