أصبح فن الإتيكيت حاجة اجتماعية ملحة فى جميع مجالات الحياة، فتقبل على تعلمه سيدات وفتيات من مختلف فئات المجتمع بينما تستمتع بدورات تعلم فن الإتيكيت الفتيات من سن الثالثة عشرة حتى سن الجامعة، لشعورهن فى هذا العمر بالنضج والقدرة على التعامل مع الآخرين، ومع تعلم هذا الفن تكتشف الفتاة أنها قادرة على إدارة المنزل وتحمل مسئوليته بالإضافة إلى فن التعامل والتصرف وإعداد المأكولات وترتيب المائدة وأدواتها. يقول د. رفعت الضبع أستاذ الإعلام وخبير الاتيكيت: إن فن الإتيكيت يعطى الفتاة كثيرا من الإدراك فى كيفية إعداد الأطعمة داخل المنزل بدلا من شرائها من الخارج وكيفية توفير النقود، والأشغال المنزلية والطريقة الصحيحة للمشى والجلوس والحديث.. الكثيرون ينظرون إلى الإتيكيت على أنه قواعد وأساليب تدعو للتقيد فى طريقة الكلام والحركة، لكنه فى الأساس فن الخصال الحميدة والمهذبة، والتعاليم الإسلامية تتشابه كثيرا مع قواعد الاتيكيت الحديث فلكل تصرف ما يقابله منها فى القرآن الكريم أو السنة. وترتبط قواعد الإتيكيت بآداب السلوك والأخلاق والصفات الحسنة، والنواة الأولى لتعلمه هو المنزل فمن يفقد فن التعامل مع أفراد عائلته، غالباً ما يتبنى أنماطاً سلوكية سلبية، وينتقل هذا النمط إلى خارج المنزل ويصبح أسلوب حياة مع الجميع، لذلك فإن الإتيكيت داخل المنزل ضرورى للتعود على أساليب التعامل فى أى مكان.. كما أن القدوة الحسنة العملية مهمة، فالأم التى تطلب من أولادها أن يحسنوا التصرف مع الآخرين عليها أن تكون قدوة لهم، وأن تمارس هذا الشىء داخل المنزل، فيسهل عليهم التصرف السليم خارج المنزل ومع الغرباء. ويضم هذا الفن مجموعة من القواعد والمبادئ منها «وضوح الصوت» عند الحديث فلا يكون مرتفعا أو منخفضا، مع عدم اللجوء الى الكلام المصطنع، وعدم الهمس لأحد فى أثناء الوجود فى مجموعة، عدم محاولة التعرف على أسرار الغير، التواضع مع الآخرين، حفظ أسرار الغير والحرص على ضبط النفس وعدم فقد الأعصاب بسهولة، عدم التحول من الكلام المهذب إلى الشجار عند مواجهة مشكلة صغيرة. يضيف د.الضبع: ليتعلم أطفالنا آداب الإيتكيت يجب تجنب الثرثرة واغتياب الآخرين أمامهم لأن مثل هذه الأمور تهبط بمستوى القيم التى يتبناها الأطفال، فضلاً عن أن الحوار داخل الأسرة واتباع أسلوب الإتيكيت فى الكلام والسماح للآخرين بالتعبير عن رأيهم دون مقاطعة مما يولد عند الطفل أسلوب حوار متميزا ولبقاً، مع مراعاة القواعد المتبعة فى المجتمع المحيط مثل نوعية الملابس وطريقة التصرف مع الجيران، كذلك من الممكن أن يعتاد الطفل فى سن مبكرة على استقبال الزوار، وعدم إزعاجهم فى أثناء فترة الزيارة، فهذا يزيد من كفاءته الاجتماعية، كما يمكن اصطحاب الأطفال فى بعض الزيارات للأقارب، وتعليمهم كيفية التصرف فى بيوت الآخرين والحفاظ على ممتلكاتهم. ولما كانت المرأة لها دور كبير فى التنشئة الاجتماعية باعتبارها صانعة الأجيال وخاصة بعد تبوئها مكانتها المرموقة فى المجتمع كان من الضرورى أن يتعاون الجميع معا مجلس النواب والحكومة مع المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية ومنظمات المجتمع المدنى فى تقديم التعليم والتثقيف والتدريب المستمر للمرأة على فنون ومهارات وأساليب الإتيكيت باعتباره ضرورة حياتية ونشر ثقافة الإتيكيت فى المجتمع حتى يتسنى له التقدم والارتقاء ويأتى نشر تلك الثقافة بالمجتمع عن طريق تدريسه كمادة فى جميع مراحل التعليم، كما يجب على المؤسسات الدينية أن تركز على الأخلاق، وعلى مجلس النواب المراجعة المستمرة للقوانين للتأكيد على أهمية الأخلاق كما يجب على الحكومة تقييم أداء العاملين على جميع المستويات وترقيتهم لشغل المناصب القيادية وفقا لحسن معاملتهم لأنفسهم وللآخرين. ويرى د. الضبع أن تقوم المؤسسات الإعلامية بدورها الفعال فى دعم الإتيكيت بزيادة المساحات للنشر عنه وأيضا الإعلام المسموع يجب عليه تخصيص برامج للإتيكيت، كذلك على الوزارات تدريب القيادات على فنونه، أما الجامعات ومراكز البحوث العلمية فعليها تشجيع الدراسات العليا فى مجال الإتيكيت والاستثمار الأمثل لنتائج البحوث والدراسات العلمية فى هذا التخصص، كذلك توفير المنح والبعثات العلمية وعقد الندوات والمؤتمرات والمسابقات، وعلى وزارة الثقافة تشجيع النشر وإصدار المؤلفات الخاصة به.