لقد سمعنا من الكبار أن الرب قد خلق العالم، وخلق دوروبا، والفيلة والثعبان، وعاشوا جميعا جنبا إلى جنب. فى أحد الأيام سأل دوروبا الثعبان : لماذا فى كل مرة أشعر بحكة فى جسدى عندما تصلنى رائحتك، فأقوم بحك جسمى حتى تنزف الدماء منه ؟ أجاب الثعبان قائلا : عفوا أيها الوالد إنى لا أنفث رائحتى نحوك متعمداً. لم يجب دوروبا بشىء. وفى نفس هذا المساء قام بقتل الثعبان بعد أن ضربه بالعصا فوق رأسه. وفى الصباح سألت الفيلة دوروبا: أين ذهب الثعبان ؟ أجاب دوروبا قائلا : لست أدرى. لكن الفيلة أدركت أن دوروبا قتل الثعبان. فى المساء انهمر المطر غزيراً، واستطاع دوروبا السباحة فى البركة التى كونتها مياه الأمطار. وظل باقياً فى هذه البركة للعديد من الأيام. وخلال تلك الفترة انجبت الفيلة فيلا صغيراً. وشيئا فشيئا أخذت مياه البرك تجف عدا واحدة منها، كانت الفيلة الأم تذهب إليها للشرب، فبعد أن كانت الفيلة تأكل العشب تذهب للغطس فى مياه البركة وتعكرها. وعندما جاء دوروبا إلى هذه البركة كانت مياهها قد اتسخت وتعكرت، فلم يستطع الاغتسال والسباحة فيها. لهذا قام دوروبا ذات مرة بصنع سهم صرع به الفيلة. عندئذ قرر الفيل الصغير قائلا : دوروبا سىء، ففى البداية قتل الثعبان، والآن قتل أمى، وأنا لا أريد البقاء معه بعد ذلك. سوف أرحل ولكن أعيش معه. ورحل الفيل الصغير إلى مكان آخر حيث قابل الماساى هناك. فسأله الماساى : من أين جئت ؟ لقد جئت من هناك حيث يعيش دوروبا، فى تلك الغابة الواقعة هناك. إن دوروبا سيىء، فقد قتل الثعبان وقتل أمى. فسأله الماساى : هل حقا ماتقوله ؟ رد الفيل الصغير : نعم. إذن فلنذهب إلى دوروبا، إننى أريد النظر إليه. وذهبا معا إلى الغابة حيث يعيش دوروبا، ووجدا هناك أن الرب قد أدار كوخه حتى صار هذا الكوخ يواجه السماء مباشرة. بعد ذلك سمعا حديث الرب إلى دوروبا : أريد رؤيتك غدا فى الصباح. فلابد لى أن أخبرك بشىء ما. استمع الماساى إلى تلك الكلمات، وفى الصباح ذهب بنفسه إلى الرب وقال : هأنا قد جئت. فأمره الرب أن يحمل بلطة ويقوم ببناء حظيرة كبيرة للماشية خلال ثلاثة أيام، ثم قال الرب : وبعد ذلك تذهب إلى الغابة وتبحث عن طريدة صغيرة لأحد الحيوانات، وتذهب بها إلى القرية وتقتلها، ولا تقرب لحمها، بل اربط جثتها إلى الجلد، ثم احضر الحطب واشعل نارا بالقرب من الكوخ، وضع اللحم فوق النار. بعد ذلك، اختبىء بالكوخ، ولا تصبك الدهشة عندما تسمع بالخارج هرجا ومرجا وضوضاء كالرعد. فعل الماساى كل شىء حرفيا كما أمره الرب. فوجد فى الغابة طريدة صغيرة قام بقتلها، وربط جثتها بالجلد، ثم أشعل الحطب ووضع فوق ناره لحم الطريدة واختبأ بالكوخ. فى ذلك الوقت أنزل الرب من السماء شريطا طويلا من الجلد أمتد ليصل إلى حد ما فوق اللحم تماما. وعلى الفور مضت الماشية تهبط فوق قطعة الجلد، وكثرت أعدادها حتى فاضت بها الحظيرة وتكدست هناك، حتى حطمت الحيوانات من فرط ازدحامها الكوخ الذى اختبأ به الماساى. صار الماساى يصرخ من الخوف، واستطاع الخروج إلى الخارج بالكاد. وهناك رأى قطعة الجلد الممتد من السماء وقد إنقطعت وتوقف هبوط الماشية إلى الأرض. وقال الرب : أكفيك هذه الماشية ؟ فلن أمنحك مثل هذه الهدية بعد ذلك. ومنذ ذلك الوقت أصبح الماساى يرعى ماشيته. أما دوروبا فلم يحصل على ماشية، ومنذ ذلك الحين وهو يسعى للحصول على طعامه من خلال اصطياد الطرائد والفرائس. وفى أيامنا هذه عندما يرى الماساى ماشية تقع فى أراضى البانتا، فإنهم يعتبرون أنها ماشية مسروقة منهم أؤ عثر عليها البانتا بالصدفة. فيقولون حينذاك : هذه ماشيتنا، هيا نأخذها فالرب قد منحنا كل الماشية فى الأوقات الماضية.