أنا سيدة فى سن الخامسة والثلاثين, نشأت فى أسرة متوسطة لأب يعمل موظفا بإحدى الشركات, وأم ربة منزل نالت قسطا من التعليم ثم تزوجت, وتفرغت لرعاية بيتها وأولادها، ولى أخ يكبرنى بأربع سنوات وأخت اصغر منى بثلاث سنوات، وتزوجت أختى الصغري, وانجبت ولدا جميلا, وكذلك اخى الذى انجب ولدا هو الآخر, وصار لكل منهما بيت وأسرة, وبعد فترة من العزوف عن الزواج، وانشغالى الدائم بوظيفتى فى الجهة التى أعمل بها تمت خطبتى لشاب فى الهيئة نفسها, ولم يمض شهران حتى تم فسخ الخطبة لأسباب تافهة, منها أنه يريدنى أن أزور أمه باستمرار قبل الزواج وان ارتب معها المنزل, ولم أقتنع بكلامه, بل شككت فى نياته, وهنا فوجئت به يفسخ الخطبة فحمدت الله أن كشف لى أمره قبل الزواج, وتكرر السيناريو نفسه مع اثنين آخرين ولم تتم الخطبة. ومرت شهور, وجاءنى عريس جديد قال إنه تزوج وفشل فى زواجه لأن زوجته كانت دائمة الشجار لأتفه الأسباب ولبس أمامى ثوب الفضيلة, والتدين, واستطاع بكلماته وعباراته المنمقة أن يقنعنى بالزواج منه, فوافقت بلا قيد ولا شرط, وتزوجنا بعد أن اشترى حجرة النوم فقط, أما باقى الأثاث فلقد اشتريته من مدخراتي, وبالطبع عشنا فى شقة الأسرة. ورأيت أن كل ذلك يهون من أجل الزواج الهادئ والمستقر، ولكن هيهات أن تعرف حياتى الاستقرار حيث تغيرت معاملته لى تماما، وأخذ يحدثنى عن عيوبي, ومنها أننى لا أجيد الكلام ولست مثقفة، وأنه لا يشعر بما أسميه «النجاح» فى عملي! وشعرت أنه متخبط وبأننى تسرعت فى الزواج منه، وأصررت على الطلاق خوفا من أن يتركنى معلقة ويختفى كما هددنى فى مرات كثيرة, ووقعت له على تنازل عن جميع مستحقاتى، فهل اخطأت لأننى أصررت على الطلاق, وهل من الممكن إقامة حياة مستقرة مع مثل هذا الشخص؟ ثم ما الذى ينبغى أن تفعله فتاة لاحول لها ولا قوة لكى تنعم بزوج حنون وحياة مشتركة بين اثنين لا يعرفان الأنانية؟ وهل يجب أن تظل المرأة مغلوبة على أمرها مهما فعل زوجها حتى لايطلقها خوفا من كلام الناس؟ ولكاتبة هذه الرسالة أقول: ان التدقيق فى اختيار شريك الحياة أمر ضرورى لمن تنشد الاستقرار، وقد افتقدت هذا الشرط الضرورى الذى بدونه لا تستقيم الحياة الزوجية، ولابد أن تعطى نفسك الوقت الكافى قبل الاقدام على زواج جديد, وأن تكون هناك فترة مناسبة يحاول كل طرف خلالها أن يتعرف على خبايا الطرف الآخر، ويدرس تصرفاته, فإذا شك فى بعض السلوكيات أو استعصى عليه فهم بعض الأمور فلا يكمل المشوار، وليبحث عن الشريك المناسب الذى يتوافق معه فى تصرفاته وأفكاره، ومن المهم أن ينتمى إلى نفس وسطه الاجتماعي. وليتعلم الآباء والأمهات الدرس الأكبر بضرورة أن يكون لهم رأى فى كل خطوة تخطوها بناتهم، فمهما بلغت البنت من درجات التعليم فإنها لن تستطيع أن تفهم الأمور المتعلقة بالزواج كما يفهمونها بما لهم من خبرة فى الحياة، أسأل الله أن يرزقك بمن هو أهل لك.. والسلام.