عقب ساعات معدودة من دخولها حيز التنفيذ, بدت التهدئة التي تبلغ مدتها48 ساعة ابتداء من صباح يوم أمس والتي أعلنتها واشنطنوموسكو وتعهدت دمشق بالالتزام بها' متماسكة' أمس في مختلف أنحاء مدينة حلب بشمال سوريا, حيث عادت الحركة إلي الشوارع, بعد مرور حوالي أسبوعين علي تصعيد عسكري عنيف هناك. وأكدت مصادر عسكرية سورية أن مدينة حلب بأحيائها الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة والغربية الواقعة تحت سيطرة دمشق تشهد هدوءا كاملا باستثناء مقتل مدني واحد في قصف لفصائل المعارضة علي الأحياء الغربية, وأضافت أنه لم يتم تسجيل أي غارات جوية أمس, كما لم يتم سماع أصوات رصاص أو دوي قذائف هناك. وأوضحت المصادر أن الحركة عادت إلي شوارع المدينة التي قرر الكثيرون من سكانها فتح محالهم التجارية في الشطر الشرقي بعدما أغلقوها لأيام عدة تحت وطأة القصف, كما فتحت أسواق الخضار التي كانت تعرضت إحداها لغارات جوية أسفرت عن مقتل12 شخصا في24 من أبريل الماضي أبوابها أمس أيضا. وفي وسط سوريا, لقي10 مدنيين علي الأقل مصرعهم وأصيب40 آخرون بجروح في تفجيرين استهدفا بلدة قريبة من مواقع تنظيم داعش الإرهابي الذي سيطر أمس علي حقل' الشاعر' للغاز في محافظة حمص. وفي نيويورك, حذر جيفري فيلتمان مساعد أمين عام الأممالمتحدة وستيفن أوبراين رئيس العمليات الإنسانية التابعة للمنظمة ذاتها' من أن الهجمات ضد المستشفيات وعمليات الحصار, التي أدت إلي مجاعات في حلب, تمثل جرائم حرب ويجب أن يساق مرتكبوها إلي العدالة. وفي دمشق, نقلت وكالة أنباء' سانا' السورية الرسمية عن الرئيس بشار الأسد قوله في برقية بعث بها إلي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شكر فيها موسكو علي دعمها العسكري, إن بلاده لن تقبل بأقل من' الانتصار النهائي' علي مقاتلي المعارضة في مدينة حلب الشمالية وفي جميع أنحاء البلاد. ومن جانبه, أعلن محمد علوش المعارض السوري البارز أن جماعات المعارضة الرئيسية أنشأت قوة مهام ينصب دورها علي نزع فتيل التوتر بين الفصائل المتنافسة وللحيلولة دون اتساع نطاق الاقتتال فيما بينها في الضواحي الخاضعة لسيطرة المعارضة في دمشق, مؤكدا انضمام جماعته المعروفة باسم جيش الإسلام إلي هذه القوة الجديدة. وأضاف أن القوة المشكلة حديثا تضم عددا من أكبر الألوية التابعة لما يسمي ب'الجيش السوري الحر' مثل الجبهة الشامية وحركة نور الدين الزنكي وفيلق الشام وجيش المجاهدين وجيش الإسلام الذي يضم آلاف المقاتلين في صفوفه الكثير منهم يتم تمويلهم وتسليحهم من الخارج. وفي أنقرة, ذكرت مصادر أمن ووسائل إعلام تركية أن مدفعية بلادها قصفت منطقة خاضعة لسيطرة داعش في سوريا أمس, مما أسفر عن مقتل4 من عناصر التنظيم الإرهابي, وذلك ردا علي قصف صاروخي عبر الحدود أصيب فيه3 أتراك. وفي موسكو, أعلن إيجور كوناشينكوف المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية في مدينة اللاذقية السورية أن حوالي7 آلاف شخص من أكثر من50 جماعة مسلحة للمعارضة السورية انضموا إلي اتفاق الهدنة في سوريا. وفي لندن, كشف تقرير نشرته صحيفة' الجارديان' أن متعاقدين مع الحكومة البريطانية يديرون بشكل فعال المكتب الصحفي لمقاتلي المعارضة, لكنهم يخفون أي علاقة للمملكة المتحدة بها. وقالت الصحيفة إن الحكومة البريطانية تشن حرب معلومات في سوريا من خلال تمويل الحملات الإعلامية لبعض مجموعات المعارضين, وهذا التزام بما وصفه رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون ب'الحرب الدعائية' ضد' داعش'.