ورحل عاشق من عشاق اللغة العربية الكبار..رحل الإذاعى الكبير أمين بسيونى احد رواد الإذاعة المصرية في عصرها الذهبى خاصة صوت العرب التى جمعت هذه الأمة في يوم من الأيام..رغم انه تخرج فى قسم اللغة الانجليزية بآداب القاهرة فإن مشواره الحقيقى كان في دفاعه الشديد عن اللغة العربية لفظا وتاريخا وتأثيرا وقد وهب حياته للإذاعة المصرية منذ بدأ فيها مذيعا حتى كان رئيسا لاتحاد الإذاعة والتليفزيون ورئيسا لمجلس الأمناء وكان يتمتع بعلاقات عميقة مع كل الإعلاميين والإذاعيين العرب..ولا شك ان مشوار أمين بسيونى تنوع في مسئولياته وأدواره ما بين الإذاعة والتليفزيون خاصة عندما تولى رئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون فقد كان حريصا على ان يظل التليفزيون يؤدى دوره ورسالته كأحد مؤسسات القوى الناعمة في مصر رغم كل الأعباء التى تحملها وفى السنوات الأخيرة انسحب أمين بسيونى أمام ظروف صحية صعبة وان بقى حاضرا بدوره وتاريخه في خدمة الإعلام المصرى في كل المجالات مذيعا وصاحب فكر وإداريا ناجحا.. كثيرا ما دافع أمين بسيونى عن اللغة العربية وكان يحرص على ان تكون لها مكانة خاصة في أجهزة الإعلام ومنذ اختفى جيل أمين بسيونى امام الالتزامات الإدارية تراجع مستوى اللغة العربية في أجهزة الإعلام وتسربت اللهجة العامية إلى كل البرامج وأصبح من الصعب ان تجد مذيعا أو إعلاميا يتقن اللغة العربية..كان أمين بسيونى متابعا جيدا للأحداث الثقافية عربيا ومصريا وكان دائما يسعى لتقديم برامج مميزة في نوعيتها وتأثيرها ومع رحيل أمين بسيونى يفقد الإعلام المصرى واحدا من رموزه وتفقد الإذاعة المصرية جزءا عزيزا من تاريخها وتفقد اللغة العربية واحدا من عشاقها الكبار.. وقد ترك الراحل الكبير اثنين من الإعلاميين الكبار في الساحة هما تامر أمين وعلاء بسيونى وقد ورث الاثنان عن والدهما عشق اللغة العربية..كان أمين بسيونى رائدا من الرواد الكبار الذين جعلوا من الإعلام المصرى مدرسة في كل شىء في الأداء الجيد والمصداقية والرسالة وقبل هذا كله في الدور الثقافى و الفكرى الذى حافظ على تراث هذه الأمة لغة وتاريخا وفكرا. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة