احتفالاً بيوم الثقافة الفلسطينية والذى تم اختياره يوم ميلاد الشاعر محمود درويش, عقد المجلس الأعلى للثقافة احتفالية بهذه المناسبة شهدها الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة، بحضور جمال الشوبكي سفير دولة فلسطين ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، والدكتورة أمل الصبان أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، والسيد منير الرجوب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة بفلسطين، ولفيف من كبار المثقفين الفلسطينيين والمصريين . قال النمنم إن فلسطين كانت ولا تزال تجمع المثقفين العرب, وأن الأرض العربية ولادة والثقافة العربية أول من نبه وحذر من المخاطر المحيطة بالأمة, كما أنها السلاح المعبر عن القضية الفلسطينية، وسوف تظل تدافع حتى تقوم الدولة الفلسطينية. وقال السفير جمال الشوبكي إن الاحتلال يعمل على طمس هوية الفلسطينيين وإحياء الأساطير الصهيونية مع العمل عسكريا وسياسيا ضد الفلسطينيين، لكن تبقى الثقافة السلاح طويل الأمد في تثبيت الهوية. وقالت الدكتورة أمل الصبان إن الثقافة الفلسطينية تلعب دوراً عظيماً في تجسيد الشخصية الوطنية, فهي إبداع يتجدد في ملاحم شعرية، وروائية، وقصصية، وفنية، ومسرحية، والعالم يحتفل كل عام في 13 مارس بيوم الثقافة الفلسطينية والذي هو يوم ميلاد شاعر الثورة محمود درويش، الذي خلدت أعماله تاريخ مقاومة وصمود شعب كان سلاحه الفن والكلمة، وكانت من أبرز كلماته "إننا في هذا اليوم، لا نملك إلا قوة الحياة في مواجهة موت القوة". القضية الفلسطينية محور مهرجان إسكندرية السينمائي أعقب ذلك الجلسة بحثية أدارها الدكتور صلاح فضل، وشارك فيها مراد السوداني الأمين العام للجنة الفلسطينية للثقافة والعلوم، والأمير أباظة رئيس الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، ومحمد شعير رئيس تحرير مجلة "عالم الكتاب"، وفائق جرادة رئيس الملتقى السينمائي الفلسطيني،أكد د. فضل أن فلسطين في قلب الشعب المصري ، وأن الثقافة الفلسطينية هي جوهر الثقافة العربية، متمنيا أن تسوى كافة المنازعات، فالانقسام الفلسطيني لا يخدم إلا العدو ويضر الهوية والثقافة الوطنية. وشدد الشاعر مراد السوداني على أن الثقافة الفلسطينية "مزروعة فينا كامتداد الزيت في الزيتون، فهي التي تمنحنا القدرة علي التماسك بالرغم من نزف حبرها الأخضر"،وأكد أن احتلال فلسطين أحدث شرخا في الذاكرة والوعي، وفي المكان والزمان، والتاريخ الاحتلالي يتعمد نفي الذات الفلسطينية وتبديدها وشرخها, " لذا نقول للكتاب في كل الوطن العربي: إننا ما زلنا على ذات شفة المنشد الواحد الذي يؤكد أن فلسطين لو سقط منها حرف واحد فلن تعود كما هي أمام النقيض الاحتلالي الذي تفنن في سرقة الهوية عبر سرقة التراث، لكنه لم يفلح في تغيير هويتنا، وما زلنا نحفظها فى كل زقاق ومخيم بالوطن والشتات, فنحن نؤكد لهم يوميا أننا نتناسل حدائق". وقال أمير أباظة إن فلسطين عرفت السينما في العشرينيات، مما يدلل على نهضة المشهد السينمائي مبكرا، ومما أسهم في التعبير عن مشاكل القضية الفلسطينية، وأكد أنه تقرر تبني القضية الفلسطينية في مهرجان إسكندرية السينمائي لتكون القدس في السينما العربية محورا أساسيا لهذا العام. ومن جهته أثنى فايق جرادة على احتضان مصر لمثل هذا الاحتفاء الثقافي، مؤكدا أن ذكرى ميلاد الشاعر الكبير محمود درويش لم تعن أبدا تميزا للشاعر عن أقرانه أو سابقيه ولاحقيه, إلا أن رؤيته الشعرية الإنسانية والوطنية والقومية التنويرية استطاعت أن تعطي الثقافة الوطنية بعدا جماليا ومعرفيا وإنسانيا يُفتخر به، وهو في ذلك يتكئ على كل الموروث الدفين للثقافة الوطنية والإنسانية مستلهما الأجمل والأنقى فيها، وأن يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية هو اعتراف حقيقي من قبل الشعب والقيادة الفلسطينية بدور كل المفكرين والشعراء والكتاب والموسيقيين والفنانين والمخرجين والمترجمين جميعهم، تقديرا لإنتاجهم المتنوع المليء بالإبداع والأفكار، فقد حملت الأجيال الراية دفاعا عن الهوية والشخصية الوطنية، وحموها بسياج إبداعاتهم. وعبرت الكاتبة عبلة الرويني عن انبهارها بأطفال فلسطين وإخلاصهم بالتعبير عن مشاعرهم النبيلة تجاه مصر، وأكدت أن أية محاولة متعددة الأبعاد لفك الارتباط بين مصر والقضية الفلسطينية هي محاولة لفك العروبة كلها، مؤكدة أن التشتت العربي دفعت ثمنه القضية الفلسطينية أكثر من غيرها، حتى أضحت القضية لا تتصدر الإعلام العربي كما سبق, ولكنها بقيت في القلب. وتضمنت الجلسة الثانية قراءات شعرية.وانتهت فعاليات اليوم بعرض فيلم (كما قال الشاعر) للمخرج نصري حجاج والذي استعرض فيه أعمال الشاعر الكبير محمود درويش.