دشن الرئيس عبد الفتاح السيسى وخادم الحرمين الشريفين أمس مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية بين مصر والمملكة العربية السعودية، وذلك فى قمتهما التى شهدتها القاهرة أمس. وفى الوقت نفسه شهد الزعيمان توقيع 17 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامجا تنفيذيا للتعاون فى المجالات كافة، وقد اتفقت الدولتان على تشييد جسر برى يربط بين البلدين، وذلك فى خطوة وصفها العاهل السعودى بالتاريخية، لما ستحققه من فوائد للبلدين. وأكد الرئيس السيسى أن زيارة خادم الحرمين تفتح صفحة جديدة على درب العمل العربى المشترك، وتضيف لبنة فى صرح العلاقات المصرية السعودية، لنسطر معا فصلا جديدا سوف يسجله التاريخ، وتذكره الأجيال القادمة. وقال الرئيس- فى المؤتمر الصحفى المشترك مع خادم الحرمين الشريفين- إن الزيارة تمثل انطلاقة حقيقية لمواجهة تحديات غير مسبوقة تهدد أمن واستقرار المنطقة. وشدد على أن مصر والسعودية تتحملان المسئولية أمام الأمتين العربية والإسلامية. وقال الرئيس إنه على الرغم مما تعانيه بعض الدول فى المنطقة من صعوبات وصراعات إلا أن هذه الزيارة تدفعه للتفاؤل بأن نعيد معا الاعتبار لمفهوم الدولة الوطنية الجامعة، وذلك للوقوف فى مواجهة التطرف والإرهاب، اللذين يقوضان الاستقرار، ويمثلان خطرا على مستقبل الإنسانية. وقال الرئيس : إن 90 مليون مصرى يرحبون بخادم الحرمين، الذى عرفوا فيه أخا محبا وداعما لمصر وشعبها. وأضاف: إن تقليدكم قلادة النيل أرفع الأوسمة المصرية اليوم هو تعبير عن مشاعر الإخاء والاعتزاز والمحبة التى يكنها لك المصريون يا جلالة الملك. ومن جانبه أكد الملك سلمان بن عبد العزيز أن البلدين هما حصن منيع للأمة، وفى تعاونهما بداية لعصر عربى جديد، وشدد على رفض المملكة لأى تدخل فى الشئون الداخلية لأى بلد. وقال إن زيارته مصر جاءت فى إطار تعزيز صرح العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين. وقد تضمنت اتفاقيات التعاون التى تم توقيعها أمس اتفاقيات لتعيين الحدود البحرية بين البلدين، وإنشاء جامعة الملك سلمان فى مدينة الطور، ومشروعات للإسكان والكهرباء، وتجنب الازدواج الضريبي، والاستخدامات السلمية للطاقة النووية والنقل البحرى ، فضلا عن 6 مذكرات تعاون فى مجالات الزراعة والتجارة والصناعة، ومكافحة الفساد، والعمل، و3 برامج تنفيذية للتعاون الثقافى والإعلامي. موافقة البرلمان شرط لإقراراتفاقية تعيين الحدود علم المحرر السياسى ل «لأهرام» أن اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين البلدين فى خليج العقبة، والتى وقعها أمس كل من رئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل وولى ولى عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، سوف تعرض على البرلمان للمناقشة، والتصديق عليها أولا قبل التنفيذ، كما علم أن لجانا فنية مصرية سعودية مشتركة ستبدأ أعمالها فى وقت لاحق، لبحث تنفيذ مشروع إنشاء جسر الملك سلمان.