تقرير جمال الكشكي: البداية: هي تاريخ ميلاد مرحلة جديدة لها قواعدها وقوانينها ورجالها.. أما النهاية: فهي محاولة طي أخر الصفحات الرسمية لنظام سابق.. وزمن ماضي له قواعده وقوانينه ورجاله أيضا. ما بين هذه البداية والنهاية يقف مشهد المزاج العام للمصريين حائر. .. متقلب.. متأثر.. يبحث عن طوق النجاة في حدث.. في قرار.. ربما في شخص الرئيس القادم ولان المهمة صعبة.. بات القرار أكثر صعوبة.. وصار من الصعوبة أن نعرف الي أين تتجه الحالة النفسية للمصريين قبل ساعات من تحديد المصير بداية قبل أن نتحدث عن تشخيص المزاج العام للمصريين في هذه المرحلة الحرجة فعلينا أن نعود الي الوراء لنؤكد مزاج المصريين تغير من المرحلة الناصرية عن الساداتية عن المباركية بمفاهيم حكمتها سياسات مختلفة صاغها رجال مختلفون وتحملها شعب واحد اختلف المزاج في المراحل الثلاث وايضا في مختلف المجالات في الفن والغناء والرياضة والثقافة والاقتصاد ربما نجا المزاج المصري وحاول التماسك متشبثا بروح الامل في المرحلتين الناصرية والسادتية لكنه لم يستطع التماسك في المرحلة المباركية التي نجحت في تشويهه وطمس معالمه وما أن بدأ يتعافي بعد ثورة25 يناير ضاعت منه خريطة الطريق فافتقد قرار أي الطرق يسلك؟ ولكن لاننا مقبلون علي خطوة فاصلة وتاريخية في مستقبل هذا الوطن وهي اختيار رئيس فلكي نعرف الي اين يتجه المزاج؟ فعلينا أن نقرا البعد النفسي ونرسم ملامح المؤثرات التي لازمته منذ قيام الثورة وحتي الان.. الحياة السياسية والمزاج العام قبل الثورة وبعد الثورة مختلف فحسب الدكتور أبراهيم مجدي حسين أستاذ الطب النفسي فالدراسات اثبت ان الثورات والكوراث الطبيعية والحروب والازمات الاقتصادية الكبري تؤثر تاثيرا كبيرا علي سلوكيات الفرد, وان المزاج العام للمصريين متوتر وقلق وخائف من التغيير وهذ الاحساس قطعا يؤثر علي أداء الناخب في تحديد مصيره واختيار رئيسه. في ظل هذه الاجواء يلوح في الأفق سؤال هام: زماذا حدث لنفسية الشعب المصري؟.. سؤال يجيب عليه بشكل واضح الدكتور يحيي الرخاوي أستاذ الطب النفسي, مؤكدا أن الشعوب والأخلاق والنفوس لا تتغير بين يوم وليلة, ولا تتغير بفعل فاعل, ولا تتغير بانتفاضة حق أو انفجار ثورة غضب مهما كانت إشراقاتها ووعودها, وبغض النظر عن دوافعها ومسارها, وأن تغيير شعب ما ليس مثل تغيير نقلات زفتيس السيارةس أو قنوات محطة التليفزيون. استسهال الحديث عن التغيير هو نفسه ضد التغيير, إن مجرد ذكر كلمة زالتغييرس هذه يشير إلي أننا في مواجهة عملية نمائية دائمة تحتاج وقتا يصل إلي عقود أو قرون, فهي ليست نقلة من نموذج ثابت جاهز إلي نموذج آخر ثابت جاهز أيضا, مهما كان الأول فاسدا قبيحا, والثاني واعدا مضيئا. بينما ينتقل بنا الدكتور احمد شوقي العقباوي أستاذ الطب النفسي الي تحليل المزاج العام في الربيع العربي, ووصفه بالإحباط والرفض الداخلي للقوي السياسية وبات مزيجا من الغضب الذاتي والإكتئاب.. هذه الوصفات النفسية من وجه نظر العقباوي هي حالة( تخمر) نفسي تنبئ بإنفجار لاسيما للفقراء ضد الأغنياء. الي ذلك نجد د. محمد المهدي أستاذ الطب النفسي يستبعد فكرة الحديث عن الشعب المصري ككتله واحده في هذه الأيام اذ تسببت أحداث وأخطاء كثيرة في الفترة الإنتقالية بعد الثورة في تفتيت الناس( ثوريين وغير ثوريين) الي طوائف وجماعات ومجموعات وأحزاب وائتلافات وتباينت الاهداف والتوجهات.