ما العلاقة بين محاكمة رئيس البرازيل السابق لولا دا سيلفا، ومهاجمة روسيا فى حربها فى سوريا، والأزمة الاقتصادية التى تواجهها الصين؟ لإدراك العلاقة بينها يجب أن ندرك أن الدول الثلاث أعضاء فى منظمة ابريكسب (BRICS) هذه المنظمة تضم بالإضافة الى هذه الدول الثلاث، كلا من الهندوجنوب أفريقيا؛ ومنذ إنشائها فى عام 2009، ثم انضمام جنوب افريقيا لها فى عام 2010، تثير هذه المنظمة ودولها المعروفة بأنها أسرع نمو اقتصادى فى العالم، غضب الدول الصناعية الكبرى والمؤسسات المالية الدولية والشركات متعددة الجنسيات، لأنها محاولة جديدة من خمس دول من الدول النامية أو المتقدمة صناعيا حديثا، لأن تستقل فى قراراتها عن المؤسسات الدولية الكبرى وتصبح يوما ما منافسة لها. لذا كان لابد أن ينكسر هذا التحالف بعد أن أصبحت قوة مؤثرة؛ تماما كما فعلت الدول الكبرى مع تحالف دول عدم الانحياز فى الماضي، وغيرها من تحالفات الدول الصغيرة التى تتوق لأن تستقل بقراراتها الاقتصادية والسياسية. فى وقت قصير تمكنت دول بريكس من التأثير على العالم؛ فهى تملك معا 40% من سكان الكون، ويمثل إنتاجها معا 20% من إجمالى الناتج المحلى العالمي، وتوقع خبراء الاقتصاد أن تصبح البرازيلوالصينوالهندوروسيا معا أكبر خمس اقتصادات فى العالم مع حلول عام 2050 على نفس المستوى مع الولاياتالمتحدة. كان رؤساء الدول الخمس يلتقون سنويا، لبحث الاندماج فى الأسواق والتعاون الدبلوماسي. بالإضافة الى امتلاكها مصادر ثروات كبرى منها البترول. وفى 2015 قررت القمة السادسة لدول البريكس إنشاء بنك تنمية جديد ومجمع لاحتياطى النقد الأجنبي، ليكونا بديلين عن صندوق النقد والبنك الدوليين حيث لا يوجد تمثيل للدول النامية ولم يعد يمثلان مصالحها، وسوف يعمل البنك الجديد على تنمية وتمويل البنية التحتية ومشروعات التنمية المستديمة فى دول البريكس والأسواق النامية. هنا دق ناقوس الخطر. وأصبحت البريكس خطرا على المؤسسات المالية الدولية والقوى الصناعية الكبرى والعظمي. وكان لابد من وضع نهاية له. فتورطت روسيا فى حروب الشرق الأوسط خاصة سوريا لتعود الحرب الباردة من جديد مع الولاياتالمتحدة وأوروبا؛ وشهدت الصين فى العام الماضى تباطؤا اقتصاديا كبيرا أثار مخاوف من عدم قدرتها على تجاوز هذه الأزمة سريعا، والآن جاء الدور على البرازيل ورئيسها السابق لولا دا سيلفا، أحد مؤسسى البريكس. ليتلقى الضربة القاضية فى أهم مصادر قوته وهو البترول وشركة بتروبراس، التى نشأت لتكون أهم شركة تعمل فى حقول البترول فى البحر، فى أكبر اكتشاف للبترول فى القرن الحادى والعشرين. واستمر فى التعاون فى هذا المجال مع الصين. كان لابد للدول الكبرى أن تتحرك لتمنع هذا التوجه. ولقد كشفت أوراق ويكيليكس كيف كانت تتجسس وكالة الأمن القومى الأمريكية على رئيسة البرازيل الحالية ديلما روسيف وعلى كبار مسئولى شركة بتروبراس، لتعلن عن فساد كبير بين المسئولين فى الشركة وكبار مسئولى شركات البناء البرازيلى وبين السياسيين من حزب العمال الحاكم. وكان الهدف هو الرئيس السابق لولا دا سيلفا، وكيف يجب تشويه صورته. كان يجب معاقبته لمحاولته التطاول على الكبار، ومنعه من الترشح لرئاسة البرازيل مرة أخرى كما كان متوقعا فى عام 2018. يصف العديد من المحللين السياسيين ما حدث مع البرازيل بالعرض الهوليوودي. أو إعادة لما حدث فى تشيلى عام 1973، وبالتالى ضرب البرازيل التى تعتبر أكبر سابع اقتصاد فى العالم. ومعها كل أحلام الدول النامية فى العالم. ولكن السؤال الأن هو: هل تقبل الشعوب اليوم هذا التدخل؟ لمزيد من مقالات ليلى حافظ