أ ش أ أكدت الصحف العربية في افتتاحياتها الصادرة اليوم (الأربعاء) أن مصر تشهد عرسا ديمقراطيا في أول انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير. ففي دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحت عنوان "يوم مصر"، قالت صحيفة (الخليج) الإماراتية "إن المصري يمارس اليوم اختياره الديمقراطي الحر، يذهب إلى صندوق الاقتراع ليضع ورقة تحدد مصير المقبل من الأيام والسنوات وتؤسس لمرحلة مختلفة كليا عما كان قبل 25 يناير 2011". وقالت "أن يختار المصري رئيسه بملء إرادته فتلك تجربة لم يتعودها منذ عقود من الزمن .. لذا من واجبه أن ينزل إلى مراكز الاقتراع بكثافة متخليا عن التردد واللامبالاة لأنه صار الرقم الصعب بعد ثورة يناير وما أنجزه حتى الآن رغم الكثير من المنغصات".
وفي دولة قطر، أكدت صحيفة (الراية) أن الجديد في هذه الانتخابات الرئاسية التي تجرى على هذه الشاكلة للمرة الأولى في تاريخ مصر أن لا أحد يمكنه أن يتكهن بهوية الفائز في هذه الانتخابات من بين 13 مرشحا يخوضون المعركة الانتخابية فإرادة الشارع المصري الحرة هى التي ستصنع الرئيس المقبل لمصر. وقالت "إن ما يأمله الشارع المصري الذي قاتل كثيرًا وضحى من أجل نيل حريته وكرامته وقراره أن تمهد نتيجة الانتخابات الرئاسية لإخراج مصر من أزماتها الاقتصادية والسياسية وأن تساهم في تحقيق الأمن في البلاد التي سيكون عليها الانخراط في معركة التنمية التي هى معركة كل المصريين والعبور بالبلاد إلى آفاق التقدم والازدهار والاستقرار". وأشارت الصحيفة القطرية إلى أن المجلس العسكري الذي يحكم البلاد منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك أكد أنه على مسافة واحدة من المرشحين للانتخابات تاركا للناخب المصري حريته الكاملة في الاختيار ، كما أن من المهم أن يقبل الجميع بنتائج الانتخابات التي ستخضع إجراءاتها لرقابة محلية ودولية تأكيدا على شفافيتها ونزاهتها وعلى الثقة بأن نتائجها ستعكس اختيار الشعب المصري الحر لرئيسه. واختتمت الصحيفة القطرية الصحيفة افتتاحيتها قائلة "أنظار شعوب العالم تتجه اليوم إلى مصر التي تصنع تاريخها بل تصنع تاريخ المنطقة والشعب الذي نجح في إسقاط حكم الديكتاتورية والاستبداد والفساد سينجح حتما في كتابة تاريخ مصر الجديد اليوم". ومن جانبها ، قالت صحيفة (الوطن) القطرية "إن أنظار العالم تتجه اليوم إلى مصر وهى تشهد عرسا ديمقراطيا كبيرا وعلى امتداد يومين لانتخاب رئيس للبلاد والذي سيقود جمهورية جديدة من أجل تحقيق غايات الشعب المصري في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وهى الغايات الأم التي هدرت بها حناجر الملايين من المصريين في رحم ثورة 25 يناير". وقالت "إنه وعلى الرغم من أن في مضمارالسباق 13 مرشحا وعلى الرغم أيضا من الجدل السياسي الواسع الذي شهدته مصر خلال طرح الحملات الانتخابية لهذا العدد من المرشحين إلا أننا على ثقة من أن الشعب المصري سيجتاز هذه المرحلة المفصلية وأنه هو الذي سيصون ويحمي تجربة ديمقراطية ينشد منها حصادا وافرا وثمينا ليتسنى الانطلاق نحو البناء وتنفيذ المشروعات التي تغير وجوها كثيرة من الحياة في مصر الشقيقة". وبدورها، أكدت صحيفة (الشرق) القطرية أن العالم العربي بجميع مكوناته وبمختلف انتماءاته الحزبية يتطلع وبحماس ويترقب ما ستسفر عنه الانتخابات الرئاسية في مصر وهى أول انتخابات رئاسية في تاريخ مصر الحديث لا تعرف نتائجها مسبقا ويقف فيها الجيش والأمن على مسافة واحدة من جميع المرشحين حيث سيختار نحو 50 مليون ناخب وناخبة رئيسا لهم من بين 13 مرشحا يخوضون الانتخابات. وفي لبنان، دعت صحيفة (السفير) الناخب المصري إلى التدقيق في اختيار الرئيس القادم لمصر، مشيرة إلى أن نتائج التصويت في "المحروسة" سترفع إلى سدة الحكم فيها من سيكون له دور مؤثر، وربما حاسم، في قرارات تتجاوز بانعكاساتها وتداعياتها الداخل المصري، بالحاضر والمستقبل، إلى المحيط العربي بقضاياه عظيمة الأهمية والتأثير على صورة العرب في مختلف أقطارهم، ودورهم في هذا العالم الذي لا يعترف بالضعفاء ولا يتيح ترف التمني الذي يبددها الضعف فإذا هى أوهام قد تستثير الشفقة ولكنها تضيع اليوم ولا تحمي الغد. وقالت "إننا كمواطنين عرب نعيش خارج مصر، والذين نعامل غالبا كرعايا لأنظمة متعسفة أو مهجنة لا نرى إلا التمني على إخواننا في "المحروسة" أن يدركوا، أنهم إنما يقررون مصيرنا، نحن أيضا، بأصواتهم التي سيودعونها صناديق الاقتراع، وبوضوح قاطع نقول : إن الأشقاء في مصر إنما ينتخبون، في هذه اللحظات، الرئيس العربي الأول، وليس فقط "رئيس" بلادهم التي غيبها النظام السابق عن دورها القيادي الذي لا بديل منها فيه".