مقترح "المناهضة الثقافية للممارسات الثأرية" الذى تقدم به زميلنا الصحفى "أحمد سعد جريو" وعضو لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة،ولقى قبولا وترحيبا بالفكرة من قبل المجلس يؤكد المواطنه لدى هؤلاء الشباب المهمومين بقضايا بيئتهم،ومقترح الزميل نابع من بيئته الصعيدية التى نشأ فيها ورأى بنفسه الثار وهو يقصف عمر الشباب فى قرى بلاده التى تعانى من موروث الاخذ بالثأر عبر الأجيال والعصور ويرى الزميل جريو ان المرأة للاسف هي المحرض والمشجع والدافع للشباب على ممارستها، فيقعوا ضحايا لهذا الموروث الثقافى المتخلف. فهم إما جناة يعاقبون على جرائمهم فى السجون وإما هاربون من القانون وإما مجنى عليهم مقتولين. وفى ظل ما يراه الزميل من تقاعس من قبل مؤسسات الدولة المختلفة التى لا تقوم بواجباتها نحو هذه البيئة.. إما خوفا من المخاطر التى قد يتعرض لها أبناء هذه المؤسسات، أو أنه ليس هناك رغبة حقيقية فى تنمية هذه البيئات لأن المستفيدين من هذه الصراعات كثر. حيث تنمو زراعة المخدرات وتجارة السلاح بها... وأن مؤسسات الدولة خاصة الثقافية والتعليمية منها ليس لديها رؤية واضحة لتنمية هذه القرى ثقافيا وتعليميا. فقد اخذ على عاتقه نشر ثقافة تنويرية لمناهضة الثأر الذى يحصد اعمار الشباب ويوشحها بالسواد ويجعل بيئتها ملجأ امنا للإرهابين وهي المصدر الأساسي لكوادره المقاتلة، فإن الشاب الذى أعتاد على سفك الدماء هو هدف سهل ومتميز لمن يريد زعزعة الأمن، فهو المنفذ للعمليات الإرهابية وفي نفس الوقت البيئة الثأرية هي مصدر أساسى لتجارة السلاح المستخدم في الإرهاب فكلاهما وجهان لعملة واحدة ، وتهديد أمن الآمنين. فالشاب في هذه البيئة اعتاد على سفك الدماء وعليه من الأحكام ما يقتله أو يبقيه بقية عمره خلف القضبان.. وهناك من يؤجر بالمال، بالتالي فلا شىء لديه يحافظ عليه، لذا فأن الاهتمام بالبيئة الثأرية ثقافيا هو فى الواقع اهتمام بالأمن والسلامة للوطن والمواطنين. ويعتمد مقترحه على الثقافة والأدب والفنون التى تعمل على تحريك المشاعر الإنسانية والدينية والوطنية لدى شباب القرى ذات الطابع الثأري من سن 15 إلى 40 سنة، للإبتعاد عن ثقافة الأخذ بالثأر والتى تنتشر ايضا فى وجه بحرى على ان تبدأ المبادرة بمحافظة قنا تحت رعاية محافظها حيث انها اكثر المحافظات الثأرية تليها محافظات: أسوان - الأقصر - - سوهاج - أسيوط - المنيا - مطروح - سيناء - المنوفية – الشرقية والمقترح المطروح والذى لقى استحسانا من لجنة الشباب بالمجلس الاعلى للثقافة من الممكن فى الوقت الحالى ومع التطور التكنولوجى وتأثير مواقع التواصل الاجتماعى فى تغير مفاهيم الشباب ،ان يلاقى قبولا واستجابة من شباب المحافظات الثأرية لو بذلت الجهات المعنية كوزارات الشباب والرياضة،والثقافة،والتعليم،والازهر،واتحاد القبائل العربية ،و أعضاء مجلس النواب ،و لجنة المصالحات الثأرية،والإعلام ،والفنانون والأدباء والشخصيات العامة ،والمحافظون ، جهدا وأخلصت النية فى حماية البلاد والعباد من مفهوم الاخذ بالثأر الذى يزعزع الأمن العام ،ويساعد على نشر تجارة السلاح ،واستغلال الشباب فى الاعمال الارهابية. لمزيد من مقالات سعاد طنطاوى