مع قرب امتحانات آخر العام تبدأ معاناة الأمهات مع أبنائها، رغبة منهن فى حصول الأبناء على نتائج مميزة كنتيجة لما تقوم به من مجهود نحوهم طوال العام الدراسى، ولأنها أيام مهمة وصعبة وتحتاج الى التركيز نجد الأبناء لا يهتمون بذلك ولا يفكرون الا فى اللعب فقط بل لديهم لا مبالاة غريبة وهنا تبدأ المعاناه الحقيقية للأم أثناء المذاكرة، فأتحدى أى أم أن تحافظ على هدوئها وثباتها الانفعالى ثناء المذاكرة مع ابنائها، فالطفل الذى يتعامل مع جميع الأجهزة الالكترونية باحتراف شديد يتحول الى طفل لا يستوعب أى شئ خاص بالدراسة، وتبدأ الأم بعبارات «أنت مستفز» ، «أنت غبى» الأمر الذى يزيد من حدتها وعصبيتها، وما بين شد وجذب تتركه الأم لعدم تركيزه وبروده مرددة «أنا تعبتب» .. والآن عزيزتى الأم.. هل وصلت لقرار التنحى عن المذاكرة مع أبنائك أم لم تستطيعى ذلك وضميرك مازال يؤنبك؟.. وقبل الاجابة تابعى معنا بعض الأساليب التى ربما تساعدك فى المذاكرة مع أبنائك، والتى لا ستعرض فيها ماتسببه أساليب الأهل فى المذاكرة وما تتركه من أثر سلبى على الطفل والأم أيضا، وهنا نوضح بعض المهارات أو الطباع الخاصة بكل طفل التى يمكن الاستفادة بها والتى تجعل أوقات المذاكرة أسهل وأكثر متعة.. د. محمد عز أستاذ طب الأطفال بكلية الطب جامعة المنصورة يقول: بالتأكيد هذه الأزمة لابد لها من حل ولكن بأسلوب مختلف بعيد عن العصبية والتوتر مع كثير من الهدوء، فالأبناء يحتاجون الى مساندة ودعم نفسى واحتواء، فمن الممكن انجاز الكثير مع أبنائك فقط باعطاء وقت للمذاكرة ولكن بدون عصبية او توتر، على الأم أولا ان تفهم طبيعة ابنها أو ابنتها حتى تبدع، فمن الثابت أن الأطفال يختلفون عن بعضهم البعض فى طريقه التعلم، فبعضهم يستخدم العين كمصدر أساسى للتعلم وبعضهم يستخدم الأذن وآخرون الحس والملامسة، أما النوع الأكثر صعوبو فهو المتعلم الحركى، وبالتالى عرفت الأم النمط التعليمى لأبنها فقد تعلمت مفتاح الفهم عنده، فالموضوع ببساطة هو معرفة الوسائل والحيل للوصول الى قلب وعقل ابنك أثناء المذاكرة والاستفادة من سلوكياته وتوظيفها بشكل سليم، للحصول على نتيجة مختلفة ترضيك كأم وتحبب الطفل فى وقت المذاكرة وجعله ممتعا له. فالطفل الذى يتعلم عن طريق البصر يستوعب بشكل سريع اذا كانت المعلومة على شكل صورة أو رسمة، فعلى سبيل المثال ان كنت تعلمينه الحروف الأبجدية فدعيه يرى الحرف على شكل صور وأشكال فهذه الطريقة مناسبة جدا له، لكن مذاكرة أو مراجعة ما تم استذكاره للحروف له من دون رؤيتها سوف يشكل له صعوبة وينساها بسرعة وهكذا. أما الطفل السمعى فهو يحفظ الحروف اذا كانت على هيئة أغنية يسمعها، حيث تعد هذه الوسيلة هى الأنسب له، أما الحسى فتعليمه من الأفضل أن يكون عن طريق ملامسته للأشياء قدر الامكان فاعطيه صلصالا وشكليه معه على شكل الحروف فانه يتعلم سريعا ولن ينساها أبدا، وستلاحظين مع مرور الوقت انه عندما يسأل عن الحروف فانه يحرك أصابعه كأنه يُشكل الحروف بالصلصال كما تعلمها. أما الحركى فهو أكثر طفل مظلوم لأن لا أحد يفهمه ودائما يتهم بالتشتت وفرط الحركه وعدم الجلوس أو الثبات فى مكان محدد، بينما هو يحب أن يتحرك أثناء المذاكرة لأن الحركة هى التى تذكره بالمعلومة، وبالتالى لو جلس فلن يستطع التركيز ولن يفهم الا القليل وسيُتهم انه يعانى من ضعف التركيز والتشتت وصعوبات التعلم. وهنا بعض النصائح السريعة التى يقدمها د.محمد لكل أم أثناء المذاكرة لابنائها بشكل عام وهى: - تذكرى دائما أن المذاكرة هى جزء بسيط من حياة ابنك وليست حياته، فلا تعطيها أكثر من حجمها الطبيعى، ودائما أغمريه بحبك قبل وأثناء وبعد المذاكرة لأنه يريد أن يشعر بحبك له فى كل الأوقات. - فاجئيه بحبك واهتمامك مع هدية بسيطة له أثناء أوبعد المذاكرة، حتى يصبح وقتها هو وقت المفاجآت السعيدة. - يجب أيضا اعطاؤه وقتا للراحة واللعب أثناء المذاكرة، ولاتضغطى عليه كثيرا لأنه من الممكن أن يكون ذلك آخر جهد له للاستيعاب ولن يستفيد بعد ذلك. - ممنوع أبدا الاهانة اللفظية او الجسدية (الضرب)، لأن ذلك يسبب مشاكل كثيرة نحن فى غنى عنها، ولكن الكثير من الألفاظ الجميلة والمزيد من القُبلات والأحضان هما الأنسب والأفضل لكما. أخيرا أنت أم مبدعة وابنك ليس غبيا ولا يعانى من صعوبات فى التعلم، ولكن هناك سوء تواصل بينكما، هو يريد منك أن تتواصلى معه باللعب والضحك والحب.. وهو يتواصل معك بالمذاكرة.