التنمية المستدامة بمفهومها الشامل هي الاستفادة من الموارد الطبيعية المتاحة التي هي كنوز أهدتها لنا الطبيعة مع الأخذ في الاعتبار حقوق الأجيال القادمة في تلك الكنوز ومما لا شك فيه أنه لا يمكن اقامة تنمية وصناعة بدون الطاقة التي هي وقود قاطرة التصنيع.. وانتاج الطاقة هو التمثيل الفعلي لتلوث البيئة لذلك لجأت الدول المتقدمة لتكنولوجيا الطاقة النووية باعتبارها السبيل الوحيد للحصول علي طاقة كهربية نظيفة صديقة للبيئة.. وبصدور قرار انشاء هيئة الرقابة النووية والاشعاعية تكون مصر قد وضعت اقدامها بثبات لدخول النادي النووي الدولي استعدادا للاستفادة من امكانات علمائنا الذين قاموا بمساهماتهم في العديد من الدول الأوروبية والعربية والإفريقية وتكريسها لخدمة الوطن. الدور المنوط به بالهيئة الجديدة خاصة, ما أثير في الآونة الأخيرة من جدل واسع حول انشاء المحطة النووية لتوليد الطاقة الكهربية, كان لقاء الصفحة مع رئيس الهيئة الدكتور مصطفي عزيز الذي أكد أن الوظيفة الأساسية التي تقوم بها الهيئة الجديدة هو الحفاظ علي البيئة المصرية وبالتالي الأفراد والمجتمع من أخطار الإشعاع فهي صمام الأمان لعمل المحطة النووية الجديدة فهي استراتيجية تقوم عليها الهيئة بحيث يتم تشغيل المنشآت النووية بصورة آمنة لا تؤثر علي البيئة لذلك فهي تعمل وفق محورين أحدهما القيام بالتفتيش علي المنشأت النووية التي تتداول وتستخدم المواد النووية مثل مفاعلات الابحاث النووية ومفاعلات القوي وكذلك أماكن تخزين الوقود النووي وكلها أنشطة داخل هيئة الطاقة الذرية, أما المحور الثاني فهو دور رقابي علي المنشآت التي تتوافر بها أجهزة ذات مصادر اشعاعية مثل المستشفيات والمصادر الاشعاعية المستخدمة في وزارات الصحة والصناعة والبترول, وذلك يجعلنا نتطرق الي الآليات التي تعتمد عليها الهيئة وهي تتمثل في الاعداد العلمي للكوادر البشرية واعضاء الهيئة المؤهلين للقيام بوظائفهم وذلك في المقام الأول, ويتم من خلال برامج تأهيل داخلية وخارجية, والداخلية متمثلة في إكسابهم المهارات والمعلومات وتتم داخل الهيئة, أما البرامج الخارجية فتكون من خلال الاحتكاك بالهيئات الدولية المعروفة أنها مستقرة ولها شهرة في مجال الأمان النووي, حيث توجد بروتوكولات وبرامج تعاون فعلية مع الأمان النووي الكوري والاتحاد الأوروبي والوكالة الدولية للطاقة الذرية وتمت دراسة برامج تعاون مع هيئة التنظيمات الأمريكية النووية. ويضيف أن الهيئة وضعت الاستعدادات التامة لتطوير الاداء والمهام لتوفير معدلات امان عالية لعمل المحطات النووية وذلك طبقا لكل مرحلة علي حدة, حيث إن متطلبات الامان علي المحطات النووية وضعت بدءا من مرحلة اختيار الموقع ثم التصميم في التشييد والتصميم في الانشاء ثم مرحلة الادخال في الخدمة ويليها مرحلة التشغيل بحيث تم رفع معامل الامان بنسبة كبيرة لتعمل المفاعلات بطريقة آمنة وهذه الخطوات بدأ الاستعداد الفعلي لها منذ بداية الفكرة لادخال البرنامج النووي في مصر عام 2007 حيث قمنا بكتابة الوثائق عن المحطات النووية ومتطلبات التصميم الآمن والتشغيل الآمن للمحطات النووية وكذلك تدوين لائحة تراخيص جديدة للمحطات النووية هذا بالاضافة لبرامج التدريب الداخلية والخارجية, لذلك أخذت التدابير والاحتياطات اللازمة لمواجهة أي مشكلات في فترة التشغيل حيث أن انظمة الأمان يكون لها القدرة العالية علي التحرك الآلي والتعامل مع أي مشكلة تنشأ في المفاعل عن طريق أنظمة الأمان المتعددة داخل المفاعل. وهنا أقول الحديث للدكتور مصطفي إن أهالي الضبعة مخاوفهم مبالغ فيها لدرجة تثير الشك لأن المفاعلات النووية في دول أوروبية كثيرة يتم انشاؤها علي مسافات قريبة من المدن والكل متفهم لذلك والهيئة بدورها اطلعت علي المواصفات التي وضعتها هيئة المحطات النووية وهي من المفاعلات الحديثة يتوافر فيها أجهزة التطوير الحديثة وتطبيق وسائل الأمان الحديثة, والمناقصة تتيح لنا اختيار أحسن التصميمات.. لكن المناقصة تعطلت بسبب موضوع الضبعة وما أثير حوله من مشكلات, لكن المناقشات مازالت دائرة بين هيئة الرقابة النووية والاشعاعية وهيئة المحطات النووية لاستكمال الدراسات, والمحطة في انتظار القيادة السياسية الجديدة وموافقة مجلس الشعب لوضع قانون انشاء المحطة النووية.