وجدتني حائرة مع طفلي الذي لم يتجاوز عامه الرابع, أمام منهج وزارة التربية والتعليم المفروض علي الصف الدراسي أولي حضانة, الذي يدرس به طفلي بإحدي مدارس اللغات. فقد أدهشني منهج الطفل الصغير, وكم الواجبات المنزلية المفروضة عليه في اليوم الواحد, من كتابة للأرقام, والحروف باللغتين العربية والإنجليزية, بالاضافة الي اللغتين الفرنسية والألمانية. فكيف لتلميذ أولي حضانة أن يتعلم كتابة4 لغات في وقت واحد ويوم واحد؟ كيف له أن يفرق بينها وينطقها ويستوعبها ويفهمها. وأكثر ما أصابني بالدهشة أن مدرسة اللغة الألمانية كتبت لطفلي في كراسة الألماني برجاء حل الواجب, والواجب عبارة عن حروف وكلمات باللغة الألمانية, فكيف لي أن أعلم تلك الكلمات والحروف, وأنا لم أدرس اللغة الألمانية, وكيف لي أن أعلم طفلي تلك اللغة التي أجهلها؟, ولماذا إذن أدخلت طفلي مدرسة انجليزية؟ أين دور المدرسة؟! فمن المفترض أن أي مادة أو لغة تدرس وتكون مادة ثانية بأي مدرسة أن يكون الاعتماد الكلي علي المدرسة وليس علي المنزل, وليس المفروض أن يتعلم الأب والأم لغة ابنهما الثالثة والرابعة ليعلماها له؟! وبمخاطبتي لمسئولي المدرسة, وجدتني أمام منهج وزاري صادر عن وزارة التربية والتعليم, الهدف الأساسي منه هو إنهاء المنهج, غير موضوع في الاعتبار فهم التلميذ أو مدي استيعابه, فلا يهم الكم, المهم المنهج يخلص كما يقول مدرسو المدرسة, وبالتالي أصبح طفلي الصغير لا يريد الذهاب للمدرسة قائلا لي: المدرسة كلها كتب... مفيش لعب فلماذا نقتل في أبنائنا المرح وحب الدراسة؟!