واقعة الاعتداء على 5 أطفال فى مدرسة خاصة بمدينة نصر من جانب أحد أفراد الأمن العاملين بها، أثارت ردود فعل واسعة من جانب الأهالى خاصة أن الأطفال بعضهم فى سن 3 سنوات ومنهم طفلة. ومما يزيد من هول الواقعة أنها تكررت على مدى أيام، حتى اكتشفتها والدة أحد الأطفال بعد أن لاحظت كراهية ابنها للذهاب للمدرسة، ومحاولته التهرب منها سواء بالنوم أو البكاء. والسؤال هنا.. كيف نحمى أبناءنا قدر الإمكان من التعرض لهذا الموقف؟.. وكيف نكتشف تعرضه لمحاولة تحرش أو اعتداء؟ وكيف تتعامل الأسرة مع الطفل الذى ساقه سوء حظه لخوض هذه التجربة المريرة؟ الدكتورة صفاء إسماعيل أستاذة علم النفس بجامعة القاهرة تقول: طبيعة الحياة تجعل من المستحيل أن يظل الطفل تحت نظر والديه على مدار 24 ساعة يومياً فهناك المدارس والتمارين الرياضية والرحلات وغيرها.. ومن هنا فلابد من دقة الملاحظة من جانب الأهل خاصة الأم التى يجب أن تفحص طفلها جيداً عند عودته. فهناك 4 علامات رئيسية قد تكون أى منها مؤشراً لتعرض الطفل للتحرش وهى اختلاف طريقة ارتداء ملابسه أو وجود آثار غير طبيعية عليها أو ظهور علامات غريبة على جسده، وأيضاً تغير طريقة سلوكه وتصرفاته ورفضه الذهاب للمدرسة أو المكان الذى يتم فيه التحرش به. وتوضح خبيرة علم النفس أن كل العلامات السابقة قد تكون ناجمة عن أشياء أخرى وليس بالضرورة أن يكون هناك تحرش بالطفل.. ولكن من الضرورى الاطمئنان فى حالة وجود أى ملاحظة غير طبيعية حتى نحمى أطفالنا من التعرض للاعتداء الجسدى أو نستطيع تدارك الموقف سريعاً ومنع تكراره. وتقول الدكتورة صفاء يجب توعية الطفل بأن جسده ملك له فقط وليس لآخر، وهناك أغانى للأطفال مصحوبة بأداء حركى لها مصممة خصيصاً لتوعية الأطفال بهذا الجانب. وعن كيفية التعامل مع الطفل الذى يتعرض لتحرش أو اعتداء جنسى تشدد الخبيرة النفسية على ضرورة طمأنتهم وعدم توبيخهم أو إظهار الهلع الشديد أو عقابهم حتى لا يصابوا باضطراب ما بعد الصدمة الذى من علاماته أن يدخل الطفل فى نوبات بكاء هيستيرى ويبدأ فى الصراخ ويصاب بالهياج بشكل مفاجئ. .ومن المهم أيضاً طمأنة الطفل بعقاب مرتكب الفعل وأن ما حدث معه لن يتكرر، وشغل وقت الطفل بأشياء محببة لنفسه، مع محاولة تحويل الحدث من سلبى لإيجابى بمعرفة طبيب نفسي. الدكتورة منى سامى السبع استشارية الطب النفسى بجامعة عين شمس تؤكد أهمية وجود علاقة سوية وقوية بين الآباء وأبنائهم تكون بمثابة جسر ثقة وتسمح للأطفال بأن يشاركوا الوالدين أى تجارب والحديث معهم فى أى موضوع دون تخوف. وتنصح استشارية الطب النفسى بضرورة إعطاء الطفل معلومات تناسب سنه حول التعامل مع التصرفات الشاذة وكيفية حماية نفسه منها، وأنه لا يجوز أن يسمح لأحد بالاقتراب من مناطق معينة فى جسده وضرورة الإبلاغ عمن يحاول أو يقوم بمثل هذه الأفعال المشينة. كذلك ينبغى تربية الطفل على قضاء حاجته بمفرده، وإشعاره بالثقة، وعدم لومه على أى مضايقة يتعرض لها، وتفسيرها له على أنها حدث عارض لن يتكرر. وتقول الدكتورة منى إن وقائع الاعتداء على الأطفال تؤثر على سلوكهم وتصرفاتهم، وعادة ما يقوم الطفل بتمثيل التجربة التى تعرض لها، من خلال اللعب بأشكال معينة تحاكى ما حدث معه، ويظهر عليه علامات التوتر. وتقول إن معظم الآباء يقعون فى خطأ فادح عند تعرض أبنائهم للتحرش، بمحاولة إغلاق الموصوع نهائياً وعدم الحديث عن الجاني، فمن المهم أن يفهم الطفل أن من ارتكب معه هذا الفعل سيتم عقابه فالطفل لابد أن يشعر بالعدالة كمفهوم ينمى لديه الثقة فى المستقبل وهو ما يتحقق من خلال اتخاذ إجراء حاسم مع المعتدى وإطلاع الطفل عليه.