يمدحه الله في قرأنه الكريم " إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقرو" ، وقوله تعالي "من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولي فما أرسلناك عليهم حَفِيظًا" ، نعم حب الرسول محمد صلي الله عليه وسلم وتعظيمه الأدب وحسن الحديث عنه ، فالأدب معه أدب مع الله سبحانه وتعالي شأنه، إذ أن الأدب مع الرسول هو أدب مع المرسل سبحانه ، كما أن طاعة الرسول طاعة لله تعالي ، فلا يتصور محبته مع سوء أدب معه. ولما كان الأدب سلوكا يتعلق بأعمال الإنسان القلبية أو القولية أو الفعلية ، فكان الأدب مع النبي قلبيا يمثل رأس أنواع الآداب وأصله الإيمان به وتصديقه وحبه وتعظيمه وتوقيره وتفضيله صلي الله عليه وسلم عن جميع الخلق ، فهو كما وصف نفسه متحدثا بنعمة ربه عليه" أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر ، وأول من تنشق عنه الأرض ، وأول شافع وأول مشفع" ، وايضا تفضيله باستشعار الحديث عنه هيبته وجلالة قدره واستحضار مكانته ، فالقلب ملك الأعضاء فإذا كانت منزلته مستقرة علي تعظيم الحبيب ظهرت أثاره علي جميع الجوارح، و قولي فيما يتعلق باللسان دليل القلب ، فالمؤمن كما يتأدب مع رسول الله بقلبه يتأدب بقوله فهذا أمر الله للمؤمنين وعلامة من محبته ، فقوله تعالي "يا أيها الذين أمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم " وهذا باق ليوم القيامة فلا فرق فيما بين حياته وبعد وفاته عند كل ذي عقل سليم، و بعدم رفع الأصوات فوق صوته الشريف فهذا سبباً لحبوط الأعمال ، وبعدم ذكر اسمه فقط بل زيادة ذكر النبوة والرسالة لقوله تعالي " لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً" ، بالإضافة إلي الصلاة عليه كما أمر الله" إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " فهي دليلاً علي حبه والأدب معه، وثالثاً عملياً يتعلق بعمل الجوارح بتنفيذ شريعته والتأسي بسنته ظاهراً وباطنا بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهي عنه ، وشاهد هذا قوله سبحانه " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم " . فمن يدعي حب النبي صلي الله عليه وسلم فالأدب معه دليلاً وإلا تنطلق جوارحه بإساءة الحديث فاللسان مرآة للقلب والعقل والباطن ينطح علي الظاهر، فيحذرنا الحبيب رسول الله " إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ترتفع بها عند الله إلي أعلي الدرجات ، وقد تتكلم بالكلمة من سخط الله تعالي لا يلقي لها بالا ، تهوي بها في جهنم سبعين خريفا " و " ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه" و " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" و " هل يكب الناس علي وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم" ... فتأدب مع النبي فريضة ولجميع الأنبياء والرسل والصحابة والصالحين ، ورحمتك علي مصرنا من بشر فالوطن لا يتحمل أوجاعهم، وليكن درساً لمن يتجاوز جزاكم الله خيراً[email protected] لمزيد من مقالات محمد مصطفى حافظ