الاندفاع والتهور فى معالجة قضية مهمة مثل قضية مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجيني، بناء على معلومات قد تكون مضللة أو غير دقيقة، سوف يصيبان العلاقات التاريخية القوية بين مصر وإيطاليا بضرر بالغ، وأن ملابسات الحادث غير المسبوق تقتضى معالجة الواقعة بحكمة بالغة وترو حتى الوصول إلى حقيقة ما حدث. كما شدد الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال استقباله أمس وفدا من الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلنطى الناتو على أن مصر تتعاون بالكامل وبشفافية تامة لكشف ملابسات مقتل الشاب الإيطالي، وتقديم الجناة إلى العدالة. ومن المؤكد أن مصر قيادة وشعبا تتفهم الألم الذى سببه هذا الحادث المؤسف للشعب والقيادة الإيطاليتين، فهو فى النهاية مواطن إيطالى ويتحمل رئيس الوزراء الإيطالى وحكومته المسئولية عن حياته، وعندما تتخذ قرارا ما فإنها مطالبة بشرحه وتفسيره للشعب ولأسرة ريجينى. ونأمل أن يقدم الوفد المصرى من أعضاء النيابة العامة والشرطة، المكلفين بالتحقيق فى الحادث، الموجودين حاليا فى روما، المعلومات التى تطالب بها الحكومة الإيطالية، وتكون مقدمة للوصول إلى حل لتلك القضية دون الوصول إلى مرحلة حرجة لا تتناسب مع عمق وعراقة العلاقات بين البلدين، ولا حجم العلاقات التجارية والاقتصادية التى تقدر بالمليارات. بالطبع حياة أى مواطن إيطالى أو مصرى لا تقدر بالمال ، ولكن مسيرة علاقات الدول لا تتوقف.. وتشهد تطورات كثيرة على مدى التاريخ، ولكن تظل الحكمة والقدرة على تجاوز الأزمات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين هما كلمة السر فى تجاوز الأزمة. لمزيد من مقالات رأى الاهرام