البرجولا.. حلم مسرحي تحقق في قلب ميدان التحرير حينما التقي21 فردا لأول مرة أيام الثورة بالفنانة رانيا رفعت.. فكروا معا كيف تصل أحلامهم للبسطاء. فلم يجدوا سوي فن العرائس.. أبسط وأسرع وسيلة لعقول الصغار والكبار أيضا.. من هنا قالت رانيا رفعت إنها اختارت لفرقتها اسم البرجولا لأنها تحمل معني المظلة, والتي تسعي بها أن تكون مظلة لأنواع كثيرة من المسرحيات سواء اجتماعية أو تاريخية أو غيرها, وفي قلب الميدان ولدت أيضا مسرحية العرائس فتح عينك تاكل ملبن والتي تروي حكاية الثورة في قالب فني بسيط, نال بعدها إعجاب الجمهور حينما عرضت المسرحية في موقف أتوبيسات روض الفرج وفي شوارع منشية ناصر, تسبقها بنبونة سياسية لا تتعدي الخمس دقائق تشرحها للشارع رانيا رفعت مؤسسة الفرقة ومؤلفة النص, والتي وصفت حلم فرقتها الممزوج بالمعاناة بقولها: أجمل ما في الفرقة أنهم من مجالات مختلفة, فأشعار مسرحية فتح عينك كتبها طبيب, ومنهم أيضا المهندس ومنهم الأثري, ومنهم الموظف ولكنهم أحبوا عالم العرائس, ورغم هذا تواجهنا مشاكل التمويل كأي مسرح مستقل, لذا اقترحنا مبادرة البرجولا للوعي الشعبي بعد ان لمسنا نجاح تجاربنا المسرحية, وذلك بأن يسهم من يرغب معنا سواء بمدنا بالخامات أو بأي شيء مقابل مشاركتنا في العروض إيمانا منا باعتماد المسرح علي فكرة الفرجة والتفاعل مع الجمهور, وأملا في تحويل الفرقة لمشروع قومي. الطريف أن فرقة البرجولا لاقت استجابة سريعة من بعض السيدات اللاتي بدأن المساهمة مع الفرقة بشراء الخامات اللازمة لتجهيز العرائس ومستلزمات عروضهم القادمة, وهو ما شجع أعضاء الفريق علي مواصلة شق طريقهم, وهو ما بررته رانيا رفعت بأن أزمة المسرح الحقيقية هي أزمة أنانية وعدم منح المواهب الحقيقية فرصة للظهور, مؤكدة أن خير وسيلة لمواجهة دعاوي تحريم الفن هي محاولات الفرق الصغيرة لتغيير مفهوم الفن أصلا لدي الناس. والحقيقة أن تجربة مسرح البرجولا تستحق التقدير ولفت الانتباه, أولا لأنها اتجهت لمخاطبة الشارع بما يرتقي بأذواق البشر, وثانيا أنها محاولة لإضاءة بصيص من النور في عتمة ليل المسرح المصري.