غطت قضايا التعليم والأمية واللغة العربية والإرهاب فى المنطقة العربية ودور وتأثير الإعلام والفن والثقافة فى مواجهتها على جميع المواقف والآراء حول القضايا المختلفة المطروحة وفرضت نفسها بقوة على مناقشات ولقاءات المشاركين فى افتتاح مبنى المقر الجديد للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الإلكسو" بتونس. وعلت الأصوات لتؤكد أن فشل جميع الأنظمة التعليمية فى الدول العربية دون استثناء فى السنوات الماضية نتج عنها انتشار الأمية والإرهاب وضعف اللغة العربية وأن الإعلام والفن شاركا من خلال معالجتهما غير المهنية والموضوعية فى عدم بروز المبدعين والموهوبين ومجتمع المعرفة فكان الإرهاب الناتج الوحيد والسبب الرئيسى فى تدمير المجتمع العربى والاسلامى وصورته فى الخارج. وجاءت كلمات الرئيس التونسى الباجى قائد السبسى السريعة والقصيرة للحاضرين ليؤكد أن كسب رهان محاربة الإرهاب يتحقق بصفة جذرية من خلال كسب الرهان الثقافى وأن المجتمعات العربية تواجه هذه الظاهرة بانتصارات وصفها بالكبيرة وأن الوحدة العربية قادرة على القضاء على الإرهاب وتطوير وتنمية شعوبها وأن تونس دولة عربية إسلامية لغتها العربية. ثم واصل الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربى المشهد مؤكدا أهمية الوحدة الثقافية باعتبارها عاملا أساسيا فى وحدة شعوب المنطقة العربية لمواجهة خطر التطرف الدينى والفكرى ومكافحة ظاهرة الإرهاب المتنامية ودعا إلى وجوب إصلاح منظومة التعليم بالوطن العربى وتطويرها والعمل على القضاء على الأمية من أجل بناء أسس دول حديثة ومتماسكة وصنع المستقبل الزاهر. وأشار إلى أهمية حماية اللغة العربية والمحافظة على ثقافتنا وانتصار العقل والهوية العربية والتنوع فى المنطقة وضرورة الاهتمام بالتفكير العلمى والمنهج العلمى فى العلوم والآداب والارتقاء بالعاملين فى المنطقة العربية مثل المنظمات العالمية. ووصف الدكتور عبدالعزيز التويجرى المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الايسيسكو» المرحلة التى تعشيها المنطقة العربية حاليا بالحرجة والمليئة بالتحديات والأعباء الكثيرة ولكنها قادرة على النهوض والخروج من الأزمات المتلاحقة التى تحاصرها بقدر أكبر من وحدة الصف والهدف بالعزيمة ونفاذ الرؤية. بينما رصد الدكتور عبدالله محارب المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الإلكسو» العديد من النقاط الرئيسية والسبب الرئيسى فى العديد من الأزمات التى تواجهها حاليا الدول العربية وتتمثل فى تهميش العملية التعليمية وغياب الاهتمام بها منذ عقود طويلة والتى أحدثت ضررا مباشرا للإنسان العربى والذى صار مهمشا مهدورا حائرا بين حاضر مرتبك ومستقبل غائم الآفاق. وأشار إلى أن هناك قضية كبرى وهى اللغة العربية والمحافظة عليها ونشرها وتحبيبها إلى القلوب الناشئة لأنها لب وحدتنا الثقافية والحصن الحقيقى الذى يجمع العرب من المحيط إلى الخليج بالإضافة إلى قضية الأمية حيث يضم المجتمع العربى نحو 14 مليون طفل محرومون من التعليم ويمكن تحويلهم بكل بساطة إلى مشروع إرهابى وأن تقديرات المرصد العربى للتربية عام 2015 تؤكد أن هناك 54 مليون أمى وأمية من الفئة العمرية البالغة 15 عاما فما فوق منهم 6 ملايين من فئة 15- 25 عاما أى بنسبة تتجاوز 11 % من مجموع الأميين وأن هذا العدد عام 2024 سيتزايد بشكل مخيف إذا لم يتغير حال الوضع التعليمى فى جميع الدول العربية. وعن المنظمة ودورها أكد الدكتور محمد الطناحى أن منظمة "الإلكسو" متخصصة تعمل فى نطاق جامعة الدول العربية وتعنى أساسا بتطوير مجالات التربية والثقافة والعلوم على المستويين الاقليمى والقومى بالتنسيق مع الجامعة العربية وقد أنشئت بموجب المادة الثالثة من ميثاق الوحدة الثقافية العربية وتم الإعلان رسميا عن قيامها بالقاهرة 25 يوليو 1970 والغاية من الإنشاء كما جاء فى دستورها هى التمكين للوحدة الفكرية بين أجزاء الوطن العربى. وشارك من مصر وفد كبير ضم وزير الثقافة حلمى النمنم ووزير التربية والتعليم الدكتور الهلالى الشربينى والدكتور حسام الملاحى رئيس قطاع العلاقات الثقافية والبعثات بوزارة التعليم العالى ممثلا عن الدكتور أشرف الشيحى وزير التعليم العالى والبحث العلمى والسفير محمد العرابى والسفيرة مشيرة خطاب والسفيرة ميرفت التلاوى وعدد كبير من رؤساء ومديرى التحرير الصحف المصرية والفنانتين سميحة أيوب ولبنى عبد العزيز.