بداية أسجل تحفظي علي الطريقة الدرامية لإقالة وزير العدل أحمد الزند ،وكان يمكن انتظارا لتغيير الوزاري المرتقب خلال أيام للاطاحة به ، عقابا علي « زلة لسانه القاتلة» ، فضلا عن ان علماء الدين أبرأوا ساحته من تهمة أزدراء الاديان ومن بينهم نائب رئيس الدعوة السلفية الشيخ ياسر برهامي ، ولكن لم تكن زله لسان الزند هي السبب الوحيد لاقالته العاجلة والمتعجلة ، وانما حديثا عن مقتل الشاب الايطالي ريجيني ، والذي مازالت تدعياته السلبية علي العلاقات المصرية الايطالية قائمة ، فماذا قال الزند ردا علي سؤال المحاور حمدي رزق- علي قناة صدي البلد «قال الجريمة كما هو متداول ومعروف ولاداعي لتكراره، حتي لايستفيد منه اللي بالي بالك ، يقصد جماعة الاخوان نعم تم تسليم تقرير الطب الشرعي للجانب الايطالي مثبت به كل شيء ،يقصد التعذيب- مستطردا مش ممكن نطلع تقرير مزور، لابد من اثبات ما هو موجود بالجثة ، وهنا سأله الاعلامي حتي لو كان الثمن سياسي ، فرد وزير العدل دون تدبر.. حتي لو كان الثمن أعلي من سياسي ؛ فلا يوجد شيء يبرر الكذب أو الخطيئة ؛ هذه تعبيرات الزند فقد جاءت مباشرة وصادمة تخلو من الحس السياسي أو تقدير العواقب ، خاصة انها جاءت بعد أيام من بيان الاتحاد الاوربي الذي ندد بما وصفه تعذيب الشاب الايطالي في مصر مستخدما لفظ اغتياله في ظروف غامضة ؛ وطالب السلطات المصرية بالتحقيق في مقتله والتعاون لكشف الجريمة وتقديم الجناة للعدالة ، ويبدو من تصريحات الزند الذي تحدث بصفته وزير العدل أن الجريمة بها شبهة سياسية ، وهوما يتماشي مع الشكوك الايطالية، فهي تصريحات تغذي غضب الجانب الايطالي وإصراره علي كشف حقيقة الحادث ،خاصة تصريحه العنتري حتي لو كان « الثمن أعلي من سياسي» أي ان الدولة يجب أن تتحمل نتيجة ما حدث ، فالروايات التي ترددها بعض الصحف الايطالية والغربية التي تتاجر بالحادث ، استندت منذ البداية علي تناقض بعض الروايات التي نسبت الي بعض قيادات وزارة الداخلية بأن وفاة ريجيني جاءت بسبب حادث سير ؛ وهي زلات ألسنة من مسئولين غير أهل للمسئولية ، قد تكلفنا الكثير ، وقد جاء ذلك تزامنا مع وقفات احتجاجية لنشطاء مصريين أمام سفارة أيطاليا بالقاهرة تحمل شعارات « لقد قتل ريجيني كما قتلنا نحن من قبل ؛ وفي ذات السياق قدم بعض النشطاء والاكاديمين المصريين شهادات مكتوبة لبعض الصحف العالمية تشير لتورط الشرطة المصرية في قتل ريجيني ؛ ثم بعد كل ذلك نلوم الجانب الايطالي الذي يبني شكوكه بناء علي ما نقدمه نحن ؛ .. لك الله يا مصر ؛ [email protected] لمزيد من مقالات مريد صبحى