احتشدت مئات السيدات من جميع دول العالم في مبني الأممالمتحدة بنيويورك, للمشاركة في اجتماعات الدورة الرابعة والخمسين للجنة وضع المرأة التي اختتمت أعمالها منذ أيام. وحملت عنوان بكين+15 اجتمعت اللغات المختلفة والأزياء المتنوعة من كل القارات, الكل جاء ليناقش ما نفذه من خطة عمل بكين التي تم الاتفاق عليها منذ خمسة عشر عاما للنهوض بالمرأة والقضاء علي الفقر والمرض والتمييز ضدها, كما واكبت اجتماعات اللجنة الاحتفال بيوم المرأة العالمي الموافق الثامن من مارس. شاركت مصر في اجتماعات اللجنة بوفد رفيع المستوي برئاسة الدكتورة فرخندة حسن أمين عام المجلس القومي للمرأة, التي استعرضت الورقة المصرية عما تم إنجازه من برنامج عمل بكين والتحديات التي مازلنا نعمل للتغلب عليها. وقد أكدت الدكتورة فرخندة في الكلمة التي ألقتها في اجتماع لجنة المرأة بالأممالمتحدة, أن مصر قد أحرزت تقدما ملموسا في تمكين المرأة وممارسة حقوقها وفق استراتيجية شاملة متكاملة في إطار زمني ينتهي عام2015, وقد تضمنت هذه الاستراتيجية كل ما ورد في برنامج عمل بكين والأهداف الانمائية للألفية التي وضعتها الأممالمتحدة ووقعت عليها مصر, بالإضافة الي بنود اتفاقية القضاء علي جميع أشكال التمييز ضد المرأة, وكل ما جاء في ستين وثيقة أصدرتها الأممالمتحدة متعلقة بالنهوض بالمرأة. وعن التحديات التي تعمل مصر علي التغلب عليها في سبيل حصول المرأة علي حقوقها, أشارت الدكتورة فرخندة الي ارتفاع نسبة الأمية بين النساء والفجوة الموجودة في بعض القوانين الخاصة بالشرف والتي تميز ضد المرأة, هذا بالإضافة الي بعض العادات المتوارثة والمفاهيم المغلوطة للأديان في بعض المجتمعات الريفية. هيكل نوعي للمرأة وقد شارك الوفد المصري المشارك في اجتماعات لجنة وضع المرأة في العديد من اللقاءات مع ممثلي منظمات الأممالمتحدة المعنية بالمرأة, ومع الوفود المشاركة للتنسيق بينها فيما يخص خطط النهوض بالمرأة خاصة خطة إنشاء هيكل نوعي جديد للمرأة بالأممالمتحدة يضم كل المنظمات المعنية بشئونها, وذلك في إطار عملية الاصلاح التي تنفذها الأممالمتحدة بهدف التنسيق بين خطط عمل المنظمات المختلفة والميزانيات المخصصة لذلك. إشادة دولية وقد أشادت الوفود المشاركة في اجتماعات لجنة أوضاع المرأة في لقاءاتها مع الوفد المصري, بجهود السيدة سوزان مبارك رئيس المجلس القومي للمرأة لتنمية المرأة العربية والإفريقية والنهوض بالأسرة, وأكدت الدكتورة فرخندة حسن أنها حملت للسيدة قرينة الرئيس العديد من الدعوات للتكريم والمشاركة في مؤتمرات دولية تنظمها الدول المختلفة تقديرا لدورها وجهودها لتنمية المرأة. التجربة المصرية ولأن التجربة المصرية رائدة في مجال حماية المرأة والفتاة, وجه المنظمون الدعوة للسيدة مشيرة خطاب وزيرة الأسرة والسكان للمشاركة في حلقة نقاشية حول مكافحة ختان الاناث والممارسات الضارة, في إطار اجتماعات لجنة أوضاع المرأة, شاركت فيها السيدة ماريا كارفانيا وزيرة تكافؤ الفرص بإيطاليا والسيدة شانتال كومباريه السيدة الأولي بدولة بوركينافاسو والسيدة ندية ديوب وزيرة شئون الأسرة والأمن الغذائي والطفولة بالسنغال. وقد استعرضت الوزيرة مشيرة خطاب التجربة المصرية في مكافحة ختان الاناث من خلال استضافة مصر لعدد من المؤتمرات الاقليمية والمحلية للتعريف بالمشكلة والتوعية بسبل التصدي لها وتوضيح المفاهيم المغلوطة التي تنسبها الي الأديان, وأكدت أن مصر كانت من أوائل الدول في المنطقة التي وضعت استراتيجيات للتصدي لهذه الممارسات الضارة. وقد صدر عن لجنة وضع المرأة في نهاية اجتماعاتها إعلان يتم رفعه الي الجمعية العامة للأمم المتحدة لاعتماده, وقد دعا البيان الي ضرورة ادماج منظور النوع الاجتماعي في الاجتماع العام رفيع المستوي للجمعية العامة الذي سيعقد لاحقا لدفع عملية التقدم لتحقيق الأهداف الانمائية للألفية, وأكد المشاركون ضرورة التزام الدول الموقعة علي اتفاقية بكين وبرنامج العمل الخاص بها الصادر عام1995, بتحقيق كل بنوده المتعلقة بالنهوض بالمرأة ومكافحة التمييز ضدها, وشددوا علي ضرورة التغلب علي التحديات التي مازالت تحول دون التنفيذ الكامل لبرنامج بكين من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة من الجهات المعنية في كل دولة لضمان تحقيق الأهداف.