كان البصل المحصول التصديرى الثانى بعد القطن، وكانت سوهاج المحافظة الأولى فى إنتاجه لما حباها الله من مناخ يبدأ فى الدفء خلال شهر فبراير، مما يعطيها ميزة فى نضج هذا المحصول مبكرا، حيث تكون أسواق أوروبا خالية من البصل الذى يباع بأسعار متميزة، ولكن أصيبت بعض المساحات بمرض العفن الأبيض، وأسيئ التعامل مع هذه المساحات المصابة بإلقائها فى مجارى المياه أو تغذية المواشى عليها مما ساعد فى انتشار المرض فى مساحات كبيرة، ومع خوف المزارعين من زراعة هذا المحصول واحتمال إصابته بهذا المرض، فقد ابتعدوا عن زراعته. ولكن مع الجهود البحثية من معهد بحوث أمراض النبات، فقد تم التعامل مع الفطر المسبب لهذا المرض والتغلب على الإصابة به، وعادت زراعة هذا المحصول فى سوهاج بمساحات محدودة فى أرض الوادى، ومساحات كبيرة فى أراضى الظهير الصحراوى، ولكن لانقطاع التلاحم بين المصدرين ومزارعى هذا المحصول، ومع رغبة هؤلاء المزارعين فى الحصول على أكبر عائد منه، فكان يتم الرى بمعدلات أكبر للحصول على أوزان عالية، وعدم الدقة فى فرز البصل، وكذلك الإسراع فى قطع المجموع الخضرى عن الأبصال وتقليل فترة التسميط للحاق بالأسعار المرتفعة فى أول الموسم.. كل هذا انعكس على ضعف قدرة هذه الأبصال على التخزين وتعرضها للتلف فى أثناء نقلها للأسواق الأوروبية أو لدى البائع أو المستهلك، وقد انعكس ذلك فى صورة سيئة عن البصل المصرى وتعرض المصدرين للخسائر، فعزفوا بدورهم عن تصدير هذا المحصول العام التالى، وشيئا فشيئا تتعرض المساحات المنزرعة بالبصل للبوار وانخفاض الأسعار، وفى العام الذى يليه يعزف معظم المزارعين عن زراعته، وهذا راجع لأن كل جهة من الجهات المسئولة عن زراعة وإعداد وتصدير هذا المحصول فى جزيرة منعزلة. من هنا أرى عقد ورشة عمل فى سوهاج لمناقشة مشكلات هذا المحصول زراعيا وتصديريا، ويشترك فيها المصدرون، والباحثون من مركز البحوث الزراعية، وأعضاء هيئة التدريس بكلية الزراعة جامعة سوهاج الذين لهم علاقة بمحصول البصل، والمزارعون، وجهاز الإرشاد الزراعى بسوهاج، وجهاز الرقابة على الصادرات. د. أبوبكر العجاجى سوهاج