«آمال» ليست حالة للإهمال الطبي ولكنها جرس إنذار علي مسئولي الصحة التوقف عنده والحساب لكل مخطئ ومقصر وجاهل في عمله، جرس إنذار لوزير الصحة ونقابة الإطباء حتي لا يصبح الغلابة من خلق الله في بر مصر ضحايا لجهل أطباء لا يحملون من الكلمة سوي اللقب. 60 يوماً عاشتهم «آمال أمين فهيم» تعاني من الآلم ليس لإصابتها بمرض خطير ولكن لأن الطبيب الذي من المفترض أن يداوي آلامها ترك «فوطتين» داخل بطنها بعد إجراء جراحة لإستصال المرارة وحصوة بداخلها، طيلة تلك الفترة لم يعلم أهلها سبب معاناتها وآلامها التي دفعتها لعدم تناول الطعام أو حتي كوب ماء، حتي رحلت عن دنيانا بسبب جريمة وليس إهمالا طبيا، رحلت عن عالمنا ومازال الجاني الذي دمر أسرة كاملة يمارس مهنة الطب يومياً ليجرب في مئات المرضي . يقول أحمد مجدي نجل الراحلة «آمال» 46 عاماً ضحية الإهمال الطبي أن والدته منذ حوالي شهرين ونصف كانت تعاني من حصوة في المرارة ومع شدة الآلام ذهبنا بها إلي مستشفي الهلال الأحمر برمسيس، وأكد الأطباء هناك أنه يجب إستئصال المرارة، وقام طبيبان هما محمد مصطفي عبد الوهاب ومحمد أيوب بإجراء الجراحة، أستمرت في غرفة العمليات لمدة 7 ساعات، خرجت بعدها علي الرعاية وظلت بها 10 أيام لم نكن نعلم وقتها أن الأطباء تركوا بداخل بطنها «فوطتين» وبعد عمل الأشاعات أخبرونا بأنها يجب أن تخرج من المستشفي رغم ما كانت تعانيه من آلام طيلة تلك الفترة في الرعاية وعدم تحسن حالها. عندما عدنا إلي المنزل كانت تعاني من آلام شديدة ولا تستطيع شرب الماء أو تناول الطعام نهائيا وظلت علي هذا الحال لمدة يومين، عدت مرة أخري للطبيب الذي أجري الجراحة، وقولته «أمي تعبانة ولا قادرة تأكل ولا تشرب ومش عارف أعمل أيه» كتب علي علاج وأخبرني أنها مضاعفات عادية من تأثير العملية . ويستكمل نجل الراحلة وهو يبكي علي رحيل والدته، كانت تتألم في كل لحظة ونحن نقف صامتين لا نستطيع فعل شئ، مع شدة معاناتها ذهبنا إلي طبيب آخر وقمنا بعمل إشاعات وسونار وأخبرنا الطبيب أنها تعاني من أورام في البطن ، حيث ظهرت «الفوطتان» في الإشاعات علي شكل أورام، عدنا مرة أخري إلي الطبيب الذي أجري الجراحة، وشاهد الأشاعة وقاللي والدتك عندها أورام في البطن ولازم تطلع بيها علي معهد الأورام، وبالفعل قمت بعمل قرار للعلاج علي نفقة الدولة لعلاج الأورام، قبل أن نذهب بها للمعهد وصف لنا أحد الأشخاص طبيبا في مستشفي أحمد ماهر وعندما شاهد الأطباء هناك الحالة وبعد فحص والدتي أكثر من 4 ساعات قاللي الطبيب «أطلع علي الدكتور اللي عمل العملية قوله بطن والدتي فيها خراجين»، ذهبت للطبيب الذي أجري الجراحة بمستشفي الهلال وعندما أخبرته «ضحك وقاللي أطلع بره بطن والدتك فيها أورام» . عدنا مرة أخري لمستشفي أحمد ماهر، وكانت والدتي بتموت قدامي مائة مرة في اليوم، ومش عارفين فيها أيه، ولكن الدكتور اضطر أن يخبرني بالحقيقة أن بطن أمي فيها «فوطتان» وأن الطبيب اللي عمل العملية نسيهم أثناء إجراء الجراحة، جن جنوني وذهبت للطبيب الذي أجري الجراحة وأنا أبكي وعندما أخبرته، أحمر وجهه وتشاجرنا، خرجت وأنا أبكي أريد أن أفعل أي شيء لإنقاذ أمي من الموت . رفض الكثير من المستشفيات استقبال حالتها، حتي دخلت مستشفي الدمرداش بعد أن قمنا بالإمضاء علي تقارير عن الحالة علي مسئوليتنا ودخلت والدتي العمليات لإخراج «الفوطتين» من بطنها وبعد 8 ساعات داخل العمليات استطاع الأطباء إخراج «فوطة» طولها 50 سم بحجم كف اليد و 6 لتر صديد، ولكن طبيب التخدير رفض استكمال الجراحة بسبب خطورة الحالة وأنها يجب أن تدخل العناية المركزة في الحال لتدهور حالتها، بعدها ب 4 ساعات رحلت أمي عن الحياة، ماتت أمي بسبب طبيب لا يقدر قيمة مهنته ولا شرف الإنتماء لها، بسبب جهله، شرد أسرتنا وحرمنا من أغلي شيء في حياتنا للأبد . فيما أكد محمد مجدي النجل الثاني لضحية الإهمال الطبي قمنا بعمل بلاغ في قسم الأزبكية حمل رقم 681 إداري الأزبكية ضد الطبيبين وقامت النيابة بتحريز «الفوطتين» الأولي التي كانت تحت الحجاب الحاجز والطحال والثانية التي اخرجها الأطباء بعد وفاة أمي وكانت ملفوفة حول المصران، وتم التحفظ عليها بالطب الشرعي، أطالب من وزير الصحة ونقيب الأطباء محاسبة الطبيبين ووقفهما عن العمل، فما حدث جريمة وليس إهمالا طبيا فوالدتي خرجت من المستشفي بعد الجراحة دون أن تجري أي إشاعات للإطمئنان علي حالتها، وعاشت تتألم 60 يوماً وبداخل بطنها جسم غريب، إحنا مش عايزين غير حساب المخطيء بالقانون وحق أمنا اللي ماتت من غير أي ذنب وأن ما حدش يحصله كده تاني .