وسط استمرار أزمة الانقسام السياسى فى البرلمان، احتشد المئات فى وسط بغداد دعما لرجل الدين الشيعى البارز مقتدى الصدر الذى هدد بالدعوة لاحتجاجات واسعة إذا أخفق رئيس الوزراء حيدر العبادى فى إعلان تشكيل حكومة لمحاربة الفساد بحلول يوم غد. وقال المحتشدون فى ساحة التحرير: إن كثيرين آخرين سينضمون إليهم إذا لم يشكل العبادى حكومة خبراء للتعامل مع ما يعتبرونه فسادا مستشريا وسوء إدارة. وهتف المحتشدون وهم يلوحون بأعلام العراق «نعم نعم للعراق.. كلا كلا للفساد.» وقال رجل يجلس فى واحدة من الخيام التى أقيمت لحماية المحتجين من الشمس الحارقة «نحن نتظاهر بمبادرة منا لدعم السيد مقتدي.» وأصاب الخلاف بشأن تشكيل حكومة جديدة والتناحر السياسى والطائفى بشأن من يجب ضمه للتشكيل الحكومى السياسة العراقية، بالشلل. وقال العبادى إن الفوضى قد تعوق الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية الذى ما زال يسيطر على مساحات واسعة من الأراضى فى شمال العراق وغربه بما فى ذلك مدينة الموصل. وأصبح الفساد قضية رئيسية بعد أن انهارت أسعار النفط العالمية فى عام 2014، مما قلص ميزانية البلاد فى وقت تحتاج فيه إلى دخل إضافى لتغطية تكاليف الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد. وضم التشكيل الوزارى الأول الذى قدمه العبادى فى آواخر مارس الماضي، خبراء تكنوقراط مستقلين كان يأمل أن يتمكنوا من تحرير وزاراتهم من قبضة الجماعات السياسية المهيمنة التى أسست نفوذها وثرواتها على نظام من المحسوبية مستمر منذ الإطاحة بصدام حسين فى عام 2003. وكان الصدر قد دعا الرئاسات الثلاث فى العراق الى التنسيق بعقد جلسة للبرلمان وتقديم التشكيلة الوزارية المتضمنة المرشحين التكنوقراط المستقلين، وطرحها للتصويت خلال مدة أقصاها 72 ساعة، مع الإبقاء على اعتصام النواب داخل البرلمان وبإسناد شعبى لامثيل له. وقال الصدر فى بيان صحفى: «على رئيس الوزراء إعطاء مدة زمنية محددة لتصحيح مسار باقى العملية السياسية كالدرجات الخاصة والهيئات وغيرها، على ألا تزيد المدة على 45 يوما». وطالب الصدر فى بيان رئيس الحكومة باستغلال الدعم الشعبى وعدم الانصياع للكتل السياسية المنادية بالتحزب وعدم التوقيع على اتفاقيات مخالفة لرأى الشعب . على صعيد أخر، قتل 33 من عناصر تنظيم (داعش) الإرهابى بنيران عراقية وقصف لطيران التحالف الدولى فى مناطق متفرقة من محافظتى كركوك والأنبار شمالى وغربى العراق. وذكرت خلية الإعلام الحربى بقيادة العمليات المشتركة أن أكثر من 12 من (داعش) قتلوا بقصف لطيران القوة الجوية العراقيةجنوب غربى كركوك، مشيرة إلى طائرات (سوخوي) أغارت على مواقع الإرهابيين فى قرية (بشير) جنوب غربى كركوك، ودمرت مقرات وآليات داعش وسيارة نقل مفخخة.