استوقفنى ماكتبه أ. أحمد البرى عن معدية لم يستكمل بناؤها رغم مرور عامين على بدء تجديدها, وأقول إننى أيضاً تألمت لانهيار كوبرى الجامعة بالكوامل بسوهاج الشهر الماضى قبل استخدامه، قد سبق هذا الأمر حدوث تصدع بمنطقة «الثلاث كباري» بمدينة سوهاج بعد افتتاحها بأشهر قليلة.. نعم تأثرت بما كتبه عن معدية «الشيخ سند» بالقليوبية والتى تفرق دمها بين القبائل إذ تجاهلها المحافظ السابق الذى تمت ترقيته للإسكندرية، ولم يرد وزير التنمية المحلية ولا مصلحة الرى بالزقازيق، فى الوقت الذى لا يتكلم فيه المقاول ولا يسمع بل إنه مستمر فى هدم المعديات جميعها الصالحة للعمل والمتوقفة أيضا !! كما أن عملية الهدم تجرى بسرعة الصاروخ وأما البناء فلم يضارع سرعة السلحفاة ناهيك عن أخطاء التصميم والقطع المتكرر لكوابل التليفونات وتجمع القمامة.. إنه الفساد الصارخ، والعجيب أن الحكومة وجميع المسئولين يتجاهلون الرد على هذه المشكلة العجيبة. ولقد عدت بالذاكرة إلى عام 1951 الذى شهد إنشاء كوبرى أخميم سوهاج على النيل والذى قام الألمان ببنائه من الألف إلى الياء، وكنت فى العاشرة من العمر ومع ذلك لمست العمل المخلص الدءوب والمتواصل بالليل والنهار فى ملحمة رائعة مازالت محفورة فى الذاكرة والوجدان، وليس هناك أى وجه للمقارنة بين الماضى والحاضر بكل أسف، وانتهى العمل فى إنشاء الكوبرى خلال ثلاثين شهرا وبتكلفة بلغت مليونين من الجنيهات فى عهد الوزير المهندس عثمان محرم الذى ترك بصمات أخرى كثيرة فى مختلف المحافظات علما بأن هذا الكوبرى يعمل بكفاءة تامة حتى اليوم. إننى أنضم إلى محرر «بريد الأهرام» فى مطالبته بالتدخل العاجل من الجهات المسئولة، مع محاسبة المسئول الكبير لمرءوسيه الذين يخفون عنه حقيقة مايحدث من أبواب الفساد والمجاملات والواسطة والمحسوبيات التى تسببت فى العديد من الكوارث والمصائب التى حلت بالمجتمع ويجب أن يكون العقاب معلنا ورادعا ليكون المتسبب فى هذه المهزلة عبرة للآخرين. د. عز الدولة الشرقاوى سوهاج محرر «بريد الأهرام» : مايثير الدهشة أنه لا أحد من المسئولين يرد على مانشرناه عن هذا التسيب والفساد على مدى عامين، وبالطبع فإن المسئول لا يقرأ، ولا يبلغه مكتب الإعلام التابع له بما تنشره وتذيعه وسائل الإعلام، ويبدو أن فلسفة الصمت هى التى يتبعها المسئولون للتغطية على حالة التردى والإهمال، لكننا لن نسكت أبدا على هذا التسيب الواضح، فالمقاول المكلف بتجديد المعديات على هذا المصرف التابع لمنطقة رى الزقازيق، سريع الهدم للمعديات حيث يأخذ منها الحديد القديم ويبيعه لمصلحته، ويترك المعدية بلا بناء لعدة سنوات، والويل كل الويل للأهالى والسكان إذ أن المعدية هى المنفذ الوحيد لهم، وهم يذوقون الأمرين، ولا يجدون من يستمع إلى صرخاتهم،.. إن معدية زاوية الشيخ سند رصدتها عدسات الصحف، وسجلتها كاميرات التليفزيون بقنواته الفضائية، ومع ذلك لا يتحرك أحد.. لا محافظ القليوبية السابق، ولا الحالي، ولا وزير التنمية المحلية، ولا وزير الري.. فبماذا نسمى ذلك ؟.. وإلى أى أساس يستند المقاول فى تماديه وفساده..؟ إن مايحدث بشأن تجديد معديات هذا المصرف يقتضى التحرك العاجل وإنى أتساءل : أين أعضاء مجلس النواب عن دائرة شبين القناطر من هذه المعدية وأمثالها، وهم يعلمون كل شيء عنها منذ أن زاروها فى أثناء حملاتهم الانتخابية، لدرجة أن أحدهم قال إنه سيبنيها على حسابه، فى مجرد استعراض انتخابي، ثم إذا به «فص ملح وداب».. فهل يعقل هذا ؟.