لم يكن عشرات المستثمرين الذين انفقوا تحويشة عمرهم في استصلاح الأراضي الصحراوية في سنور شرق النيل يدركون ان احلامهم سوف تتبخر وان أموالهم سيكون مصيرها الضياع بسبب عجزهم عن ري اراضيهم بسبب أزمة السولار وعدم الاستجابة لمطالبهم بمد الكهرباء لمنطقتهم رغم النتائج المبشرة التي حققتها الأرض الطيبة التي لا ينقصها سوي المياه. في البداية يقول الحاج سلامة الناظر( رجل أعمال) إنني أردت الاتجاه للاستثمار الزراعي20 فدانا بمنطقة الاستصلاح الزراعي بسنور شرق النيل ببني سويف وقمت بتسويتها واستصلاحها وتجهيزها للزراعة وأنفقت عليها أموالا طائلة وهي الأن جاهزة للزراعة ولكنني أخشي زراعتها بسبب عدم وصول المياه لتعطيل المولدات التي تعمل بالسولار لإدارة محطات رفع المياه بسبب أزمة السولار الحالية وإهمال وعدم الاستجابة لطلبنا بتوفير الكهرباء للمنطقة وكأن الكل اتفق علي إهدار أموالنا وضياع مجهوداتنا وضياع الاستثمار الزراعي مؤكدا أن نقص المياه وعدم انتظامها تسببت في هلاك مساحات منزروعة لمستثمرين آخرين وخاصة الخضار بالإضافة إلي عدم قيام الجمعية بتوفير السماد حيث ترسل جرار كل ثلاثة أشهر بالنقدية ويتحدث خالد مختار أبو جمعة( مستثمر زراعي) بمنطقة سنور قائلا أنني أملك قطعة أرض وذقت الأمرين في استصلاحها وزراعتها والأن نستغيث لإنقاذ استثمارتنا وتوصيل الكهرباء لتشغيل محطات الرفع بدلا من المولدات دائمة الأعطال التي تهدد زراعاتنا بالهلاك والموت كما أن إهمال مجلس إدارة جمعية النيل للاستصلاح هو سبب كل ذلك لعدم وجود خطوات جادة والسكوت علي تسقيع الأرض من أباطرة الأراضي الذين حجزوا الأرض للتسقيع والبيع وليس لاستصلاحها والأن يطلبون الملايين ولا يسهمون معنا في حل مشاكل المنطقة لأنهم لا ينوون الزراعة واليأس تملكنا رغم أن الأرض هناك تحتاج إلي مياه فقط فهي أرض خصبة وصالحة فالزراعات الأولي في التجارب أنتج الفدان من20 إلي30 طن طماطم والأرض استجابت وربت خاصة القمح في أول زراعة الفدان الواحد ينتج30 أردب وأكثر والبنجر لم نري مثله من قبل حيث ينتج من30 إلي35 طن خلال فتره وجيزة من زراعته فالأرض هنا مبشرة بالخير ولا ينقصنا إلا حل مشكلة المياه. ويوضح أحمد عبد العظيم سيد( شاب مستثمر بالمنطقة) أننا جئنا للأرض وهي صحراء جرداء خاوية جبل مكفهر ولم نبخل عليها بأموالنا وطاقتنا وبذلنا جهودا جبارة ليل نهار بداية من شهر أبريل2011 وقمت باستصلاح مساحة20 فدانا وزراعتها ونجحت التجربة نجاحا باهرا وحققت إنتاجية لم تكن متوقعه وتفوقت علي الأراضي القديمة الطينية ولكن يبدو أن نجاحنا لم يعجب بعض الناس فأرادوا تعطيل النمو الزراعي للرقعة الزراعية بعد أن طالتها الأيدي بالبناء في أحداث الثورة فأردنا تعويض وإضافة مساحات زراعية جديدة ولكن الأن تواجهنا مشكلة كبيرة تهدد استثماراتنا بالضياع وهي مشكلة نقص المياه وعدم توصيل كهرباء لمحطات رفع المياه ويؤكد الدكتور سعيد حماد أحمد( مدير عام جهاز تحسين الأراضي ببني سويف) أن المشاكل التي تقابل المستثمرين نظرا للظروف الحالية التي تمر بها البلاد, فمشكلة المياه تأتي نتيجة عدم الاهتمام بصيانة الترع وتسببت ترعة الجمعية في تأثر حوض غراب بسبب الرشح بالإضافة إلي عدم وجود تبطين وعدم وجود صيانة أو اهتمام والمشكلة التي تواجه وتعوق الزراعات هنا أيضا هي عدم وجود صرف زراعي بمنطقة استصلاح جبل سنور ناهيك عن مشكلة الصرف الصحي المتسرب حيث دمر مساحات كبيرة من الأراضي الخاصة بجمعية الواسطي المجاورة لأرض جمعية النيل للاستصلاح وللأسف أن المشكلة تتفاقم يوما بعد يوم وتزحف إلي أراض أخري ولابد من حلها وجمعية الواسطي اتسلمت مائة ألف فدان غمرتها مياه الصرف الصحي وهي متأثره جدا بهذه المشكلة ولابد من التحرك لإنقاذ هذه المساحات المستصلحة الموجودة بجوار هذه المحطة.