ويستمر العطاء والتضحية من أجل الوطن ويستمر نزيف الدم ليروي شجرة الحرية والكرامة والاستقرار ، شهيدان جديدان من أبناء محافظة الدقهلية ينضمان إلي سجل الخالدين أثناء مواجهة العناصر الإرهابية المارقة في سيناء وخلال أداء الواجب المقدس ، جادا بروحيهما دفاعا عن تراب مصر وأمنها في شجاعة وبسالة منقطعة النظير. الشهيد البطل نقيب شرطة محمود محمد حسن الحديدي 27 عاما إبن منشأة عاصم مركز منية النصر ، والشهيد مجند محمد العربي السيد الدكروري 21 عاما ابن عزبة البقري مركز شربين وقد ارتقيا إلي ركاب النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقا . في قرية منشأة عاصم عم الحزن كل الأرجاء وتهافت الأهالي من القري المجاورة للمشاركة في تشييع جثمان الشهيد البطل بحضور مدير أمن الدقهلية اللواء عاصم حمزة. وبصوت تكسوه عبرة الألم ومرارة الفاجعة تحدث والد الشهيد محمد حسن الحديدي مدير الثقافة بمحافظة دمياط سابقا : الحمد لله علي قضائه، محمود كان عيني وفلذة كبدي وبارا بوالديه وحنونا مع إخوته وأصدقائه، كان ابن موت كما يقولون، فقدت والدي قبل يومين واليوم ابني حيث اتصل الشهيد محمود بي لتعزيتنا في جده وفضل أن يستمر في خدمته وعمله الوطني وإن كانت مشاعره معنا لم تنقطع لحظة، أما والدته فقد أصيبت بهستيريا بعد أن عرفت بموت محمود، خاصة وأنه كان يرتب أوراق العمرة بمرافقتها وأوشك علي إنجاز جوازات السفر في رحلة لم ولن تتم، مؤكدة أنه كان بارا مطيعا لطيفا مع كل أفراد الأسرة، وخاصة شقيقه الأكبر أحمد وهو نقيب بالقوات المسلحة، وأخيه الأصغر إبراهيم الطالب بكلية الفنون التطبيقية . ويقول محمد البدوي صديق الشهيد وهو ينزف ألما وحزنا : محمود طول حياته عاشق لتراب مصر وكان يتمني أن يكون ضابط شرطة علي الرغم أنه حصل في الصف الثاني الثانوي علي 96% ، ودخل الأمن المركزي ثم انتقل إلي بلقاس قبل أن يذهب في مأمورية في شمال سيناء ، كانت حياته نسمة أمل وضحكاته تعلو وجهه دائما ، ورفض أن يطلب نقله من سيناء وقال البلد تحتاجنا ، وعندما كنا نلح عليه للزواج كان يردد حرام أظلم بنات الناس وتحصل علي لقب أرملة وأولادي علي لقب أيتام . وفي عزبة البقري بمركز شربين كان هناك حزن آخر بلون الشهادة أيضا حيث ودع الأهالي جثمان الشهيد محمد العربي السيد الدكروري 21 عاما الذي لقي مصرعه مع ثلاثة مجندين وضابط في عملية إرهابية بشمال سيناء. والشهيد حاصل علي مؤهل متوسط وغير متزوج ووالده فلاح عمره 61 عاما ووالدته ربة منزل عمرها 50 عاما ولديه ثلاثة أشقاء، وكان ينتظر إكمال فترة تجنيده لمساعدة والده وإكمال ترتيبات الزواج ، وقرر محافظ الدقهلية حسام الدين إمام إطلاق اسمه علي مدرسة الشيخ سميط الابتدائية تخليدا لذكراه .