مرحلة الطفولة من أهم المراحل العمرية التى تؤثر فى تكوين الشخصية،و لذلك فإن التنشئة الاجتماعية السليمة للطفل يكون لها تأثير إيجابى ينعكس على سلوكه فى الكبر وفى علاقاته مع الآخرين فى مختلف مراحل عمره ،لذا فإن تدريب الأطفال على آداب السلوك -أو ما يعرف بالاتيكيت- منذ الصغر من أهم الحاجات النفسية الواجب إشباعها لضبط سلوكهم. حول هذا الموضوع ييحدثنا د.سيد حسن السيد الخبير الدولى للاتيكيت وآداب السلوك و المحاضر بالمراكز التدريبية المتخصصة قائلا : من اللافت للنظر فى الآونة الأخيرة تدهور أخلاقيات و سلوكيات الأطفال إما بسبب الأصدقاء المحيطين أو القنوات الفضائية التى تقتحم بيوتنا دون استئذان فتعلمهم دون رغبة منهم الكثير من السلوكيات السلبية، ولهذا يقع على عاتق الأسرة ووسائل الإعلام دور مهم فى حماية الطفل من هذه السلوكيات و توجيه سلوكه نحو الطريق القويم أو لنقل الطريق المقبول والمستحب وغير المرفوض من قبل الآخرين..ولتفعيل هذا الدور فإن "علم الإتيكيت التربوى" و ضع عدة قواعد وأصول سلوكية وجب اتباعها. فى البداية نقدم بعض النصائح و الإرشادات للآباء و الأمهات:-عندما يبدأ الطفل فى النطق والتدرب على الكلام يجب تعليمه اتباع آداب اللياقة والإحترام عند التعامل مع الآخرين و استخدام الألفاظ المهذبة مثل (حضرتك ، من فضلك ، اعتذر ، أشكرك)، وهى فى مجملها بسيطة ولكنها فى غاية الأهمية والتأثير فى حياته. -يجب الابتعاد عن ضرب الطفل و توبيخه عندما يقصر فى إتباع سلوك ما يكون لايعرفه أو لم يتدرب عليه بعد، بل يفضل لفت نظره لمثل هذا السلوك السيىء الصادر منه، وترغيبه فى السلوك السليم، وأفضل طريقة لذلك هى القدوة الحسنة أى أن يقوم الوالدان بنفس التصرف وبإلقاء نفس الكلمات فى مختلف الحالات- حالة شكر أو امتنان أو اعتذار- والتى يودان سماعها منه، فالطفل يقلد والديه وفى كل ما يصدر عنهما. -لا يجب التساهل فى الأمور التى تتطلب الحزم، لأن ذلك يفقد الوالدين سلطة التربية و التوجيه مثل (عبث الطفل بالنار أو الكهرباء). -الاهتمام ببناء الروح و العقل بجانب الجسد، وذلك بغرس القيم و الأخلاق فى نفس الطفل، كالصدق و الأمانة و الحياء واحترام الكبير و الصغير. - عندما يبلغ الطفل عامه السادس وهو ما يعرف -بسن التمييز- يجب حثه على أداء العبادات ففيها طهارة للروح والجسد و تقوية الإرادة. - لا يجب تلقين الطفل عبارات الجبن و السكوت عن الحق والرضوخ لأساليب التهديد، و حذارى من مناداته "بالكذاب" أو "الخواف" حتى لا ينشأ جبانا وضعيف الشخصية. -التنبيه عليه بضرورة الاستئذان قبل دخوله الى أى مكان وإلقاء التحية على الموجودين أو الرد على التحية فى حالة الدخول عليه. -تعويده ألا يجلس فى أى مكان قبل أن يجلس الكبار ، وعند الذهاب إلى الحدائق العامة يتم التنبيه عليه بعدم قطع الزهور و الأغصان و إلقاء المخلفات على الأرض حفاظا على نظافة المكان. -تدريبه عل حسن الإنصات للآخرين، و إذا اضطر لغير ذلك فليستأذن . - التدريب عل اتباع آداب تناول الطعام بعدم وضع كم كبير فى الفم دفعة واحدة، والحرص على عدم سقوط أى من أدوات المائدة على الأرض وإذا حدث يجب استبدالها. - حث الطفل على ترتيب حجرته حتى يتعود على النظام ، وكذلك اشراكه فى إعداد مائدة الطعام حتى ننمى فيه روح تعاونه مع أفراد الأسرة. أغانى إحياء.. "الضمير الأخلاقى" و يضيف د.سيد :أما عن وسائل الإعلام -المرئية أو المسموعة أو المقروءة- فلها رسالة سامية، فكما تتأثر بما يحدث فى المجتمع فهى تؤثر فيه أيضا إما بالإيجاب أو السلب وذلك وفقا لما تقدمه من موضوعات، لذا نقدم بعض النصائح التى يجب الأخذ بها للارتقاء بمستوى النشء وترسيخ آداب السلوك فى نفوسهم، أولا: التليفزيون أو –والفضائيات- الذى يعتبر من أهم العوامل الثقافية ذات التأير الفعال على سلوك الأطفال لذا يجب ان تتضمن البرامج المقدمة لهم المزيد من التوعية و التوجيه والإرشاد، ولايقتصر ذلك على الأطفال وحدهم بل يمتد لأولياء أمورهم المسؤولين عن تبصيرهم بقواعد و أصول التنشئة الاجتماعية السليمة بالابتعاد تماما عن استخدام الألفاظ غير اللائقة، و منع عرض الأعمال الدرامية التى تصور مشاهد العنف اللفظى و الجسدى، وكيفية ارتكاب الجرائم لأن ذلك تشجيعه على الانفلات السلوكى، أما فى علاج أغانى الأطفال فيراعى اختيار الكلمات والعبارات التى تحفز الطفل على ممارسة السلوكيات الحميدة -مثلما كان يقدم فى زمن الفن الجميل-، و ذلك لتأصيل معانى القيم الدينية و المبادئ الأخلاقية فى نفوس الأطفال و الارتقاء بسلوكهم، ولا سيما أن الفترة ما بعد سن التمييز وحتى سن الرابعة عشرة والتى يتكون فيها ما يسمى "بالضمير الأخلاقى".