تحيى غدا رواندا الذكرى ال 22 لمجازر الابادة الجماعية التى راح ضحيتها اكثر من مليون شخص،نتيجة زرع الفتنة بين قبيلتى الهوتو والتوتسى ،ففى 100 يوم قضى فيها على الاخضر واليابس، دمرت فيها كل مفاصل الدولة. واليوم بعد مرور كل هذه السنوات وبعد ان تخطى الروانديون آلام الماضى تعتبر كيجالى العاصمة مقصداً سياحياً ليس فقط للسياحة التقليدية، وانما ايضا اصبحت مركزاً لسياحة المؤتمرات الدولية التى تدر دخلاً يضاف الى الدخل القومى للبلاد، وذلك للعديد من الاسباب يوضحها سفيرهم بالقاهرة الشيخ صالح ابيمانا. ويقول الشيخ صالح ابيمانا سفير رواندا بالقاهرة فى تصريحات ل «الاهرام»: ان التجربة التى مرت بها رواندا رغم مرارتها الا انها جعلتنا اكثر اصرارا على الحفاظ على وطننا، واليوم كيجالى تصنف من قبل الاممالمتحدة على انها الجزيرة الاكثر امنا فى منطقة البحيرات العظمى، كما اننا نصدر الامن لغيرنا من خلال مساهمتنا فى قوات حفظ السلام سواء التابعة للامم المتحدة او من خلال الاتحاد الافريقى، ولدينا قوات فى كل من دارفور وسيراليون، وافريقيا الوسطى وغيرها. ويرجع الشيخ صالح ابيمانا الفضل فى الامن والطفرة التى حدثت لبلاده الى المصالحة الوطنية التى تبناها الرئيس البوروندى بول كاجامى الذى عكف على بناء الدولة من جديد، وأرسى دعائم الوحدة، ولغى فكرة القبلية، والتعصب التى زرع بذورها المستعمر، فبعد ان فرض الاستعمار خانة يكتب فيها اسم القبيلة التى ينتمى اليها الفرد فى البطاقة الشخصية تم الغاء اى نوع من التمييز سواء القبلى اوالدينى فقط يكتب رواندى دون اشارة الى دين او عرق. ويوضح ابيمانا ان الاستعمار البلجيكى هو من عمل على تأجيج التعصب القبلى خلال حكمه لرواندا، وقام بأول تجربة للتطهير العرقى فى البلاد عام 1959 حينما صنف «التوتسي» على انهم كل من يمتلك اكثر من 10 ابقار وبذلك هم الاسياد ودون ذلك هم العبيد من «الهوتو» وهكذا اشاع الفتنة بين ابناء الوطن الواحد، وتجددت الفتنة بعدها كل عشر سنوات لحين وصلت لذروتها عام 1994 التى شهدت اكبر مجزرة فى تاريخ البلاد التى راح ضحيتها اكثر من مليون شخص. ويروى السفير البوروندى كيف كان يتم القاء الضحايا فى النيل احياء للتخلص منهم، مؤكدا ان بلاده لن تتوقف عن المطالبة بمحاكمة المتورطين فى هذه المجازر قائلاً: ان من يدعون دفاعهم عن حقوق الانسان هم من يتسترون على القتلة ويحمونهم، مطالبا مصر من خلال رئاستها الحالية وعضويتها غير الدائمة فى مجلسى الامن الدولى والسلم والامن الافريقى ان تدعم كيجالى فى قضيتها لاجبار الغرب على تسليم، ومحاكمة المتورطين فى اعمال الابادة الجماعية. وعن وضع المرأة فى بوروندى يوضح ابيمانا ان مشاركة المرأة فى تقلد المناصب السياسية فى الحكومة يفوق 60% وهى اعلى نسبة لمشاركة المرأة فى العالم، موضحا انها تشغل 12 حقيبة وزارية فى الحكومة الحالية من اصل 17 كما ان قيادة المرأة تعد قاسما مشتركاً فى مواقع صنع القرار فى ال30 مقاطعة سواء فى العمادة او كنائبة لحاكم المقاطعة، مشيرا الى ان كل مقاطعة لها نائبان احدهما للشئون الاقتصادية والآخر للاجتماعية والثانية تعد حكرا على المرأة وهكذا لا تخلو المناصب القيادية فى الدولة من الوجود النسوى فهى المسئولية عن تنفيذ السياسات فى كثير من قطاعات فهى العمود الفقرى الذى يرتكز عليه المجتمع. وحول فرص الاستثمار فى رواندا يوضح ابيمانا ان بلاده تقدم حوافز وضمانات على الاستثمارت من بينها سرعة تسجيل الشركات فى 24 ساعة، و السماح بتملك الاراضي، الى جانب تخصيص محاكم مختصة فقط بسرعة البت فى قضايا الاستثمار،بالاضافة الى الاعفاءات الضريبية مما جعلها مصدرا لجذب الاستثمارات الاجنبية كما ان توافر عوامل كالامن،والنظافة،و عدم الاستغلال تعد حوافز مؤثرة فى جذب مزيد من الاستثمارات على سبيل المثال ممنوع دخول مطار كيجالى بأكياس بلاستيك لانها مضره للبيئة ويصل معدل النمو الى 6.7% سنوياً والشيخ صالح ابيمانا قبل ان يعين سفيرا لرواندا بالقاهرة كان مفتياً للديار فى بلده من 2001 الى 2011، فهو اول مفت فى تاريخ كيجالى يكمل مدتين فى هذا المنصب،وذلك نظرا للدور الذى لعبه فى المصالحة الوطنية وحوار الاديان الذى كان له بصمات واضحة فيه، ويعتبر الرجل ان الشعب الرواندى هو صاحب الفضل فى اعطائه فرصة الدخول فى الحياة السياسية كنوع من التكريم له.