بينما يغادر القاهرة اليوم متوجها إلى روما، وفد من أعضاء النيابة العامة ورجال الشرطة، المكلفين بالتحقيق فى قضية مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى, أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى اعتزام مصر مواصلة تعاونها الكامل وبشفافية تامة مع الجانب الإيطالى للوقوف على ملابسات الحادث وتقديم الجناة للعدالة. ونوه الرئيس خلال استقباله أمس وفداً من الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلنطى«الناتو» باهتمام مصر بالكشف عن ملابسات اختفاء المواطن المصرى عادل معوض فى إيطاليا منذ أكتوبر 2015، معرباً عن ثقته فى أن العلاقات الثنائية الوثيقة والممتدة عبر التاريخ قادرة على التعامل بحكمة مع مثل هذه الحوادث الفردية وعبورها دون تداعيات سلبية على علاقات البلدين والشعبين الصديقين. ومن المقرر أن يستعرض الوفد المصرى برئاسة المستشار مصطفى سليمان النائب العام المساعد، ما توصلت إليه التحقيقات فى هذه القضية مع السلطات الإيطالية. من جانبه، أكد سامح شكرى وزير الخارجية، أن حادث ريجينى مؤلم وترك آثارا سلبية على علاقات مصر مع دولة مهمة مثل إيطاليا، لكنه حادث فردي، مؤكدا حرص القاهرة على توضيح كل الحقائق للجانب الإيطالي، وهو ما سيعرضه الوفد المصرى الذى يتوجه اليوم إلى روما. يأتى ذلك فى الوقت الذى هددت فيه إيطاليا، باتخاذ إجراءات «فورية وملائمة» ضد مصر، إذا لم تتعاون بشكل كامل فى الكشف عن حقيقة ملابسات مقتل ريجيني. وقال وزير الخارجية الإيطالية باولو جنتيلونى أمام مجلس الشيوخ الإيطالى إن الملف الذى أرسلته جهات التحقيق المصرية لإيطاليا فى أوائل مارس الماضي، كان يفتقد جزئيتين من بين خمسة عناصر طلبتها جهات التحقيق الإيطالية، وهما: بيانات مكالمات هاتف ريجينى المحمول، وصور فيديو تحركاته التى رصدتها كاميرات مترو أنفاق القاهرة. وقد رفض أحمد أبوزيد المتحدث باسم الخارجية، التعقيب على هذه التصريحات، التى وصفها بأنها تزيد من تعقيد الموقف. وقال المتحدث : إن الفترة الأخيرة شهدت تنسيقا بين الجانبين لمتابعة مسار التحقيقات، انتهاء بزيارة النائب العام الإيطالى إلى القاهرة منتصف الشهر الماضي، وتأكيد الجانب المصري، خلال تلك الزيارة، التزامه بالتعاون الكامل فى هذه القضية. وأشار أبوزيد إلى العلاقات القوية والمتشعبة والتاريخية بين البلدين على المستويين الرسمى والشعبى.