انه اقدم احتفال شعبى عرفه التاريخ منذ ما يقرب من خمسة الاف سنة .وكلمة "شمو" بالهيروغليفية تعنى عيد الخلق او بعث الحياة . واضيفت كلمة نسيم مع مرور السنين نظرا لاعتدال الجو فى هذا الوقت من السنة وما يصاحب هذا الاحتفال من الخروج الى الحدائق والاستمتاع بالطبيعة .و كان المصريون القدماء يقيمون احتفالا رسميا كبيرا بهذا العيد حيث كانوا يجتمعون امام الواجهة الشمالية للهرم عند غروب الشمس ليشاهدون ميلها غربا تدريجيا واقترابها من قمة الهرم و كأنها تستقر على قمته. وكان الفراعنة يتناولون نفس الاطعمة التى نتناولها اليوم فى شم النسيم كالبيض والفسيخ والخس والملانة وكان لها مدلول لديهم . فالبيض يرمز الى خروج الحياة من الجماد و كانوا ينقشون عليه الدعوات والامنيات بالوان مستخلصة من الطبيعة. ويتم وضع البيض الملون بعد فى سلال من زعف النخيل يعلقونها على الاشجار وشرفات المنازل لتحظى ببركات الالهة وتستجيب للدعوات.اما البصل فظهر على مائدة الاسرة السادسة وكان يرمز الى ارادة الحياة والتغلب على المرض حيث انهم اكتشفوا انه يعالج الكثير من الامراض المستعصية. والخس ايضا كانت له مكانة مهمة على المائدة عند الاسرة الرابعة و كان اسمه "عب" و يرمز الى اعادة ميلاد الحياة فى الربيع .كما كان قدماء المصريين يأكلون الفسيخ فى هذا اليوم فى عهد الاسرة الخامسة حيث كانوا يقدسون نهر النيل واعتبروه رمزا للخير والرزق وكانوا يعتبرونه مصدرا للخصوبة والبهجة المصاحبة لموسم الحصاد. والى جانب الفسيخ كانوا يأكلون الملانه وهى الحمص الاخضر، الذى كان يرمز الى قدوم الربيع. وقد استمر المصريون فى الاحتفال بشم النسيم بكل طقوسه من ايام الفراعنة وحتى اليوم.