دلت تقارير تجارة السلاح الدولية وتنامى المشتريات فى سوق السلاح العالمى على حالة انعدام الاستقرار وزيادة مستوى التوتر العسكرى والسياسى والاقتصادى فى الشرق الأوسط تحديدا وفى أنحاء العالم بوجه عام. فقد أفادت إحصاءات حديثة نشرها »معهد ستوكهولم الدولى لأبحاث السلام« أن الانفاق العسكرى فى العالم ارتفع خلال عام 2015 بعد 4 سنوات متتالية من التراجع. وقال المعهد فى تقريره السنوى حول الانفاق العسكرى فى العالم ان النفقات العسكرية زادت فى عام 2015 بنسبة 1% لتبلغ 1.67 تريليون دولار. وبوجه عام أشار معهد ستوكهولم لأبحاث السلام فى تقريره السنوى حول تجارة السلاح فى العالم إلى أن تجارة السلاح شهدت نمواً نسبته 14 بالمائة خلال السنوات الخمس الماضية. وأوضح التقرير أن هذا الارتفاع الذى تقف خلفه بالدرجة الأولى مشتريات وواردات السلاح بدول أوروبا الشرقية وآسيا والشرق الأوسط واكبه تباطؤ فى انخفاض الإنفاق العسكرى فى الغرب. ومثل كل عام تصدرت الولاياتالمتحدة قائمة الدول الاكثر إنفاقاً على التسلح إذ بلغت موازنتها العسكرية 596 مليار دولار. وتمثل هذه الموازنة تراجعاً بنسبة 42% عن موازنة عام 2014، مع الأخذ فى الاعتبار أن نسبة التراجع كانت أكبر من ذلك فى السنوات السابقة. وعزا سام بيرلو-فريمان الباحث فى المعهد التباطؤ إلى «النفقات الإضافية» فى ميادين القتال الخارجية والناجمة عن الحرب التى تقودها واشنطن ضد تنظيم «داعش». وقد جاءت السعودية فى المرتبة الثالثة خلف الولاياتالمتحدةوالصين متقدمة على روسيا. فقد احتلت الصين المرتبة الثانية بموازنة عسكرية قدرت ب 215 مليار دولار، تليها السعودية التى انفقت فى المجال العسكرى 287 مليار دولار متقدمة على روسيا التى بلغت موازنتها العسكرية 466 مليار دولار. وقد ارتفع انفاق العراق على التسلح بنسبة 35 % مقارنة بعام 2014. وأشار بيرلو إلى أن التوتر الناجم عن الأزمة الأوكرانية، رفع نفقات التسلح فى روسيا وأوكرانيا، كما رفعها فى بولندا بنسبة 22%، وليتوانيا بنسبة 33%، وسلوفاكيا بنسبة 17%، ما أدى إلى زيادة إجمالية فى الإنفاق على السلاح بنسبة 13% فى دول وسط أوروبا، فى ظل تراجع بنسبة 31% فى دول غرب أوروبا. وفى تحليل تاريخى لمنحنى الإنفاق العسكرى لهذه الدول الأربع الولاياتالمتحدةوالصينوروسيا والسعودية على مدى 10 سنوات (2006 2015) يظهر أن الموازنة العسكرية الأمريكية انخفضت بنسبة 4% بينما تضاعفت بالمقابل الموازنات العسكرية للدول الثلاث الباقية، إذ زادت الصين موازنتها العسكرية بنسبة 132% والسعودية بنسبة 97% وروسيا بنسبة91%. ووفق ما ورد بالتقرير فإن الموازنة العسكرية الفرنسية تراجعت من المرتبة الخامسة فى عام 2014 إلى المرتبة السابعة فى 2015 خلف بريطانيا والهند. وأظهر التقرير أن ألمانيا أنفقت نحو 39.4 مليار دولار على التسلح عام 2015، مما جعلها تتراجع من المركز الثامن إلى المركز التاسع، وحلت اليابان بدلا منها فى المركز الثامن حيث أنفقت فى العام نفسه 940 مليار دولار. وذكر التقرير أن إنفاق العراق على الأسلحة ارتفع بنسبة 35 % مقارنة بعام 2014. وبشكل عام تتجه الموازنات العسكرية للدول العسكرية الكبرى إلى الانحدار، ولكن بوتيرة أبطأ من السابق.