كتب:أحمد علي أعظم الآداب هو الأدب مع الله الواجب علي جميع العباد, وذلك باخلاص العباده له وترك عبادة ما سواه, والإيمان به وبكل ما أخبر به سبحانة وتعالي في كتابه العظيم وعلي لسان رسوله محمد صلي الله عليه وسلم. فالتأدب مع الله تعالي يورث الانسان ويكسبه حب الله ويعلي مقامه وترتفع درجته. يقول الدكتور مصطفي مراد أستاذ بكلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر أن الأدب مع الله هو علامة تعظيم الله وإجلال قدره وخوف العبد منه وحسن التوكل عليه والانابة اليه فهو شعبة كبري من شعب الإيمان وطريق المفلحين والصالحين فقد المح القرآن الكريم في قول الله تعالي( ذلك ومن يعظم شعر الله فإنها من تقوي القلوب) الحج32, فحسن الأدب مع الله له علامات ومظاهر منها الادب بالقلب فلا يفكر العبد فيما يغضب ربه ولا يتعلق قلبه بغيره ولا يسيء الظن في وعده, وأدب اللسان بان يحسن الثناء عليه ويشكره غاية الشكر ويحمده غاية الحمد, وأدب الجوارح بان توجد في مقام الطاعة وتفقد في مكان المعصية, فقد كان اصحاب النبي يخشون التلفظ كثيرا باسم الله وإنما يستخدمون صفاته وافعاله فيتحدثون عن دلائل قدرته ويبعدوا انفسهم عن اسمه المطلق خشية ان يخطئوا ومن هذا أنهم كانوا لا يحلفون بالله سبحانه وتعالي إلا في مقام الضرورة فعن النبي صلي الله عليه وسلم كان اذا اقسم قال والذي نفسي بيدي, وعن عمر بن الخطاب كان يقول لا والذي تقوم السماء والارض بامره, وهذا كله حفاظا علي الادب مع القادر عز وجل. واشار الدكتور مصطفي مراد إلي أن من ضمن علامات الأدب حسن الأدب مع كتاب الله فلا يوضع في مهانة ولا يذكر الابالتعظيم, فلا يقال سورة صغيرة ولكن يقال سورة قصيرة, وايضا من ضمن الأدب اذا تكلم العبد عن الحق سبحانه وتعالي بصفات الكمال والجلال فيجب ان يوصف بكل كمال وتنزيه عن كل نقص, بالاضافة الي ذلك الحياء من الله حق الحياء فيستحي العبد ان يراه الله علي معصية, فالأدب مع الله دلالة صدق وإيمان العبد وسبيل صلاحه وعماد فتح القلب للتوبة.